السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أولياء أمور: المهرجان مدرسة تراثية بامتياز

أولياء أمور: المهرجان مدرسة تراثية بامتياز
9 ديسمبر 2018 00:03

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يعتبر المهرجان مدرسة تراثية بامتياز لما فيه من عدد هائل من ألوان التراث الإماراتي التي تطالعها الأجيال الجديدة بشكل حي، ويتعرفون من خلالها إلى نماذج من حياة الأجداد، ومن ذلك الصقارة والسلوقي، الضاربان في عمق الموروث المحلي الإماراتي، ما حدا بكثير من أولياء الأمور لاصطحاب أبنائهم للتعرف على هذا اللون الفريد من التراث الإماراتي عبر فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي الحالية في منطقة الوثبة.

قيمة الموروث
الوالد حمد سالم، الذي كان في زيارة للمهرجان بصحبة أفراد أسرته، أشاد بقيمة مهرجان الشيخ زايد التراثي، كواحد من أهم الفعاليات التراثية المقامة في الدولة، لقدرته على نقل صور حية من حياة الأقدمين إلى الأجيال الجديدة بشكل تفاعلي وكأنه مدرسة تراثية يتعلمون من خلالها الكثير عن تاريخنا وتراثنا، ومن ذلك وجود أنواع السلوقي داخل ركن نادي صقاري الإمارات، حيث تعرف أبناؤه على أنواع السلوقي وعلى قيمته في الموروث المحلي الإماراتي، وأنه كان من أهم الوسائل التي اعتمد عليها الأقدمون في حياتهم. كما تتعرف الأجيال الجديدة على كيفية المحافظة على الصقارة وأهميتها على المستوى المحلي والعالمي، وأن هناك قوانين وتشريعات تعمل على صون هذا اللون التراثي الفريد في المجتمع الإماراتي والعالم، والذي نعتبره إرثاً غالياً يجب الحفاظ عليه في كل وقت، كما يتعرف الأبناء على أنواع الصقور وكيف يتم التعامل معها واقتناؤها وكذا وسائل تدريبها، وكيف نستخدمها في عالم الصيد واعتماد أبائنا وأجدادنا قديماً عليها في تيسير سبل الحياة والحصول على الغذاء.
أما ابنه عبدالله حمد (14 عاما)، فقد عبر عن سعادته لحضور فعاليات المهرجان، خاصة وأنه يضم أشكالا تراثية كثيرة مثل السلوقي والخيل والهجن، وهي جميعاً ألوان يعشقها الصغار من أبناء الإمارات وتعرفهم بماضيهم، والجميل في المهرجان أنه جمع هذه المكونات التراثية في مكان واحد ما يشجع الجميع على القدوم إلى المهرجان وزيارته أكثر من مرة. كما عرف الكثير عن تربية السلوقي والتعامل معه وكيف أنه مشهور بوفائه وإخلاصه لصاحبه وقوة صبره وذكائه الشديد، فضلاً عن تعدد منافعه سواء في الحراسة أو رحلات القنص، كما أنه يتسم بالهدوء والبساطة في نوعية الأكل التي يتناولها، حيث لا يخصص له طعام معين، بل يتناول من ذات الطعام الذي يأكله صاحبه ويعوده عليه وفي العصر الحالي يتم الاهتمام بصحة السلوقي بشكل أفضل عن طريق إعطائه بروتينات وفيتنامينات، مع العناية الصحية الخاصة به على يد أطباء بيطريين متخصصين.

زوار المهرجان من الأعمار المختلفة (تصوير وليد أبو حمزة)

فرصة ذهبية
والدة الطفل جابر أحمد المنصوري، عامين ونصف العام، أكدت من ناحيتها أن مهرجان الشيخ زايد التراثي، يعد فرصة ذهبية لكل الأسر والعائلات لتصطحب أبناءها ليتعرفوا إلى تراث الآباء والأجداد، وبشكل جذاب قادر على ترسيخ هذا التراث في النفوس، عبر أساليب شائقة يفرح بها الصغار، ومن ذلك السلوقي، الذي اعتمد عليه الأقدمون بشكل كبير وكان مرافقاً لهم في الحل والترحال ويستخدمونه في أغراض مختلفة سواء للحراسة أو الصيد، وهي معلومات يصعب أن يتعرف عليها الصغار إلا من خلال الفعاليات التراثية المهمة التي تقيمها الدولة، مثل هذا المهرجان، وهو ما يجعلنا نتوجه بالشكر إلى القائمين عليه لحرصهم على تسليط الضوء على تاريخنا وتراثنا وإظهاره للعالم في أبهى صورة، حيث نرى جمهوراً من كل الأعمار والجنسيات، ما يسهم في التعريف بالتراث الإماراتي عالمياً، وحتى يعرف الآخرون مدى اعتزازنا بموروثنا، وهو ما علمنا إياه الأب زايد، رحمه الله، حين قال: «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل».

