الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن زايد: سياسة خليفة الحكيمة ترسخ أسس التقدم

سلطان بن زايد: سياسة خليفة الحكيمة ترسخ أسس التقدم
31 أكتوبر 2006 00:45
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء افتتحت أمس أعمال ندوة ''خليفة قائد الوطن'' التي نظمها مكتب شؤون الإعلام بمناسبة الذكرى الثانية لتولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' مقاليد الحكم في أبوظبي ورئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة شارك فيها نخبة من المفكرين والشخصيات العالمية اللامعة· وقال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في تصريح له بهذه المناسبة ''إن الإنجازات العامرة والمطردة التي تزخر بها ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرتها التنموية والحضارية الراقية إنما هي نتيجة حتمية للرعاية الشاملة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' ووفقا لرؤاه الحصيفة واستشرافه الواعي للتطورات المستقبلية وما تستوجبه من خطط وبرامج وموارد لترسيخ أسس التقدم في سائر المجالات سواء السياسية منها أو الاقتصادية والاجتماعية· '' وأضاف سموه إن مقومات القيادة الحكيمة التي اختطها صاحب السمو رئيس الدولة نهجا وسلكها دربا قد أوصلت الإمارات إلى مكانتها المتفردة بين الأمم المتحضرة سواء على صعيد القرار السياسي المتوازن والرشيد أو الأداء الاقتصادي والاجتماعي المتكامل وجعلت كلمتها وتوجهاتها محط الأنظار والتقدير في محيطها العربي والدولي اعترافا بقدرتها على التأثير الفاعل والإسهام الإيجابي في مجريات الأحداث· ونوه سموه بأن اتساع دائرة المشاركين في ندوة ''خليفة قائد الوطن'' من الشخصيات العالمية المرموقة يشكل دليلا ملموسا على ما تحظى به دولة الإمارات وقيادتها السياسية من احترام مشهود تأسيسا على مواقفها الثابتة وقيمها الفاضلة وحرصها الدؤوب على تعزيز دعائم التقارب بين الشعوب والتعايش بين الحضارات في أمن وسلام· وأكد سمو الشيخ سلطان بن زايد أن مكتب شؤون الإعلام في إطار ما أنيط به من مهام يضطلع بدور فاعل في إبراز وتحليل واقع ومستقبل النهضة الإماراتية الشاملة كما أنه يبين إستراتيجية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' لتعظيم مكتسبات هذه النهضة ومردوداتها داخليا وخارجيا وهو ما يتكشف جليا بمطالعة دراسات وكتب المكتب المتعلقة بسموه والصادرة بمختلف اللغات والتي تناولت جوانب كثيرة من مسيرة الخير والعطاء المتواصلة تحت رعاية سموه على أرض دولة الإمارات· نقطة مضيئة: وافتتح سعادة محمد خليفة المرر المستشار الإعلامي لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء الندوة بكلمة أكد فيها إن ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ''حفظه الله'' رئاسة الدولة تمثل حدثا مشعا ونقطة مضيئة في صفحات حاضر الوطن ومسيرته وتطوره· وأضاف أن احتفال مكتب شؤون الإعلام اليوم بهذه المناسبة يمثل الوفاء والعرفان للانطلاقات الأولى نحو شموخ هذا الوطن ولتلك النهضة التي تمت في عهد الراحل الكبير الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' الذي صنع مجد الأمة وكون لها هويتها ومنحها إرثا عظيما اسمه الوطن فكانت دولة الإمارات العربية المتحدة الأمانة التي استلمها ورعاها بكل إخلاص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد والذي وهبه الله فكرا ثاقبا ورؤية سديدة ارتقت بدولة الإمارات وشعبها إلى أرقى ما تكون عليه مجتمعات الرخاء والرفاهية· تقدير الإمارات وعقب ذلك تحدث السيد وليام آي·روه السفير الأميركي الأسبق