الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماغي فرح وجناب حضرتي

ماغي فرح وجناب حضرتي
19 نوفمبر 2010 20:14
إنها ذاتها..ذات المرأة التي تنبأت لي بنتائج مبهرة في العام قبل الماضي وحظوظاً جيدة جدا في العام الماضي، لم يحصل منها شيء على الإطلاق، ها هي «تبشرني» بوضع مثل الزفت في العام المقبل ... تحديدا في برجي ..برج التيس (برج الجدي سابقا)، ولا تكتفي بذلك، بل توزع الحظوظ على مليارات البشر في أنحاء المسكونة، غير آبهة بمشاعرنا المتعوسة بالوراثة والفطرة معا، وحظوظنا المقلوبة منذ قرون. إنها ذاتها(أم البراطم) المستورة ماغي فرح، التي تجعل نساءنا يدخلن العام الجديد، إما بفرح وتفاؤل، أو بخوف وريبة تنعكس على حياتنا المنزلية وتنكد عيشتنا. وعلى الرغم من تأكد زوجاتنا (غير العزيزات) من تهافت تنبؤاتها وفشلها غير النسبي في السنوات السابقة، إلا أنهن ينتظرن تنبؤاتها قبل نهاية كل عام بشوق ولهفة وتصديق. تقوم الست ماغي بشكل عام عن هذا العام المقبل 2011: «سيكون هذا العام مقسّماً. يتغير الوضع الفلكي وينتقل كوكب الحظ في النصف الثاني من السنة. بمعنى أن بداية السنة ستكون جيدة على البعض ونهاية السنة جيدة على البعض الآخر. لكنّ هناك برجين يمتلكان حظوظاً كثيرة هذا العام وسيتخلّصان من الكثير من المعاناة والضغوط وهما القوس والجوزاء. أما العذراء فسيكون الحظ بالنسبة إليه تصاعدياً. بالنسبة إلى الأبراج السيئة الطالع، فهي الجدي والميزان». انتهى الاقتباس!! نعود الى برج التيس الذي منيت به مجبرا، فهي تجعلني شريكا مع ملايين البشر من مختلف الأصول والمشاتل في التعاسة والانهيار الاجتماعي والطفر المدقع لأني سأضطر على الأغلب لتقديم استقالي من عملي، مثلي مثل كذا مليون واحد في العالم..تقول عنا نحن المبشرين بالتعاسة: «إنّها سنة الاستحقاقات والعراقيل والتعقيدات الكثيرة المربكة. تبدأ بكسوف في البرج وتنافر بين جوبيتير وأورانوس. عليه أن يكون متأنياً وحذراً منذ الشهر الأول في السنة ليخرج بسلام. انتبه جداً أيها الجدي، إذ يتحدث الفلك عن تغيرات كبيرة وانتقال إلى مكان آخر. إنّها سنة التحديات التي لم تخطر في بالك وتتطلّب الانضباط الشديد. قد يضطر لتقديم استقالته أو الانتقال إلى مكان آخر. وقد يجد نفسه في محاكمة أو يُحاسب إذا ارتكب أخطاء في الماضي». انتهى الاقتباس!! لكنها تحاول ترقيع الأمور مع بضعة الآف – تحديدا العزاب والعاشقين- منا، حتى لا تقطع الخيط مع كائنات الجدي، فتقول على سبيل المجاملة والمداهنة فيما يبدو: «...... لكن الانفراج يأتي في الأشهر الثلاثة الأخيرة كأن عصا سحرية قلبت الأمور. عاطفياً قد يلعب الخارج دوراً مهماً في حياته. يمر بفترة حساسة ودقيقة وحرجة حتى فصل الصيف. ابتداءً من (يونيو)، يلتقي بنصفه الآخر إن كان عازباً» . وعلى الرغم أن علماء الفلك يدبّون الصوت منذ عشرات السنين، بعد أن أثبتوا بأن دائرة البروج التي يستخدمها المتنبئون والمتنبئات تعود للقرن السادس قبل الميلاد، وأن مواقع البروج تغيرت، لا بل ازدادت برجا جديدا، إلا أن المنجمين، الذين يكذبون حتى لو صدقوا، لا يـأبهون بالأسانيد العلمية، ولا بمرصد هافل أو غيره، لأن هذا الأمر قد يتعاكس مع مصالحهم المالية التي يعتاشون منها ببذخ شديد، على حساب البسطاء ، الذين يفرحون لمجرد أن أحدا ما يتحدث عنهم، ويضمهم الى مجموعة كبيرة من البشر في ذات البرج، منهم المشاهير في كافة المجالات، خصوصا في الرقص والتمثيل والغناء، وهذا يكفي ليشتروا هذا الكتاب الذي يعطيهم إحساسا مزيفا بالانتماء..بالمناسبة هذه هي الكتب الأكثر مبيعا حتى الربع الأول من العام القادم!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©