الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات شريك رئيس في القضاء على الأمراض وإيصال التطعيمات للفقراء

الإمارات شريك رئيس في القضاء على الأمراض وإيصال التطعيمات للفقراء
10 ديسمبر 2018 03:16

حوار: أحمد عبدالعزيز

أكد الدكتور سيث بيركلي الرئيس التنفيذي لمنظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي»، أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات للمساعدة في إيصال اللقاحات والتطعيمات إلى الدول الأكثر فقراً في العالم، مشيراً إلى أن الدعم المادي الذي قدمته الإمارات أنقذ أرواح عشرات الآلاف من الأطفال الفقراء، ومكن من توصيل التطعيمات إلى مئات الآلاف الآخرين الذين كان يستحيل الوصول إليهم.
وقال الدكتور بيركلي في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة عقد مؤتمر رفيع المستوى لاستعراض نتائج الشراكة مع دولة الإمارات ينطلق اليوم بالعاصمة أبوظبي: الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تقدم دعماً للمنظمة، مشيراً إلى الدعم الذي قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي بلغ 33 مليون دولار أميركي، وحقق إنجازاً مهماً في أفغانستان لشراء اللقاحات التي أنقذت أكثر من 10 آلاف طفل من الموت المحقق، علاوة على تطعيم مئات الآلاف من الأطفال.
وأضاف: «هذا الدور الإيجابي لدولة الإمارات لم يقف عند توفير التطعيم واللقاحات فقط، بل امتد ليصل إلى الابتكار، وأدى إلى تمكين المنظمة العالمية لتحالف اللقاحات والتطعيمات من عقد العديد من الشراكات الكبرى المختلفة، لمساعدتنا في توصيل التطعيمات إلى الدول الأكثر فقراً، وبالطبع كان علينا أن نستعرض هذه الإنجازات في دولة الإمارات لمنتصف المدة عن الفترة الاستراتيجية الممتدة من 2016 - 2020 الذي انعكس إيجاباً على نتائجنا في السنوات، وساعدنا في تشكيل مستقبل إيجاد ابتكارات تخدم إيصال اللقاحات».
وأشار الدكتور بيركلي إلى أن المؤتمر سيحتفل بنحو 700 مليون شخص تم تحصينهم و10 ملايين شخص تمت حمايتهم وإنقاذ حياتهم منذ بداية المدة الاستراتيجية الممتدة لخمس سنوات من 2016 وحتى 2020، حيث يشارك أكثر من 200 مشارك في المؤتمر، بحضور كبار ممثلي الجهات المانحة والبلدان المدعومة من «جافي» والمنظمات الشريكة والمجتمع المدني والمبتكرين في صناعة المستحضرات الطبية والقطاعات الأخرى.
ولفت إلى أن المنظمة تعمل على جمع التبرعات كل خمس سنوات، آخرها كان في يناير عام 2015، حيث استضافت أنجيلا ميركل رئاسة مجموعة السبع والتي جمعت 7.5 مليار دولار، وأخذنا وعداً بأن يتم تطعيم 300 مليون طفل إضافي لمنع نحو ستة ملايين وفاة بين الأطفال، الأمر الذي يضيف فوائد ومنافع اقتصادية تصل إلى 100 مليار دولار، والوصول إلى مزيد من دعم التطعيمات للوصول إلى هؤلاء الأطفال.
وأوضح أن الحاجة متزايدة لإيصال اللقاحات في المناطق التي تشهد تدهوراً، مثل الوضع في سوريا، حيث هناك حاجة كبيرة للتطعيمات، وكذلك الوضع في اليمن، فإن هناك حاجة ملحة وضرورية لتطعيمات ضد الكوليرا، وتقديم اللقاحات لللاجئين الأوغنديين في جنوب السودان.

استعراض التحديات
وقال الدكتور بيركلي: «ثمة تحديات تواجهنا، وهي عدم وصول اللقاحات إلى نحو 10% من الأطفال في الدول الأكثر فقراً، حيث إن واحداً من أصل عشرة أطفال لا يتمكنون من الحصول على التحصينات، وهذا ما نعمل عليه خلال الأنظمة الصحية في البلدان للوصول إلى هذه الأسر التي يتعذر حصولهم على التطعيمات لأطفالهم الصغار، وهو ما سيجري مناقشته هنا في أبوظبي، ونأمل أن تسهم الرغبة الكبيرة التي تبديها الإمارات في تحقيق الابتكار لسد هذه الفجوة، من خلال عقد الشراكات مع منتجي اللقاحات للمساعدة في إيصالها إلى الأطفال من خلال تحديد الأساليب الملائمة والمبتكرة، وتحديد أماكنهم وإعداد قواعد بيانات لهم، باستخدام التكنولوجيا في البلدان الفقيرة والنامية».
وأضاف: المنظمة تدعم 73 دولة من الدول الأشد فقراً في العالم، وتضم نحو 60% من أطفال العالم، وفيما يتعلق بدول منظمة التعاون الإسلامي تم تطعيم 33% من أطفال هذه البلدان، حيث وصل عدد الأطفال 288 مليون طفل فيها من «جافي».

