الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ذوات احتياجات خاصة يرسمن بأيديهن لوحات من المجوهرات

ذوات احتياجات خاصة يرسمن بأيديهن لوحات من المجوهرات
28 فبراير 2009 02:20
تحمل حمدة الحوسني بيديها الصغيرتين المسطرة والقلب، لترسم حرف اسمها باللغة الإنجليزية على قطعة من الفضة· أرادت حمدة، التي تعاني من إعاقة عقلية، صنع قلادة من الفضة ''لكن لم أعرف كيف أضعها بسلسة على رقبتي دون أن تكون مائلة ففضلت أن أضعها في إسوارة''، تقول حمدة· حمدة وخمس من زميلاتها اللواتي تخطين الستة عشر عاماً، يعملن في ورشة المجوهرات التي استحدثها ''مركز ذوي الإحتياجات الخاصة'' في المفرق التابع لـ''مؤسسة زيد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الإحتياجات الخاصة والقصر'' في شهر أبريل الفائت· وتأتي هذه الورشة من بين الورش الـ12 التابعة لـ''مشروع تطوير ورش العمل والتأهيل المهني'' في ابوظبي والعين· ويهدف هذا المشروع الى تقديم أفضل الخدمات وبرامج التدريب المهني للمعاقين، وضمان حصولهم على كل حقوقهم· وطور قسم الورش والتأهيل المهني بالتعاون مع الوكالة الألمانيــــة ''جي تي زد'' بتاريخ الاول من أبريل ،2007 وهــــو اليوم أحد أكبر المشــــاريع التقنية والمهنيــــة في مراكز رعاية وتأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة في الإمارات· في زوايا مشغل، عرضت الفتيات المجوهرات في واجهة زجاجية مضاءة، وتلمع القلادات والأساور والأقراط والخواتم الفضية التي صنعتها الفتيات بكل دقة واتقان· وتؤكد فاطمة الهاملي إحدى مدربات الفتيات في الورشة أن كل فتاة ''هي من ترسم تصميم المجوهرات وتشرح كيف ستنفذها، وتوضع كل رسمة في ملف كل فتاة''· وتشير الى أن كل تصميم يستغرق يوما أو يومين لتنفيذه ''وكل فتاة هي التي تنفذ تصميمها بيدها· وقد تستعين احياناً بإحدى صديقاتها''· تربط حمدة صداقة عميقة مع إحدى زميلاتها فاطمة المنصوري، يعملن سوياً ويتساعدن· وتقول فاطمة: ''أنا أرسم حرف اف''· وأساعد حمدة احياناً لتنهي تنفيذ تصاميها سريعاً''· وتعرب عن سعادتها للعمل في الورشة ''فانا احب المدربات لانهن يعاملنني بلطف ويلعبن معي''· وتم اختيار الفتيات المعاقات للعمل داخل ورشة المجوهرات بعد أن خضعن لتقييم ألماني يدعي ''ملبا''· ويقيس ''ملبا'' قدرات الطالبات الحركية والذهنية· وعمل المدربون الألمان على جعل الفتيات يجربن كل آلة ليتأكدن من قدرة كل منهن على استخدامها· بعدها دربت الفتيات في ورشة ''يو ام تي'' على كل الأجهزة التي سيستخدمنها لكن بحجم أصغر قبل أن يباشرن العمل الجدي في ورشة المجوهرات· وتخضع حالياً 9 فتيات أخريات للتدريب في ورشة ''يو ام تي'' لينتقلن للعمل مع حمدة وزميلاتها· تشير حمدة إلى أن حرف ال''اتش'' الذي تصنعه ليس الأول ''بل صنعت في السابق قلادات وخواتم وأقراط''· وتقول: أحب العمل في الورشة· ولا اخشى من آلة اللحام، بل اخشى فقط من آلة التثقيب''· واختيرت الآلات التي تعمل عليها الفتيات بما يتناسب معهن كمعاقات· وجال ابراهيم المرزوقي مدير مشروع تطوير ورش العمل والتأهيل المهني في مؤسســـــة زايــــد العليا على عدد من الــــــدول لاختيار أفضل المعدات وإلقاء نظرة على أفضل معايير السلامة المستخدمة في العالم· وتعمل حمدة وصديقاتها خمسة أيام في الأسبوع· يحضرن إلى المركز الذي يضم الورشة الساعة الثامنة صباحاً، يتناولن طعام الفطور ثم يلبسن زيهن الخاص باللونين الرمادي والزهري قبل أن يباشرن العمل، يأخــــذن قســـــطاً من الراحة الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة، ويكملن حتى انتهاء دوامهن الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر· تؤكد عايدة المنصوري المدربة الثانية في المشغل أن كل فتاة تحاسب على غيابها· وتقول: يمكن للفتاة أن تأخذ القطعة التي تعجبها معها الى المنزل، أو قد تأخذها لتريها لأهلها فقط''· وتضيف: ''نعمل حالياً على التعاقد مع الفنادق والمؤسسات والشركات على تسويق انتاج الفتيات· وعلى الرغم من انهن يحصلن على راتب شهري، الا انهن سيحصلن ايضاً على نسبة من الأرباح''· وتستقبل المدربات طلبات الزبائن الآن عبر البريد الإلكتروني، وتوضح المنصوري ''اننا نستقبل الطلبات من الزبائن· نحرر لهم الفواتير ونوصل لهم البضائع اينما كانوا''· ويتم تقييم كل قطعة بحسب وزنها ويضاف عليها تعب الفتيات·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©