الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوسن ميخائيل: المخرجون ظلموني وحصروني في دور الأم

سوسن ميخائيل: المخرجون ظلموني وحصروني في دور الأم
21 نوفمبر 2010 20:41
فنانة جميلة وشفافة، صعدت إلى النجومية في وقت مبكر، وحققت نجاحات ملفتة، تألقت إلى جانب دريد لحام في (أحلام أبو الهنا) و(عودة غوار) و(صانع المطر) و(العصفورة السعيدة)، كما كرست نجوميتها في أعمال درامية كثيرة. لكن حادثين اثنين وضعاها في موقف لا تحسد عليه، فأصبحت (مظلومة) وشبه مغيبة عن الساحة الفنية، إنها الفنانة الموهوبة والنجمة سوسن ميخائيل. عندما بدأت سوسن ميخائيل رحلة الإبداع في الدراما السورية لم يكن من قريناتها في الساحة سوى كاريس بشار وعبير شمس الدين، وقد شاركت وبتميز في مسلسلات كثيرة تاريخية واجتماعية ومعاصرة، بلغ عددها تسعين عملاً، وكان لها دور بارز في مسلسلي (ذي قار) و(الانتظار) وسواهما من المسلسلات التي حققت حضوراً واسعاً لدى الجمهور، لكن القدر كان يتربص بها وبنجاحاتها، فقد تعرضت لحادث سيارة رهيب أبعدها عن الساحة الفنية لمدة عامين، لزمت خلالهما المستشفى ثم البيت. وحين تعافت وعادت إلى الساحة الفنية، وجدت الصورة مختلفة عما كانت عليه، وهي غير معتادة على طرق الأبواب، أو اللجوء إلى وسائل تمسيح الجوخ أو الاتصال بهذا المخرج أو المنتج أو ذاك، لأنها دخلت الفن من باب الموهبة والهواية والمقدرة، وفرضت وجودها بعشرات الأدوار اللافتة والجميلة، ويسجل لها أنها أول من لعبت دور الراقصة وقامت بدور العاشقة والأم قبل سواها من بنات جيلها، وهكذا وجدت الأبواب مواربة أمامها، ليست مغلقة وليست مفتوحة، لكن النتيجة كانت استمرار تغييبها عن الساحة، بعد أن تغيبت عنها مرغمة لمدة سنتين بسبب حادث السيارة المشؤوم. ووسط عملية التجاهل الغريبة لنجمة في مستوى سوسن ميخائيل، لاحت فرصة قوية أمامها، إذ قدم لها المخرج مروان بركات دوراً في شخصية الأم، ورغم أنها أصغر من أن تكون (أمّاً)، فإن المفارقة كانت أن من لعبوا دور الأبناء كانوا في مثل سنها، وقد اعتبرت هذا الدور تحدياً لها ولأدواتها الفنية، فقبلت به ولعبته، وحققت من خلاله نجاحاً كبيراً، وللمفارقة أيضاً، فإن هذا النجاح الكبير كان سبباً في قلة مشاركاتها في الأعمال السورية، وكان نقمة عليها، لأن المخرجين الذين لمسوا نجاحها في دور الأم، أصبح غالبيتهم يعرض عليها شخصية الأم، لأنهم يريدون نجاحاً مسبقاً، أما هي فقد رفضت جميع هذه العروض، لأنه من غير المعقول أن تقوم بدور الأم لممثلين في مثل عمرها، كما أن هناك ممثلات يمكنهن أن يقمن بأدوار الأم بحكم أعمارهن. وهي لا تريد أن تقيد نفسها بشخصية الأم وهي في عمر مبكر جداً على هذا الدور. صحيح أنها لم تعد صبية صغيرة لتلعب دور المراهقة، لكنها أصبحت امرأة شابة وناضجة، وعليها أن تؤدي الأدوار التي تناسب عمرها ومقدرتها الفنية، وهذا ما لا ينتبه إليه كثير من المخرجين. مع سمير غانم أمام حالة الحصار هذه وجدت سوسن نفسها في مصر لتعمل في مسلسل مصري مع سمير غانم، وحققت نجاحاً ممتازاً ولقيت احتراماً يليق بنجوميتها وموهبتها وتاريخها الفني. ولدى عودتها إلى سوريا شاركت في عدد من الأعمال، لكن ليس بقدر ما تستحق، وما كانت تشتهيه، فقد حلت كضيفة شرف في مسلسل (صبايا)، وكذلك في مسلسل (رايات الحق)، كما لعبت شخصيات في عدة لوحات من مسلسل (حارة الياقوت)، لكن هذه الأعمال رغم أهميتها لا تحقق لسوسن ما تحلم به، وما تستحقه فعلاً، مع الإشارة إلى أنها رفضت المشاركة في عدد من الأعمال لأنها لم تجد نفسها فيها. عقدة باب الحارة في مسلسل (حمام القيشاني) المؤلف من خمسة أجزاء، حققت سوسن ميخائيل حضوراً بارزاً، ورغم أن هذا المسلسل يعتبر من الأعمال الأولى التي تتناول البيئة الشامية بعيداً عن الكوميديا، فإنه لم يتح لسوسن أن تشارك في أعمال البيئة الشامية الأخيرة، رغم أنها كانت مرشحة لشخصية (أم بدر) في (باب الحارة)، إلا أن هذه الشخصية ذهبت إلى الفنانة شكران مرتجى. وتشير سوسن إلى أن نجاح (باب الحارة) شكل لها عقدة، فرغم أن هناك أعمالاً سورية مهمة جداً، إلا أن شهرة (باب الحارة) ونجاحه يجعل أي ممثل أو ممثلة يتمنى المشاركة فيه. جنون العظمة تنتقد سوسن ميخائيل بعض الفنانين الشباب، ذكوراً وإناثاً، والذين أصابهم مرض (التورم) ووصل ببعضهم إلى حدود جنون العظمة، لتؤكد أن هذه الحالة المرضية ستؤدي بهؤلاء إلى الفشل. وتعبر عن رأيها بأن الممثل الحقيقي هو الذي لا يُشعر المشاهد بأنه يمثل، بل يقدم شخصية حقيقية من لحم ودم وعاطفة، بحيث يكون مقنعاً للمشاهد ومقعناً لنفسه أيضاً. كما تعتبر سوسن أن الظهور المتكرر والمتعدد لبعض الفنانين على الشاشة في موسم واحد هو بمثابة (محرقة) وليس نجاحاً. وتبدو سوسن في حالة انتظار، لمن يستجيب لموهبتها وطاقاتها الفنية، وهي لن تقبل أي دور يقل عن مستواها، وما تستحق أن تقدمه، وإلى أن يحدث ذلك، فهي لا تتوقف عن التجدد واكتساب المهارات، فهي ستتدرب على الإخراج من خلال العمل كمساعدة مخرج، وإن كان التمثيل سيظل مهنتها الأولى، التي تسميها مهنة المخاطر، لأنها تجعل الفنان قلقاً دائماً من المستقبل.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©