لدى دولة الإمارات في ورقة عمله بعنوان ''تقدير الإمارات'' وقال إن أحد أسرار نجاح دولة الإمارات هو إرساؤها لثقافة التسامح تجاه الآخرين بالرغم من وجود العديد من الجنسيات التي تتعايش وتعمل جنبا إلى جنب مشيرا إلى أن الإمارات دولة مضيافة لكافة أنماط الناس وأن مواطنيها لا يفرضون سلوكهم على الآخرين ويسمحون بحرية العبادة لكافة المقيمين على أرضها مؤكدا أن هذه المواقف هي أكثر تسامحا مما يمكن للمرء أن يجده في العديد من البلدان الأخرى وهو دليل على إرساء السلام الاجتماعي· وأضاف إن الله أنعم على دولة الإمارات بالقيادة المستنيرة فقد استفادت من الكفاءات والمهارات الفذة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان ''رحمه الله'' الذي كان شخصية أبوية مثالية ومحبوبة ومتواضعة وقدوة للآخرين موضحا أن أبناء الشيخ زايد وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يسيرون على النهج الذي أرساه· النظام السياسي وقال المحاضر إن النظام السياسي في دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد تغيرا تاريخيا مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد عن خطته لانتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي لافتا إلى أن الإمارات تنتهج التغيير ضمن خطة لتطوير العملية السياسية للبلاد بطريقة عقلانية وبشكل هادئ ومدروس في فترة تتسم بالسكون والازدهار وليس كرد فعل دفاعي لأي مطالب من معارضة قوية· السياسة الخارجية وتحدث روه عن السياسة الخارجية التي تتبعها دولة الإمارات مشيرا إلى أنها وازنت بين مبادئها في مجال التعاون والتآخي والتسوية السلمية مع اتخاذها لموقف حازم حيال بعض المسائل المحددة التي تقتضي حماية مصالحها القومية واصفا العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بأنها ممتازة وتعود رسميا إلى بداية تأسيس الاتحاد عام 1971 حيث كانت الولايات المتحدة إحدى أول ثلاث دول اعترفت بالاتحاد· وتغطي هذه العلاقات مساحة واسعة من التعاون في كافة المجالات المختلفة وتستند إلى عدة مبادئ مهمة في مقدمتها الصراحة والواقعية والتعاون· وأشار السيد روه إلى أن دولة الإمارات تعتبر الدولة الفيدرالية الوحيدة في الشرق الأوسط التي كتب لها النجاح الباهر منذ البداية فقد شهد مسار تاريخ الإمارات زيادة في المركزية للوظائف وفقا لما تقتضيه متطلبات الاقتصاد المتنامي لكن التغييرات قد تم تنفيذها بشكل تدريجي مما أتاح لكل إمارة أن تحافظ على حكم محلي جدير بالاعتبار· التواضع والإخلاص والحكمة قال الدكتور هاني فندقلي نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير مجموعة كلينتون الاستثمارية إلى أن قيادة هذه البلاد المتمثلة في شخص صاحب السمو رئيس الدولة والأسرة الحاكمة هي تركيبة نادرة من التواضع والإخلاص والحكمة والطموح تحيا على حمل المشعل ومواصلة المسيرة مضيفا أن الشيخ زايد ورفاقه قد فهموا الحاجة إلى تحويل الأموال التي نجمت عن ثروة الموارد الطبيعية إلى رأسمال دائم من الموارد البشرية والاستثمارات المنتجة· جائزة خليفة للصناعة ضمن غايات تشجيع مؤسسات القطاع الصناعي على تطبيق الأساليب المتطورة في الإنتاج وعلى استخدام التقنيات الحديثة التي تتيح تحسين مستويات الأداء تأسست جائزة باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للصناعة قدمت للمؤسسات منذ عام 1997 عن أفضل الممارسات الصناعية التي تقوم بها كما فتح المجال أمام المؤسسات الحكومية والخاصة في سبعة من القطاعات الاقتصادية منها القطاع الصناعي للحصول على جائزة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد