الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

العلماء: حماة الأوطان.. مرابطون في سبيل الله

العلماء: حماة الأوطان.. مرابطون في سبيل الله
7 ديسمبر 2018 01:46

أحمد مراد (القاهرة)

دعا علماء الدين إلى تضافر الجهود والتحلي بالجد والحسم في مواجهة من يعملون على زعزعة أمن أوطاننا العربية والإسلامية، مؤكدين أن الإسلام الحنيف نهى عن كل ما يهدد أمن الوطن وسلامته، ويقف بحزم تجاه هؤلاء الذين يروعون الآمنين ويخربون في الأرض.
وأوضحوا أنه تقديراً لنعمة الأمن، ودورها المهم في استقرار المجتمع المسلم، جعل الإسلام جزاء حماة الأمن وحماة الأوطان المرابطين عند حدودها، الواقفين على ثغورها، الساهرين على أمنها وسلامتها، جد عظيم، ومن ثم فإن إعانة هؤلاء المرابطين على حماية الحدود، واجب ديني ووطني.

مفتاح التنمية
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، شدد على أهمية الأمن في تحقيق استقرار ونهضة الشعوب والمجتمعات، واعتبره المفتاح الأهم والرئيس للتنمية في أي مجتمع، والذي لا غنى عنه ولا بديل له، وقد ربط القرآن الكريم بين الأمن والرزق برباط وثيق، حيث يمن الله تعالى على عباده بأن جمع لهم أسباب الأمن والرزق معاً: (... أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة القصص: الآية 57»، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم نعمة الأمن في مقدمة النعم التي يستتب بها أمر الحياة، فيقول: «من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».
وقال : تقديراً لنعمة الأمن، ودورها المهم في استقرار المجتمع المسلم، جعل الإسلام جزاء حماة الأمن وحماة الأوطان المرابطين عند حدودها، الواقفين على ثغورها، الساهرين على أمنها وسلامتها، أمراً عظيماً، فرباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، ومن ثم فإن إعانة هؤلاء المرابطين واجب ديني ووطني.
وأوضح أن الإسلام الحنيف نهى عن كل ما يهدد أمن المجتمع وسلامه، فقال صلى الله عليه وسلم: «من حمل علينا السلاح فليس منا»، وقال: «المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»، مشيراً إلى أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مجتمعية شاملة أعم من أن تنحصر في دور هيئة أو جهة بعينها، ومن ثم علينا جميعاً أن نتحلى بالجد والحسم في مواجهة من يعملون على زعزعة أمن أوطاننا العربية والإسلامية.

نعمة عظمى
وقال الشيخ عبدالناصر بليح، من علماء الأزهر: لا يمكن لأي شعب أن يبني حضارة أو يحدث تطوراً علمياً أو أدبياً أو تنمية اقتصادية بدون الأمن، ولهذا اهتم الإسلام بإبراز قيمته لما لها من أهمية بالغة في حياة الأمم والشعوب والأفراد، ولقد كان الإسلام واضحاً غاية الوضوح، وهو يمنع ويحرم كافة أشكال التخويف للمسلم، ولو على سبيل الهزل والمداعبة، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً».
وأوضح بليح أن الإسلام يقف بحزم تجاه هؤلاء الذين يروعون الآمنين ويخربون في الأرض: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْيُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سور المائدة: الآية 33».
وأكد أن الأمن نعمة عظمى، وغاية أسمى، يسعى إليها كل إنسان، بل هو مطلب أساس لا تستقيم الحياة بدونه، وضعه الله جنباً لجنب مع مطلب الغذاء، قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)، «سورة النحل: الآية 112».

ثمرة الإيمان
وبدوره، وصف الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الأمن بأنه نعمة ربانية، لا تتحقق إلا على أسس رصينة، ودعائم متينة، وفي مناخ الأمن ينطلق العمل، وتزدهر التنمية، وتنهض الحياة في كل مجالاتها، وبدون الأمان لا يسعد الإنسان، ولا يستطيع أن يحقق رسالته في الوجود، ولا يقوم الأمن إلا على تلك الأسس التي أشار إليها القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىَ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ...)، «سورة النور: الآية 55»، وهذه الآية ذكرت الأساس الأول، وهو الإيمان، والثاني هو العمل الصالح، ولا شك أن الإيمان يثمر الأمان، وإذا ضاع الإيمان فلا أمان، وثالثها هو العدل الذي يثمر الأمان في الدنيا وفي الآخرة، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)، «سورة الأنعام: الآية 82». وأضاف الدكتور عمر هاشم: لقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمة الأمن لأصحابه حين قال لعدي بن حاتم حين وفد عليه: «أتعرف الحيرة؟ قال: لم أعرفها ولكن سمعت بها قال: فو الذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: نعم ويبدلن المال حتى لا يقبله أحد»، قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكون الثالثة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها، وهكذا تحقق الأمن كما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء ثمرة مرتبة على الإيمان بالله وتوثيق الصلة به وعمل الصالحات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©