إيجابيات التطعيم
وعن الآثار الاقتصادية لتطعيم الأطفال وحماية الأجيال القادمة، قال الدكتور بيركلي: «إن حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض تمنع وقوعهم مرضى بين أفراد أسرهم، الأمر الذي يضيع على الأسر والمجتمعات فرصاً اقتصادية بسبب مرض الأطفال، أو تعرضهم إلى أمراض تضر بصحتهم العقلية وتزيد معدلات الفقر، وفي المقابل نرى الآثار الإيجابية على الأسر التي تم تطعيم أطفالها بالشكل الكامل، حيث لا يتعرضون إلى الانتكاسات الصحية.
وأضاف: «إذا نظرنا إلى الحسابات الاقتصادية، نجد أن كل دولار يتم إنفاقه على التطعيم يعود بما يعادل 44 دولاراً بمنافع اقتصادية على الأسرة، ويصل إلى 82 مليار دولار منافع اقتصادية للدولة. وثمة أمر آخر خطير، وهو أن الأمراض لا حدود لها، وتنتقل من بلد إلى آخر بكل سهولة، ونجد هذا الأمر خطيراً جداً على الدول التي تشهد تحرك العمالة الأجنبية أو المسافرين، مثل موسم الحج الذي يحمل فرص انتقال الأمراض بشكل كبير، واليوم نحاول حماية الحجاج بضرورة تطعيم الحجاج الذين يسافرون للحج».
وأشار إلى أن «الأمراض التي تنتقل بسرعة شديدة مثل الحصبة التي إذا دخل شخص مصاب إلى غرفة وجلس بها دقائق وغادر بعدها تبقى فيها العدوى نشطة لمدة ثلاث ساعات كاملة. وفي حال دخول أي شخص غير محصن إلى الغرفة، فإنه بكل تأكيد سيحمل المرض، وكذلك داء الكلب الذي ينتقل بنسبة 100%، وهناك العديد من التطعيمات المختلفة لمنع الإسهال ومرض الإيبولا الذي يبعث على القلق الشديد، حيث بلغت معدلات الوفيات المصابة به إلى 70% في الدول المتقدمة، ولدينا الآن تطعيم بفعالية كاملة ضد هذا المرض».

عقبات ثقافية
وعن العقبات الثقافية التي تمنع وصول التطعيمات بسبب رفض بعض الأسر، قال الرئيس التنفيذي للمنظمة العالمية للقاحات «جافي»: «هذا النمط موجود في الدول الغنية قبل الفقيرة، حيث إنهم ليس لديهم بعض الأمراض، وفي الدول الأشد فقراً، فإن السكان يشاهدون الإصابات بالأمراض وفي أفغانستان على سبيل المثال نجد أن شلل الأطفال هو المرض الأخطر، ونتغلب على هذه العقبات الثقافية أو الأنماط التي ترفض التطعيم بالحملات التي لا تتوقف والمستمرة بشكل دائم حتى يمكن إيصال التطعيمات إلى جميع الأطفال في المناطق الريفية والنائية».

التبرعات أون لاين
وأكد الدكتور بيركلي أن المنظمة تتيح للجمهور التبرع عبر موقعها الإلكتروني www.gavi.org والذي يسهل عملية التبرعات من خلال الكروت الائتمانية، مشيراً إلى الترحيب بهذه التبرعات.

ابتكارات جديدة

كشف الدكتور بيركلي أن المؤتمر الذي ينطلق اليوم بأبوظبي يشهد عرض الابتكارات التي عملنا عليها لتسهيل إيصال التطعيمات، ومنها إرسال عينات الدم بالطائرات من دون طيار (Drones)، وتم تطبيقه حديثا في رواندا، حيث يتم نقل هذه العينات من المناطق النائية بهذه الطريقة المبتكرة.
وأضاف: يجري العمل حالياً على توفير ثلاجات تعمل بتقنية «النانو» والتي يتم نشرها بحلول 2020 بنشر 65 ألف ثلاجة في 50 دولة من الدول الـ 73 التي تعمل المنظمة فيها لحفظ التطعيمات في قرى لا توجد فيها ثلاجات للحفاظ على اللقاحات والتحصينات من التلف.

تقدم وتحديات

تستعرض المنظمة العالمية للقاحات والتطعيمات «جافي»، خلال المؤتمر الذي ينطلق اليوم في أبوظبي، تقرير «نصف المدة»، وتستعرض فيه التقدم الذي أحرزته في مدتها المقررة 2016 - 2020، بعد مضي عامين على انطلاقها، على مستوى الوفاء بالوعود المنصوص عليها، وتقديم فرصة للمانحين والشركاء لاستمرار دعمهم، علاوة على تبادل الخبرات ومناقشة التحديات، وإظهار كيف أن خبرة القطاع الخاص تسهم في تقديم حلول مبتكرة لتعزيز التحصين العالمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©