الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أغلب حالات الحمل «غير المرغوب» نتائج علمية حتمية لا «حوادث»

أغلب حالات الحمل «غير المرغوب» نتائج علمية حتمية لا «حوادث»
20 نوفمبر 2010 20:19
على الرغم من أن النساء يقُلن إنهن لا يرغبن في الحمل، فإن الواقع يؤكد أن العديد منهن يُقدمن عن وعي على عدم استخدام موانع الحمل، أو يستخدمنها بطريقة غير منتظمة، أو بشكل غير صحيح. ولذلك فإنه ينبغي توخي الدقة عند إطلاق كلمة “حمل عن طريق الخطأ”، أو حمل غير مُخطط له”، أو “حمل غير مُتوقع”، أو “حمل غير مرغوب فيه الآن”. إذ إن على المرأة التي لا تتخذ كافة الاحتياطات، أو التي لا تأخذ الأمر على محمل الجد أن تتوقع حدوث الحمل في أي وقت، ومن ثم فهو نتيجة طبيعية وليس “حادثة” أو “خطأً” كما يحلو للبعض أن يُطلق عليه. وفق آخر إحصاءات مراكز الوقاية ومراقبة الأمراض الأميركية، تصل نسبة حالات الحمل “غير المرغوب فيه” أو “الحاصل عن طريق الخطأ أو في الوقت الخطأ” سنوياً إلى أكثر من 33%، غير أن الحقيقة العلمية تقول إن تصنيف حالات الحمل هذه في خانة “غير المتوقع” عار عن الدقة. فتقارير أطباء النساء والتوليد الأميركيين تكشف أن غالبية حالات الحمل “غير المرغوب” ناتجة عن عدم استعمال الموانع بالمرة، أو استخدامها بشكل غير منتظم أو بطريقة خاطئة. بينما لا تبلغ حالات الحمل غير المتوقع فعلاً إلا نسبةً قليلة جداً. وقامت مراكز الوقاية ومراقبة الأمراض مؤخراً باستفسار عينة كبيرة من النساء الأميركيات في سن الحمل عن موانع الحمل التي يستخدمنها عند عدم رغبتهن في الإنجاب، فتبين أن 4,5 مليون امرأة لا تستخدمن الموانع على الرغم من رغبتهن في تجنب الحمل! ويتحمل الرجال طبعاً جزءاً من المسؤولية، لكن معظم الدراسات تركز على دور المرأة على وجه التحديد. وحتى النساء اللاتي قُلن إنهن يستعملن الموانع أقررن بأنهن لا يستخدمنها بطريقة منتظمة، وأنهن يفشلن أحياناً في استعمالها بطريقة سليمة. فالنساء اللاتي يعتمدن على حبوب منع الحمل ينسين تناوُلها بشكل يومي أو يتأخرن يوماً أو يومين عن شراء علبة جديدة إذا انتهت العلبة الأولى وهكذا. والرجال الذين يختارون العوازل الطبية يستخدمونها بطريقة متقطعة ويتساهلون في استخدامها بشكل دائم ومنتظم خلال جميع مراحل الجماع. ولذلك فإن منع الحمل لا ينجح إذا تمت الأمور بهذه الطريقة. فعالية نسبية في الظروف المثالية عندما يستخدم الأزواج وسائل منع الحمل مثل العوازل الطبية والحواجز المهبلية بانتظام وبشكل صحيح، فإن احتمال حدوث الحمل يظل أمراً وارداً، إذ إن فعالية العوازل والحواجز لا تصل أكثر من 95%. أما إذا استُعملت بطريقة غير دقيقة فإن نسبة الفعالية تتراجع إلى 85%. وفيما يخص أقراص وحبوب منع الحمل، فإن أمرها مختلف، إذ تصل نسبة فعاليتها ونجاعتها أكثر من 99%، لكن هذه النسبة تتراجع أيضاً إلى أقل من 91% في حال عدم تناوُلها في نفس الوقت والساعة كل يوم. اليد القصيرة تقول الدكتورة ماري نيتليمان، رئيسة قسم الطب في جامعة “ميشيجان ستايت” واختصاصية أمراض نسائية، “أمر لا يُعقل أن لا تستخدم النساء اللاتي لا يرغبن في الإنجاب موانع الحمل”. