الزياني: أخطاء الدفاع والحارس أضاعت حلم المحرق
أعرب عدنان حمد مدرب الفيصلي عن بالغ سروره بفوز فريقه ببطولة كأس الاتحاد الاسيوي رغم الهزيمة أمام المحرق 2/4 في إياب النهائي أمس الأول مشيرا إلى أن المباراة كانت عصيبة على الفريقين وأن التراجع الذي شهده أداء الفيصلي مطلع الشوط الثاني يعود إلى الثقة الزائدة لدى بعض اللاعبين وشعورهم بأن نتيجة المباراة قد حسمت لمصلحة الفريق بعد انتهاء الشوط الاول بالتعادل·
وأوضح حمد في المؤتمر الصحفي لمدربي الفريقين عقب المباراة أن التبديلات التي أجراها في تشكيلة الفريق لعبت الدور الأبرز في إعادة الأمور إلى نصابها من خلال النجاح في الحد من خطورة المحرق طيلة احداث النصف الاخير من الشوط الثاني مشيرا الى ان اللاعيين الذين زج بهم في الشوط الثاني ضخوا دماء جديدة في عروق الفريق وساهموا مع بقية زملائهم في الخروج بالنتيجة المطلوبة·· ولم ينس عدنان الإشادة بلاعبيه الذين حققوا اللقب للعام الثاني·
ومن جانبه قدم خليفة الزياني مدرب المحرق التهنئة الى الفيصلي على فوزه بالبطولة مشيرا الى ان الفريقين نجحا في تقديم وجبة كروية دسمة تليق بنهائي بطولة كأس الاتحاد الاسيوي ومؤكدا ان فريقه قدم اقصى ما في وسعه خلال المباراة ونجح في محو اثار الخسارة القاسية التي تعرض لها ذهابا·
واعترف الزياني بان الاخطاء الدفاعية الفادحة واخطاء حارس المرمى لعبت دورا بارزا في عدم حصول الفريق على اللقب لكنه اكد ان مجرد وصول الفريق الى النهائي يشكل انجازا للفريق سيعطيه دفعة كبيرة حلال المنافسات المحلية المقبلة·
كان الفيصلي قد احتفظ بلقبه رغم خسارته امام المحرق البحريني (2/4) في مباراة الاياب للدور النهائي التي اقيمت بينهما على ستاد البحرين الوطني بحضور نحو عشرة الاف متفرج من بينهم نحو ثلاثة الاف متفرج اردني·
ولعبت خبرة الفيصلي دورها في حسم اللقب حينما نجح في اخماد انتفاضة المحرق مع بداية الشوط الثاني والذي استطاع من خلاله تسجيل ثلاثة اهداف مباغتة في غضون اقل من عشر دقائق وكان للتبديلات التي اجراها المدير الفني للفيصلي عدنان حمد دورا بارزا في علاج الهفوات الفادحة التي ارتكبها لاعبوه وتحديدا من ناحية الثقة الزائدة وسوء التغطية الدفاعية·· حيث شكل دخول محمد زهير وخالد نمر توازنا في التوليفة الزرقاء التي اهتزت كثيرا بعد الهبات المحرقاوية الساخنة في الوقت الذي امنت فيه ورقة سراج التل النصر الفيصلاوي بتسجيله الهدف الثاني للازرق·
وفي ختام المباراة قام عبد الله الدبل رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الاسيوي بتسليم كأس البطولة الى كابتن الفيصلي حاتم عقل نيابة عن محمد بن همام رئيس الاتحاد·· كما تسلم الفيصلي الجائزة المالية المخصصة للبطل وقيمتها 300 الف دولار·
وفرضت نتيجة لقاء الذهاب (السيناريو) المتوقع على بداية الحصة الاولى، فامتد المحرق نحو مواقع الهجوم بهدف الوصول الى شباك العمايرة بوقت قياسي لفرض اسلوبه على مسرح الاحداث مستفيدين من عاملي الارض والجمهور· ورغم ان الفيصلي تعامل بواقعية مع هذا الواقع باسقاط الثنائي شريف عدنان وقصي ابو عالية امام رباعي الدفاع حاتم عقل ومحمد خميس في العمق وخالد سعد وحيدر عبدالامير في الاطراف، الا ان الربع الاول الذي مضى دون اي تهديد بحريني، سرب بعض الثقة المبالغة في أذهان لاعبي الفيصلي، بعدم امكانية هجوم المحرق في جدية التهديد·
ولذلك فقد بالغ سعد بالاحتفاظ بالكرة في جهته اليسرى ليفقدها لحساب لاعبي المحرق ويقوم عبدالله عمر بالتوغل عبر سعد بالذات ويخترق المنطقة المحرمة ويتجاوز خميس الذي اراد ابعاده الى خط النهاية ، فسدد عمر كرة يائسة، كانت من المفروض ان تكون سهلة على لؤي العمايرة الذي خرج من مرماه وتغالطه الكرة لتأخذ يده وتستقر في مرماه هدفا للمحرق الاول في الدقيقة ·18
