الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

واحة السجاد.. لوحات مغزولة بالحرير

واحة السجاد.. لوحات مغزولة بالحرير
22 يناير 2015 02:04
خولة علي (دبي) تعد واحة السجاد - إحدى فعاليات مهرجان دبي للتسوق- متحفاً يجمع لوحات فنية ثمينة تشكل متعة بصرية على امتداد 6200 متر مربع وتحكي أحداثاً تاريخية غزلتها أيدٍ ماهرة بالحرير وتحمل كل عقدة أشواقاً فنية لصانعيها. وتضم واحة السجاد، في فستفال سيتي، 220 ألف قطعة سجاد تقدر بنحو 2 مليار درهم، وتحمل قيمة فكرية حاضرة، تغذت من وقائع هامة، انطلق بها الحرفيون ليوثقوا أحداثها عبر غرز شغلت بروية وصبر، حتى تجلت تفاصيلها كاملة للعيان. بلغة بصرية واضحة. تلك الأيقونة التاريخية التي تتجلى في واحة السجاد. تعبر عن روائع صناعة السجاد اليدوي، الذي يحظى بسوق رائج بين التجار ومحبي اقتناء هذه التحف النادرة. يشير ماجد غنباري أحد تجار وعشاق السجاد اليدوي إلى أن تاريخ السجاد بمناطق شمال إيران يعود إلى أكثر من 500 سنة قبل الميلاد، لافتا إلى أن المادة الأولية التي كان يصنع منها السجاد هي الصوف، وهي مادة يمكن أن تفسد مع الوقت. لذلك لم ينج من الماضي سوى عينات قليلة من السجاد، إلا أنه وفي ظرف استثنائي اكتشف عالم الآثار الروسي الشهير البروفيسور رودينكو سجادة مدفونة في الثلج في مكان ما بين منغوليا وروسيا، وسميت سجادة البازيريك. قد أثبت عالم الآثار أن هذه السجادة صنعت في إيران بعد الكشف عن خيوطها وتحديد مصادرها. وقد سميت هذه القطعة بهذا الاسم نسبة للوادي الذي وجدت فيه والتي قد يعود تاريخها وفقاً لأسلوب تحديد الكربون المشع إلى حوالي 500 سنة قبل الميلاد. ويستعرض أهم القطع من السجاد اليدوي الذي يعتبرها قطعا ثمينة تضاهي الذهب، فبخلاف عمرها الزمني الطويل الذي منحها قيمة أكثر، تحمل في طياتها تاريخ وإرث الشعوب، في وقت دونت مفاهيم حياتية وأحداثا يمكن أن نستشفها من خلال مجموعة من الرسومات والزخارف والصور التي عبرت عن وقائع وأحداث جرت، وقد غزلت بفخر وحب ومهارة. حكايات من صوف وحرير ويضيف: لدي مجموعة فاخرة من السجاد اليدوي منها ما هو مغزول بالحرير الطبيعي الخالص ومنه بخيوط الصوف ومطعم بالحرير، ليعطي العمل مظهرا لامعا وبراقا. توضح الرسوم التي يحملها حكايات وأحداثا تجسد واقع الإنسان وأشواقه ومنها سجاد تحاكي رحلة الصيد والقنص التي كان يقوم بها الانسان قديما لتوفير قوت يومه. وتحمل اخرى ألوان الفصول لتجتمع على سطح هذه السجادة، وثالثة ثلاثية الابعاد لقصر محاط بحديقة غناء، وشجيرات تحمل مجموعة من الثمار التي تظهر في هذه الأرض. منها الرمان والتفاح والبرتقال وغيرها من الثمار. وقطعة أخرى تحمل صورة لبوابة تقليدية، مطعمة بالأحجار الكريمة، وقطع من الذهب التي وزعت على مساحة من السجاد لتعطي القطعة قيمة وفخامة، وقد أخذت القطعة ثماني سنوات حياكة. بينما تشير سجادة أخرى إلى عظمة الخالق عز وجل في خلق صنوف الطيور بأشكالها وألوانها، التي غزلت بدقة فيما وزعت مجموعة من الحيوانات على شكل إطار زاهٍ. ويؤكد محمد جبوري أن السجاد العجمي «الإيراني – التركي – الأفغاني» يعتبر من أهم الصناعات اليدوية التي لها سمعة لا مثيل لها في العالم، بالإضافة إلى كونها لوحة فنية تضفي عليه قيمة جمالية رائعة. 44 قطعة تاريخية ويوضح عبدالرحمن عيسى، رئيس لجنة واحة السجاد والفنون في جمارك دبي، أن واحة السجاد تحتوي على أشهر 44 قطعة تاريخية نادرة من السجاد، كما تزدان واجهة الواحة بلوحة بانورامية ضخمة تحكي تاريخ دبي وتسجل نهضتها وتطورها، هذه الواجهة التي تقود الزائر لولوج بوابة التاريخ والتعرف على ثقافات الشعوب المغزولة به السجاد اليدوي. ويضيف: تستقطب الواحة السجاد اليدوي من أرقى 5 مدن اشتهرت بصناعة هذا الأنواع من السجاد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي مدينة قم، مدينة أصفهان، مدينة كاشان، مدينة تبريز، مدينة نائين، إضافة إلى معروضات السجاد التي يشارك بها العارضون من بعض البلدان الممتدة على طريق الحرير منها تركيا والهند والصين وباكستان وأفغانستان وتركمانستان وأذريبجان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©