للتميز التي أعلن عنها منذ عام 1999م لتواكب جوائز الجودة العالمية بغرض ترسيخ أسس الجودة والامتياز· تنويع مصادر الدخل في إطار مواصلة سياسة تنويع مصادر الدخل كخيار استراتيجي مستقبلي يقول صاحب السمو رئيس الدولة: ''مع انطلاقتنا الواثقة نحو الآفاق الرحبة للقرن الجديد فإننا نتطلع للمستقبل بأمل وتفاؤل وبكل عزم وتصميم على طريق استكمال مسيرة التقدم والرخاء والعمل بكل جدية لإقامة دولة المؤسسات وذلك من أجل دعم البناء الداخلي للاتحاد وترسيخ ركائزه· كما نتطلع لمواصلة سياسة تنويع مصادر الدخل وزيادة إيراداته وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل ومواصلة لعب دورنا المهم في تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية باعتبارنا إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط''· التطور المدروس·· والديمقراطية المباشرة قال وليام روه: إن المعادلة الصحيحة للنجاح هي التطور البطيء والمدروس عوضا عن التغير الجذري والمفاجئ حيث ستأخذ الانتخابات مجراها بشكل تدريجي لتجمع بين الوسائل التقليدية للحكومة مع مشاركة أكبر من المواطنين وكما هو الحال مع غيرها من المظاهر الأخرى للحياة في الإمارات التي تتطور بهدوء وتراعي التقاليد ومصالح الناس المعنيين· وتطرق السيد روه إلى الحياة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة·مشيرا إن المجلس الوطني الاتحادي الذي تم إرساؤه منذ أمد بعيد عمل على مدى 35 سنة كمجلس تشريعي للتداول والنقاش تمثل فيه جميع إمارات الدولة وقد استخدمه أعضاؤه كأداة للمناقشة والتحاور ضمن حقل واسع من المسائل العامة إلى جانب وجود مجالس استشارية على مستوى كل إمارة· واعتبر السيد روه أن لدى الإمارات إلى حد كبير نمطا من الديمقراطية المباشرة حيث يمكن الوصول إلى الزعماء ومناقشتهم في إطار الشورى والإجماع إضافة إلى أن انتقال الحكم من زعيم إلى آخر يسير بشكل سلس وسلمي بالتناقض مع حالة بعض البلدان الأخرى· تقدير ودعم دور المرأة ثمن صاحب السمو رئيس الدولة إنجازات المرأة مشددا على عزم الدولة السعي قدما نحو دعم نجاحاتها وترسيخ حقوقها حيث قال:'' حققت المرأة تقدما وحضورا فاعلا في مختلف الميادين المحلية والعالمية وتعزز دورها في خدمة المجتمع وارتقت مكانتها لتشغل أرفع المناصب التنفيذية في الحكومة الجديدة وأننا سنواصل العمل على نهج القائد في توفير كل الدعم والمساندة للمرأة وإتاحة الفرصة أمامها للمشاركة في مختلف مجالات العمل الوطني''· قوة اقتصادية جبارة أشار فندقلي إلى أن رأسمال أسواق تداول الأسهم في أبوظبي ودبي بمفردها قد تجاوز 160 بليون دولار مقارنة بأقل من 5 بلايين دولار في العقد الماضي هذه الأسواق أكبر بنسبة 30 بالمائة من جميع الأسواق في تايلاند وماليزيا وإندونيسيا وهي أكبر من الهند وأقل بنسبة 12 بالمائة من السوق الحر الصيني· ولفت إلى أن هذه القوة الاقتصادية هي نتاج تضافر زيادة الأرباح المشتركة وإنشاء الأعمال الجديدة ومشاريع خصخصة القطاع العام والتي تحمل وعودا كبيرة للنمو في المستقبل ذلك أن أسواق الرأسمال الوطني تنمو وتكتمل وتمنح الفرص للمتعهدين للسعي إلى الرأسمال لإنشاء الأعمال الجديدة كما تساعد على دمج البلاد مع بقية العالم عبر التدفق الحر للرأسمال· القطاع الخاص شريك أساسي للدولة نبه صاحب السمو رئيس الدولة إلى أن تشجيع القطاع الخاص وتفعيل دوره إنما يصب في مصلحة الاقتصاد القومي ويقوي مقومات نموه قائلا: ''إن مفهومنا للخصخصة يقوم على أساس تشجيع القطاع الخاص ومنحه الفرصة للمشاركة بفاعلية وإيجابية في مسيرة التنمية الشاملة باعتباره رافدا رئيسيا من روافد