الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هاجس الدفع الرقمي يثير قلق البنوك

هاجس الدفع الرقمي يثير قلق البنوك
26 فبراير 2016 20:00
ترجمة: حسونة الطيب تقوم معظم علاقات الشباب بالقطاع المالي في أميركا، على التقنيات الرقمية. وبينما ملّ هؤلاء حمل السيولة النقدية وتحرير الشيكات، أصبحت الهواتف المحمولة تشكل الوسيلة الأكثر سهولة لتسديد ما عليهم من مستحقات. وتشهد الألفية الثانية تحولاً نحو خدمات مالية رقمية جديدة، التغيير الذي بات يهدد القطاع المصرفي. ودفع انتشار هذه الخدمات، البنوك الكبيرة لتبنيها، رغم مقدرتها على استعادة مواقعها بعد الأزمة المالية. وفي حالة فشل البنوك في مجابهة التحدي، ربما تفقد جزءاً هاماً من عملياتها المصرفية للأبد. ويقول مارك زاندي، كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة موديز التحليلية:»يعكس من هم في سن العشرينيات والثلاثينيات من الأميركيين، لمحة عن السوق المصرفية في المستقبل. وتعتمد علاقاتهم مع قطاع المال، على التقنية الإلكترونية المتمثلة في الهواتف الذكية، ما يشكل هاجساً يثير قلق النظام المصرفي». وفي غضون ذلك، تتدفق الأموال فيما يسمى بمؤسسات «التقنية المالية» الناشئة. كما بدأت شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل، جوجل وأبل وسامسونج وأمازون وفيس بوك، الدخول في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد، مستهلة مشوارها بتطبيقات الدفع الإلكتروني. وارتفعت استثمارات المؤسسات الناشئة التي تركز على أسواق الخدمات المصرفية للأفراد حول العالم، لما يقارب 6,8 مليار دولار في العام الماضي، أي ما يزيد على ثلاثة أضعاف 2014 عند 2,2 مليار دولار. واتخذت العديد من البنوك الكبيرة خطوات للتصدي للظاهرة الجديدة، حيث شكل على سبيل المثال سيتي جروب، فريقاً مع ليندنج كلوب، المؤسسة العاملة في مجال تقديم القروض. كما أنشأ البنك، وحدة منفصلة في أكتوبر أطلق عليها اسم سيتي فين تيك، لمواكبة التغيير التكنولوجي ومجاراة المنافسين الآخرين. ويخطط البنك على المدى الطويل، لإنشاء حزمة من الخدمات المالية والإدارية التي لا يتطلب استخدامها جهداً كبيراً. وفي حين تشهد مؤسسات التقنية المالية نمواً سريعاً، فلا بد لها أن تقضي على التحديات الكبيرة التي تواجهها قبل إعادة تشكيل القطاع. ولا تزال هذه المؤسسات صغيرة ومحصورة في مجال محدود في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد الضخم. كما تفتقر للجهاز التنظيمي والقانوني، الذي استغرق إرساء قاعدته من قبل البنوك التقليدية، عقود عدة. وتواجه بالفعل بعض الخدمات الجديدة، شيئاً من الرقابة التنظيمية. وفي نوفمبر الماضي، كونت جوجل وأبل وأمازون وباي بال، مجموعة دفاع في واشنطن، بغرض ترقية السياسات للنهوض بالخدمات المالية والابتكار. وفي حين بدأت عادات المستهلكين في التغيير، بلغت نسبة الأميركيين الذين زاروا أفرع مصارف في 2010، نحو 40% أسبوعياً، بينما لم تتجاوز النسبة 10% فقط للذين أنهوا عملياتهم من خلال الهاتف النقال. لكن وبحلول 2014، انخفضت نسبة الشريحة الأولى إلى 28%، لترتفع الثانية لما يقارب الثلاثة أضعاف إلى 27%. وربما يصب التحول نحو العمليات المصرفية الهاتفية، في مصلحة مستخدمي الأجهزة الرقمية واسعة الانتشار اليوم والتي أصبحت بمثابة جهاز التحكم عن بعد لإنهاء العمليات المالية لكافة الأعمار. واتجهت خدمات إدارة الثروات عبر الشبكة، صوب مستخدمين أكبر سناً، حيث يقدر متوسط عمر المستفيدين من خدمات الاستشارات الاستثمارية التي تقدمها مؤسسة سيج فيج في سان فرانسيسكو، بنحو 47 عاماً. وزادت نسبة الدفع في محفظة فينمو الإلكترونية، الوحدة التابعة لموقع باي بال خاصة بين الشباب، بأكثر من ثلاثة أضعاف لتناهز 2,1 مليار دولار في الربع الأخير من 2015. ورغم محاولة الأبناء إقناع آبائهم لكسر حاجز السن، إلا أن عقبة الجيل لا تزال قائمة في ظل التحول البطيء لكبار السن نحو إكمال عملياتهم المالية عبر الهواتف الذكية. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©