أجواء احتفالية رائعة
من إيرلندا، يقول جيمى باردين، الذي كان في زيارة للمهرجان بصحبة عائلته، إنهم يشعرون بالسعادة بزيارة المهرجان المقام في أجواء احتفالية رائعة ومميزة حيث تعرفوا إلى التراث الإماراتي للمرة الأولى، وعرفوا كم هو ثري ومليء بالمكونات الفريدة، وكيف أن هناك علاقة وطيدة تربط أهل الإمارات بالهجن والصقور والسلوقي، حيث التقط وأفراد عائلته عديداً من الصور التذكارية مع هذه الكائنات اللطيفة «بحسب تعبيره»، متمنياً أن يكرر زيارته للإمارات في الأعوام القادمة وفي ذات التوقيت ليستمتع بأجواء الشتاء الإماراتي المميزة، ويزور مهرجان الشيخ زايد التراثي مرة أخرى، وخاصة أنه لا يقتصر على عرض أشكال التراث الإماراتي فقط، بل يعرض لثقافات وتراث دول عديدة، ما يجعل منه ساحة مفتوحة للتواصل والسلام بين الجميع على أرض الإمارات.

الأجيال الجديدة
الخبير في تربية وتدريب الصقور، إبراهيم الحمادي، أكد أن مشاركته في الكثير من الفعاليات التراثية أسهمت في تعريف الآلاف من الطلاب والأجيال الجديدة بعالم الصقور، وآخرها مهرجان القطارة في العين الذي كان يستقبل أكثر من 1500 طالب يومياً في كل مراحل التعليم من الروضة إلى الجامعة ليشرح لهم أسرار عالم الصقور، وهو ما سيقوم به خلال الفترة المقبلة حين تبدأ الزيارات المدرسية لمهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث يعتبر ذلك من أكثر الأنشطة فائدة للأجيال الجديدة لإطلاعهم بشكل حي ومباشر على موروثهم المحلي.

مشاركة مميزة لـ«صندوق خليفة» بالمهرجان
للسنة الثانية على التوالي، يشارك صندوق خليفة لتطوير المشاريع، بفعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة في أبوظبي، حيث يتميز جناحه بمشاركة متنوعة وواسعة شملت مجموعة مؤلفة من 18 رائد أعمال من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التابعة للصندوق والعاملة في مختلف القطاعات الحيوية النشطة في الدولة، من المأكولات والمشروبات، إلى الضيافة والخدمات، وتجارة التجزئة وغيرها.
وقال عبدالله سعيد الدرمكي، الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع: يهدف صندوق خليفة من خلال المشاركة في الفعاليات والمعارض المحلية والإقليمية والدولية إلى دعم وتهيئة البيئة المناسبة لأصحاب المشاريع المنضوية تحت مظلته عبر إتاحة الفرصة أمامهم لعرض منتجاتهم وخدماتهم المتنوعة والتي تستهدف مختلف القطاعات الحيوية، حيث استطاع الصندوق تحقيق النجاحات المتتالية من خلال مشاركاته في هذه المعارض مما شجعنا على إطلاق مبادرة «السوق للبيع المباشر».
وأثنى الدرمكي، على التعاون الاستثنائي والتجاوب الترحيبي الذي لاقاه الصندوق من جانب المهرجان، الذي يهدف إلى تعزيز المخزون الثقافي والتراثي، ودعم حضارة الإمارات وشواهدها التاريخية للمضي قدماً في مسيرة إحياء التراث بما يعكس تعاليم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأضاف الدرمكي: «شهدت مسيرتنا الطويلة على نجاحنا في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ريادة الأعمال من خلال تقديم وتنفيذ سلسلة من المبادرات والبرامج الهادفة إلى غرس ثقافة العمل الحر، ودعم رواد الأعمال لتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة من تحقيق النمو المستدام والمساهمة في تطبيق أهداف ومكامن التنويع الاقتصادي داخل دولة الإمارات، حيث يوفر الصندوق حزمة واسعة من الخدمات غير التمويلية لأعضائه، تتمثل بتوفير فرصة ذهبية لهم للمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية وعرض مشاريعهم وأفكارهم الإبداعية، وطرح منتجاتهم أمام الزوار والحاضرين، مما يفتح آفاقاً جديدة لتوسعة أعمالهم وتحقيق النمو المرجو منها».
ويضم الجناح عروضاً علمية، فضلاً عن حصص ومسابقات الطهي والخبز، وورش عمل فنية، ومعرضاً يضم ابتكارات أصحاب المشاريع التابعة للصندوق، إضافة إلى منتجات مبادرة «صوغة» الحرفية والتراثية، بهدف الحفاظ على المهن والحرف الإماراتية، إضافة إلى عروض مباشرة تقوم خلالها الحرفيات بصنع منتجات ومشغولات تراثية بطابع ابتكاري جميل، باستخدام تقنيات «الخوص» و«التلي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©