رفع الهدف من ايقاع الاحداث وسارع المحرق للهجوم من جديد لاستغلال حالة الارتباك التي ظهرت في صفوف الفيصلي، ومرر البرازيلي دا سيلفا كرة خلف الدفاع تركت جيسي جون في مواجهة العمايرة ليسدد كرة قوية ارتدت من لؤي أبعدها الدفاع، ورفع بعدها محمود عبدالرحمن عرضية خطيرة فاتت امام المرمى·
وفي ظل هذا الواقع كان لابد للاعبي الفيصلي ان يدخلوا في اجواء المباراة قبل فوات الأوان، ونشط قصي ومؤيد سليم والشبول وتراجع ابو كشك الى الخلف لاستلام الكرة واحداث بعض المساحات ، ونجح الفيصلي في الاستحواذ على الكرة فقلص كثيرا من فرص التهديد البحريني·· وجاءت فرصة التعادل عندما رفع الشبول ركنية داخل منطقة المرمى ، ابعدها الحارس قريبة اعادها حيدر خلفية سهلة افلتت من الحارس علي حسن وتهادت في مرماه هدف التعديل في الدقيقة ·35
وواصل الفيصلي سيطرته على الملعب وتوغل ابو كشك في اعماق المحرق وعندما اغلق المشخص الطريق عليه هيأها امام المحارمة المندفع الذي اطلقها قوية عذبت الحارس الذي احتاج مساعدة زملائه لابعاد الخطر، ليرد عليه عبدالله عمر بنفس الطريقة ويبعدها العمايرة والدفاع، وفي الوقت المبدد اخترق الشبول دفاع المرحق ودخل المنطقة، ليتعرض للجذب من المشخص ويسقط ارضا ، لكن الاماراتي محمد عمر اشهر البطاقة الصفراء للشبول بحجة التحايل·
دخل الفيصلي اجواء الحصة الثانية بمزيد من الثقة خصوصا وان هيثم الشبول سدد كرة ارضية زاحفة مرت بجوار القائم البحريني· لكن اللقاء دخل في مرحلة درامية جعلت مصير اللقب متأرجحا بين الفيصلي والمحرق، بعد ان روى الفريق المضيف السيناريو الاكثر تعقيدا وصعوبة على مسرح الحدث، حين امتد لمناطق الفيصلي كالغريق الذي لا يخشى البلل، وبدأ حرق الاعصاب عندما توغل الجناح الايسر محمود عبد الرحمن بخط عرضي على حدود المنطقة دون اي ضغط ويمرر الى جيسي الذي غمزها الى دا سيلفا الذي اجتاز اقدام الدفاع وسدد في المرمى الهدف الثاني في الدقيقة ·53
ارتفعت الروح المعنوية للاعبي المحرق الذين واصلوا التقدم بكثافة في مناطق الفيصلي، وحاول العراقي عدنان حمد تدعيم الدفاع، فاشرك محمد زهير مكان مؤيد سليم، لكن المنظومة اصيبت بالعطب فعجز الدفاع عن ابعاد عرضية عبدالرحمن من ركلة حرة في الجهة اليمنى فاتت من الجميع ليتابعها المدافع المتقدم ابراهيم المشخص على باب المرمى محرزا الهدف الثالث في الدقيقة ·60
وتعقدت الامور بشكل غير معقول بعد دقيقتين عندما رفع عبدالله عمر كرة عرضية وصلت المتألق محمود عبدالرحمن داخل المنطقة فتلاعب بالدفاع وسدد بيمناه داخل المرمى محرزا الهدف الرابع للمحرق في الدقيقة ·62
واعتمد المحرق في الدقائق الاخيرة على التسديد من مسافات متعددة، فأطلق دا سيلفا كرة بعيدة احتاج العمايرة لمجهود اضافي لاخراجها ركنية ، وحاول مدرب المحرق تفعيل هجومه باشراك محترفه فاتاي ومن ثم عبدالله الدخيل، ورد عليه حمد باشراك سراج التل بدلا من ابو كشك، ليمر الوقت ثقيلا على الفيصلي في اللحظات الاخيرة، الى ان انهى التل الامور بداية الوقت الضائع، عندما اصر على متابعة الكرة العالية رغم سيطرة المشخص عليها، لكن الاخير اخطأ في اعادتها ضعيفة الى الحارس ليتقدم التل ويرفعها برأسه من فوق الحارس لتتهادى في المرمى البحريني هدف الفيصلي الثاني في 90 منيرا الطريق نحو منصة التتويج والاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي·
عدد اليوم
