دمشق (وكالات) - تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية النظامية و”الجيش الحر” أمس في أحياء حلب وقرب البنك المركزي في دمشق، التي شهدت أيضاً انفجار عبوتين ناسفتين. في وقت تصاعد القصف العنيف براً وجواً على عدد من المدن، وسط إحصاء الهيئة العامة للثورة سقوط 104 قتلى مدنيين، بينهم 31 في دمشق وريفها و19 في حلب و18 في درعا و13 في حمص و12 في إدلب و6 في دير الزور و5 في حماة وقتيلان في الرقة وقتيل في اللاذقية، إضافة إلى مقتل 8 معارضين و12 جندياً نظامياً.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “إن أحياء الصاخور وطريق الباب وبستان القصر وسيف الدولة والأنصاري والعامرية وصلاح الدين في حلب، تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية، استخدمت فيه الطائرات المقاتلة، ما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل”.
وقال مقاتلون “إن مناطق في حي صلاح الدين الذي يشهد عمليات كر وفر وحرب شوارع تعرضت للقصف وشهدت معارك عنيفة”. بينما قال قائد العمليات الميدانية في “لواء التوحيد” التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح “إن الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في صلاح الدين”.
وأوضح عبد القادر الصالح أن معظم سكان أحياء حلب التي تتعرض للقصف نزحوا من المدينة، واتجهوا خصوصاً إلى مناطق في ريف المحافظة. وبحسب الأمم المتحدة، فإن مئتي ألف شخص غادروا حلب جراء المواجهات التي اندلعت فيها في 20 يوليو، بينما نزح مليون ونصف مليون سوري داخل البلاد.
وفي دمشق، قال شهود عيان “إن القوات النظامية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة في قلب العاصمة قرب البنك المركزي”. وقالت إحدى السيدات تسكن في الحي، طالبة عدم نشر اسمها خشية اعتقالها “إن انفجاراً وقع وتلته الاشتباكات”، وأضافت “كان الانفجار مدوياً..كانت هناك اشتباكات استمرت نصف الساعة المنصرمة في شارع باكستان”.
وأفاد شهود بسماع أصوات طلقات نارية كثيفة في بعض الشوارع وسط العاصمة. وقال ناشطون إن عناصر من الجيش الحر أطلقوا قذيفة آر بي جي على رتل أمني بالقرب من جسر فكتوريا، تبعته اشتباكات استمرت قرابة 15 دقيقة. وبث هؤلاء شريطي فيديو على موقع “يوتيوب” على الإنترنت، تظهر فيهما حالة هلع كبيرة بين الناس بعد حصول الانفجار، وإطلاق ابواق السيارات، ومدنيون يركضون في وسط الطريق.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن اشتباكات عنيفة دارت مساء أمس بين قوات الجيش الحر ودوريات المخابرات الجوية على طريق مشفى تشرين ومنطقة ضهر المسطاح في حي برزة شمال شرق دمشق. وأضافت أن بلدات ومدن عدة في ريف دمشق شهدت قصفاً قتل خلاله 12 مدنياً، وترافقت معه اشتباكات عنيفة في بلدة حرستا.
وذكر ناشطون معارضون أن اشتباكات عنيفة وقعت في حي التضامن في جنوب دمشق. في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأصوات إطلاق نار وانفجارات صباحاً في حي القابون شرق العاصمة، وقصف على مدينة حرستا في ريف دمشق. وأشارت الهيئة العامة للثورة إلى إطلاق نار كثيف في معظم حي جوبر، مع سماع أصوات قذائف لم يعرف مكان سقوطها. وكانت قد أشارت إلى قصف مروحي على أحياء القدم ونهر عيشة والحجر الأسود، ترافق مع اشتباكات عنيفة على طريق اتوستراد دمشق درعا الدولي.
وقال ناشطون إن ما لا يقل عن 11 شخصاً قتلوا في قتال عنيف اندلع في إحدى ضواحي دمشق عندما شنت القوات السورية هجوماً بالمدرعات في محاولة للسيطرة على المنطقة. وقال ناشطان في ضاحية التل إنه بعد ثلاثة أيام من قصف عنيف للجيش بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر تقدمت دبابات وناقلات جند مدرعة إلى الضاحية الواقعة على المشارف الشمالية لدمشق، لكن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صدهم.
أما وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” فقالت “إن مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة في وسط العاصمة وأطلقت النار عشوائياً لإثارة الذعر. وأشارت إلى أن الجهات المختصة ألقت القبض على المجموعة. وقالت “إن الأجهزة الأمنية لاحقت فلول الإرهابيين في بلدة التل في ريف دمشق، وقضت على أعداد كبيرة منهم، بينهم مجموعة من أخطر الإرهابيين ومن عدد من المحافظات السورية”. بينما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن عبوتين ناسفتين انفجرتا في وسط العاصمة ولم تتسببا بوقوع إصابات.
وأفاد المرصد بمقتل ثلاثة معارضين في كمين نفذته القوات النظامية في قرية الدرابلة بمحافظة حماة فجراً. بينما قتل أربعة معارضين في اشتباكات في بلدة طفس المحاصرة في درعا، وقال المقاتل في كتيبة “عباد الرحمن” التابعة للجيش الحر لؤي رشدان “إن الحصار على طفس التي يسيطر على نسبة 95 في المئة منها الجيش السوري الحر بدأ منذ السادسة صباحاً بالدبابات والآليات المدرعة”.
وتعرض حي الخالدية في حمص لقصف من القوات النظامية التي حاولت اقتحامه الجمعة بحسب المرصد الذي أفاد باقتحام حي الشماس في المدينة وتنفيذ حملة مداهمات فيه، وسط إطلاق نار كثيف تسبب بمقتل مواطن. كما تحدث المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من القوات النظامية في استهداف مركبات آلية واشتباكات في درعا وريف دمشق.
عدد اليوم