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على المرأة وتجعلها تتخذ قرار استخدام أحد موانع الحمل أو لا. فبعض النساء الأميركيات ليس لديهن القدرة المادية على شراء حبوب منع الحمل من الصيدلية بانتظام وطوال الوقت الذي يُقررن فيه عدم الإنجاب، وأخريات لا يقدرن على توفير مصاريف مراجعة عيادة تنظيم الأُسرة بشكل منتظم، بينما تملك بعض النساء القدرة المادية لكنهن غير واعيات بكيفية عمل الموانع بنجاعة وفعالية، أو يترددن في استخدامها لدواع دينية. بُعبعُ الأعراض الجانبية يمتنع الكثير من النساء عن استخدام موانع الحمل الهورمونية مثل الحبوب والأقراص بسبب أعراضها الجانبية مثل زيادة مخاطر الإصابة بالسكتات القلبية أو الدماغية، بينما تتجنبها بعض النساء تفادياً لزيادة الوزن والسمنة أو الانتفاخ. وكشفت نتائج دراسة مراكز الوقاية ومراقبة الأمراض أن 7% من النساء اللاتي مررن بتجربة الحمل غير المرغوب فيه أو المُخطط له قُلن إن أزواجهن رفضوا استخدامهن لموانع الحمل. كما أن 10% منهن أفدن بأن أزواجهن رفضوا أنفسهم استخدام عوازل أو أحد الموانع الأخرى أثناء الجماع. وتتساهل بعض النساء في مسألة استعمال الموانع لاعتقادهن بأنهن لن يحملن بسبب حسابهن ما قبل وبعد الدورة الشهرية، وأخريات يعتقدن بأنهن شبه عقيمات بسبب صعوبة حدوث الحمل لديهن أو عدم حدوثه في السابق. واعترفت 14% من الزوجات بأنهن حملن بسبب حدوث الجماع مع أزواجهن في أوقات لم يتوقعن الحمل فيها. مخاطر صحية أشارت دراسة سابقة نُشرت في “مجلة الممارسات الُأسرية” عام 2009 إلى أن 87% من الأزواج الذين لا يستخدمون الموانع قالوا إنهم لم يفكروا جدياً في مراقبة النسل، أو إن الجماع حصل في وقت غير متوقع أو مخطط له، أو إنهم تساهلوا وغضوا الطرف اعتقاداً منهم بأن حصول ذلك لمرات نادرة وغير متكررة لن يضُر، لتفاجأ المرأة بعد ذلك بحصول الحمل. وقد تُعرض المرأة نفسها أو جنينها لبعض المخاطر بسبب عدم توقع ذلك الحمل، إذ قد تُواصل عادة التدخين بشراهة أو تقوم بحركات رياضية قوية أو تمارين تحمل، مما يُعرض صحة الجنين وتطور نموه للخطر في الأسابيع الأولى، وتقول الدكتورة نيتليمان “إن مخاطر حصول ضرر على المرأة أو جنينها تكون مرتفعة خلال الأسابيع الأولى من الحمل”، وكانت الدكتورة نيتليمان قد توصلت خلال دراسة سابقة نشرتها سنة 2009 إلى أن النساء اللواتي يعلمن بخبر حملهن في أوقات متأخرة هن أكثر عُرضةً للولادة المُبكرة. “المُتوقَع” و”غير المتوقَع” للأسف الشديد، ليس هناك حل أو علاج فوري للمرأة عندما تكتشف أنها حامل. وتقول الدكتورة نيتليمان “ستبقى حالات الحمل غير المُتوقع موجودة في مجتمعنا دوماً حتى لو التزمت جميع النساء باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع الحمل. فالموضوع مركب ومعقد إلى حد ما”. ومما لا شك فيه أنه يتعين توعية جميع النساء في سن الإنجاب بوسائل منع الحمل وكيفية استخدام الموانع بشكل صحيح، مع الحرص على تعريفهن بالوسائل ذات الأعراض الجانبية القليلة أو الأنسب لصحة كل امرأة ولكيمياء جسدها. وكما أوضحت دراسة مراكز الوقاية ومراقبة الأمراض، فإن غالبية حالات الحمل “غير المُتوقعة” في أميركا هي حالات حمل “مُتوقعة” علمياً وطبياً، باستثناء حالات قليلة ومحدودة جداً. عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©