الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

..والحكمة يمانية

21 نوفمبر 2010 23:04
بكل المقاييس: خليجي 20 (غير).. في جميع الظروف.. مختلفة. تصل إلى الرقم (20) المميز كعادتنا في اختيار الأرقام وعشق (تناسقيتها)، وهي تدرك أن التحديات أكبر من التمنيات، وأن السياسة هي التي ذهبت بها إلى عدن.. لا العاصمة صنعاء كما جرى العرف منذ أن ولدت قبل عقود من الزمن. تقام أو لا تقام؟ كان ذلك هو التساؤل الأهم في معركة التحدي كي يعيش الأشقاء اليمنيون متعة هذا الحدث، وبقي التساؤل قائما. (تلوكه) الألسن، وربما القلوب أيضا. مرات ينحرف يمينا فيكون على صيغة التفاؤل، تؤكده تصريحات المسؤولين عن الرياضة اليمنية، وصولا إلى قمة الهرم السياسي وتأكيده على تأمين البطولة بثلاثين ألف جندي. وفي مرات أخرى يتجه التساؤل ليكون على هيئة تشاؤم.. الصحف الخليجية القادرة على قول ما يحاول المسؤولون مداراة التصريح به خشية (تكدير العلاقات.. والخواطر). فلا التساؤل أوضح مبررات التفاؤل، ولا أبان عن معطيات التشاؤم، وبين الإقامة أو الإلغاء.. وصولا إلى التأجيل كان يبدو العناد اليمني واضحا بأن خليجي 20 في موعدها، لا إلغاء ولا تأجيل، والتصميم على أن كل شيء على أتم ما يرام يسعى لتجنب ارتباكات البداية الأولى مع سحب القرعة، وليس مرورا أو انتهاء بعشرات الأخبار المتواترة عن عدن (وتفجيراتها ومسيراتها وحراكها الجنوبي) وعن منشآتها التي تقاوم (الهجمات المسلحة) وعدم جاهزيتها لاستضافة بطولة يمكن القول إنها مخملية، لأنها تجمع دولاً محسوبة على لغة البترودولار، وفي حالة الظروف اليمنية فإنها تنبئ عن بون شاسع ومتسع. وصلت البطولة إلى عدن، التجربة الأولى لتحط في عاصمة مختلفة عن التي اعتادتها.. عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، المستقرة (رغم أنف الزوابع الحمراء في المنطقة) والناهضة تنمويا (كما يتحدث الواقع بلغة سليمة لا لبس فيها).. جربت السير نحو استاد الشعب ببغداد لكن تباعدت السنوات على أرض الرشيد، مع أمل أن تتحسن الظروف بعد عامين، وتدخل البطولة تحديا جديدا: هل بغداد جاهزة أمنيا لتحتضن خليجي 21، أم أنه مكتوب على البطولة أن تسير فوق خطوط النار، تلك المختلفة عن نيران التصريحات والدعايات الجماهيرية، خطوط تتماس مع الموت مباشرة، حيث العنف ليس لعبة (بلاي ستيشن) خفية، بل مواجهة حقيقية. يعوّل الخليجيون على الحكمة اليمانية، على الشعب اليمني القادر على قهر جميع الظروف ليكون العرس الخليجي مناسبة فرح كروية تسعد أبناء اليمن.. وتسعد أبناء الخليج لأن أشقاءهم في اليمن السعيد استطاعوا أن يضعوا بصمة سلام على تاريخ البطولة.. المسالم رغم كل الأشياء الصغيرة.. العابرة. alrahby@gmail.com
المصدر: عُمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©