السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتب العلاقة الزوجية·· ممنوع اللمس!

كتب العلاقة الزوجية·· ممنوع اللمس!
6 يناير 2008 00:54
''ممنوع اللمس'' هذه اللافتة ليست محسوسة في الواقع، بل مستقرة في الضمير، وتطارد شبابنا وفتياتنا كلما صادفوا كتاباً يتناول ما نظنه عيباً في أعرافنا وتقاليدنا، حتى لو كانت له ضرورة معرفية وعلمية· نقصد هنا الكتب الجنسية التثقيفية الآمنة علمياً وأخلاقياً، والمسموح نشرها وبيعها حسب القوانين المعمول بها في كل بلد· إنه لابد من فك الاشتباك بين منطقين: منطق العيب ومنطق العلم، ولو بمنطق ثالث ندركه جميعاً وهو: أن أي معلومة مطبوعة تبقى أقل خطراً من معلومة يتناقلها الشبان فيما بينهم همساً واختلاساً، أو يحصلون عليها مشوهة عبر عدة وسائل· إنها كتب تهز عقول الشباب والفتيات و''تكهرب'' أيديهم حتى قبل أن يلمسوها، ويحدث كثيراً وخاصة لدى الفتيات أن يتم اقتناؤها بقلب متردد، خشية أن يكون هناك من يتلصص عليهن· ماذا يفعل الشباب والفتيات حين يصادف أحدهم في مكتبة أو خزانة خاصة بأسرته كتاباً عن الحب والعلاقات العاطفية والزوجية وأسرار الرجل والمرأة؟ وهل الفضول حيال هذه الكتب حلال ومقبول؟ أم هو دخول في المنطقة الحرام؟ وهل تتساوى استجابات الفتيات مع استجابات الشبان لهذه الكتب؟ أيضاً·· هل تستطيع الفتاة أن تسأل والدتها عن بعض الأمور التي تتعلق بالزواج، أم ستخشى أن تقابلها بالصوت العالي أو النظرة الصامتة الحادة بأن هذا عيب؟ جدار الممنوع تبدو الفتاة وكأنها تصطدم بجدار اجتماعي شديد الصلابة، بينما يفترض أن تجد فيه سنداً وظلاً، هكذا تبدأ شيخة المناعي رأيها وتقول: ''القراءة أيّاً كان نوعها أفضل من هدر أوقات الفراغ فيما لا ينفع، فكم من فتاة تلجأ إلى تصرفات وأفعال غير مقبولة نتيجة قلة الوعي وقلة المطالعة التي تثري العقل· ومن الطبيعي أن تؤثر ظروف البيئة الأسرية عليها، بحيث تتولد لديها ازدواجية في الاختيار نتيجة المشاكل الأسرية، فتلجأ إلى كتب الحب والغرام وسواهما''· أما فاطمة المرزوقي فتقول: ''إن بعض المراهقين لديهم فضول نحو هذه النوعية من كتب الحب والزواج، لأن المجتمع الشرقي يمثل بحد ذاته عاملاً مساعداً على تفجير الطاقات المكبوتة، فالبيئة المنغلقة يقابلها -من المراهقين- مزيد من الإقبال على هذه القراءات، كما يتم تبادل الكتب بين الفتيات أو الشبان عن طريق المدرسة أو المكتبة، فالغرض هنا ليس اكتساب ثقافة ومعلومة، بل فك حصار الأسرة والمجتمع والفضول والتسلية والسعي وراء عبارات وسياقات لفظية معينة''· وتتحدث رقية المهيري عن تجربتها القرائية في هذه الكتب فتقول: ''أقرأ الكتب التي تتناول طبيعة العلاقة الزوجية ولا أجد حرجاً في ذلك، وعندما أسأل أمي أو أخواتي يعتبرنني تجاوزت حدود الأدب، ودائماً تتكرر عبارة ''قليلة أدب'' لأنهن يرينني صغيرة على مثل هذه الكتب، لذا ألجأ إليها للقراءة وإشباع نهمي''· لا تختلف صراحة رقية عن وضوح شريفة التي تقول: ''أقرأ تلك النوعية من الكتب إرضاء لفضولي، وحدث منذ فترة أن وقع في يدي كتاب عن العلاقة الزوجية فأخفيته وأجّلت قراءته ليوم آخر، ولكنني اكتشفت في اليوم التالي اختفاءه وأيقنت أن أحداً في المنزل أخفاه! إلا أن فضولي الشديد دفعني لاقتناء كتاب آخر من هذه النوعية''· هروب تختلف نظرة وتعامل الشبان مع هذه الكتب، لكن بداية يقول إبراهيم إسماعيل حسن: ''إنه يلاحظ أمراً آخر، فكتب العلاقة الزوجية تستهوي الفتيات أكثر، فهي بالنسبة للفتاة مادة خصبة، وهي وسيلة للهروب من الواقع إلى الحلم وأداة لقضاء الفراغ وإشباع الفضول والرد على الاستفسارات أو المشاكل التي تواجهها''· أما الطالب سالم يوسف -طالب ثانوي- فيقول: ''لا أخفي أنني من النوع الذي يبحث عن الكتب التي تتعلق بالزواج وأسراره، حتى أنني أمضي ساعات طويلة في قراءتها، وقد أكرر قراءة هذه الكتب مرة بعد أخرى دون الشعور بالملل، كحل بديل وتعويض لغياب هذه الكتب من المناهج التعليمية في المدارس التي لا توفر لنا هذه المعلومات، بينما يعتبر الأهل الاستفسار في هذا الموضوع ''عيباً''· مناهجنا قاصرة تلتقط هدى الدرمكي -أم لأربعة أبناء- الفكرة السابقة وتقول: ''مناهجنا التعليمية قاصرة ويتخللها الخجل والحياء من قبل المدرسين وكذلك الآباء والأمهات، وهذا خطأ كبير يجب تداركه بسرعة، فالثقافة مطلوبة ولعلها من أهم أمور الحياة، خاصة لشبان وفتيات سيقبلون على الزواج وهم يجهلون أبسط هذه الأمور''· تستدرك: ''لا أدعو إلى تعليمهم كل شيء، بل تقديم التعليم الموجه والهادف الذي يحفظ الأبناء من الانحراف''· من جهته يرى أيمن الجندي (أخصائي اجتماعي في مدرسة الاتحاد الخاصة بدبي): ''أن بعض الشبان والفتيات يبحثون عن المعرفة والمعلومة الجنسية ويقتنون الكتب والمجلات التي قد تجيب على بعض التساؤلات التي لا يمكنهم طرحها على ذويهم· لكن هذا الأمر خطير، لأن البحث عن المعرفة قد يدفعهم إلى الانغماس في البحث والتحول إلى أغراض أخرى بعيدة عن الثقافة والتعلم، أو اللجوء إلى مصادر خاطئة غير واعية ولا سليمة النوايا، ليستقوا المعلومة من أماكن قد تكون مدمرة، خاصة أننا في عصر المعلومات والفضاء اللامحدود الذي يوفر تدفق المعرفة وسهولة البحث عنها''· ويبقى السؤال الأهم إذا لم نوفر لأبنائنا الثقافة الجنسية السليمة، ألا يوفرها لهم الآخرون الذين يبحثون عن صيدهم في صفوف اليافعين؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©