الاقتصاد الوطني وتوفر له الدولة أفضل الظروف وأنسبها كما تقدم له كافة التسهيلات التي تمكنه من النمو والانطلاق''· وشدد على ضرورة تنمية إسهام القطاع الخاص في نهضة المجتمع الإماراتي مؤكدا أن الدولة ستواصل دعم أنشطته الاقتصادية فقد قال سموه ''حفظه الله'' في كلمته بمناسبة العيد الوطني الرابع والثلاثين: ''إننا ننظر للقطاع الخاص كشريك أساسي للدولة في خططها للنهوض بالمجتمع والارتقاء بحياة المواطنين ومواجهة التحديات الجدية التي تطرحها التطورات العالمية على مختلف الأصعدة· وستستمر الدولة في سياستها المشجعة لهذا القطاع ليتمكن من إنشاء المشروعات القادرة على توفير المزيد من فرص العمل ودفع عجلة الإنتاج وزيادة الصادرات والإقلال من الواردات وخاصة السلع الاستهلاكية التي يمكن إنتاج مثيلاتها محليا''· رئيس الدولة يسير على نهج القائد المؤسس في العطاء والإصلاح من جانبه قدم الدكتور خوسي لويس باردو كبير المستشارين بأمانة الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في إسبانيا ورقة عمل بعنوان ''العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي من التعاون إلى الشراكة'' تناول فيها عرضا موجزا حول الإطار الحالي والمستقبلي للعلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام من منظور إسباني· وأوضح أن دولة الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي ضمن مجلس التعاون الخليجي وتحتل المكانة 25 ضمن الشركاء الأساسيين المستوردين من الاتحاد الأوروبي 9,8 مليار يورو'' وهي ثامن أكبر سوق لصادرات الاتحاد 25,2 مليار يورو أي بمعدل 2,4 بالمائة من جميع صادرات الاتحاد الأوروبي· التجارة الحرة وأشار خوسي إلى أن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي بدأت عام 1990 أخذت زخما جديدا بعد إعلان مجلس التعاون عن إقامة اتحاد جمركي مؤكدا أنه بعد 14 جولة من المفاوضات التي استمرت بوتيرة مطردة منذ عام 2002 أصبح الاتفاق النهائي في هذه المحادثات أقرب منه في أي وقت آخر· النجدة والمساعدة أما سعادة ثيودور قطوف السفير الأميركي السابق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس هيئة اميديست للتعليم والتدريب لأميركا والشرق الأوسط فقد أشاد في ورقة عمله بجهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على طريق تنمية البلاد ووضع أسس صلبة تقوم عليها المؤسسات السياسية للدولة واتخاذ المزيد من الخطوات لتطوير مستواها التمثيلي لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة حيث سيتم انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي البالغ عددهم 40 بدلا من تعيينهم وقال المحاضر إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة تتحلى بسخاء وكرم كبيرين تجاه الشعوب المتضررة والدول المحتاجة بغض النظر عن الانتماء· مشيرا إلى أن الإمارات العربية حكومة وشعبا من بين أكبر المؤيدين للشعب الفلسطيني كما كانت دولة الإمارات سباقة إلى تقديم المساعدة الكبيرة للحكومة والشعب اللبنانيين بعد الهجوم الإسرائيلي المدمر على لبنان· وأكد أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أثبت أنه أهل لرعاية الإرث والثقة التي وضعها فيه قادة الاتحاد موضحا أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ''رحمه الله'' ومعاصريه الذين أسسوا الاتحاد وطوروه في أيامه الأولى كانوا يمتلكون رؤية ثاقبة واعتنوا بشعوبهم بصدق وحاولوا التأكد من أن يكون لكل شخص نصيبه في التنمية ومستويات المعيشة العليا وتوفير الفرص للأجيال القادمة في كافة المجالات · وأضاف أن دولة الإمارات أصبحت مفتوحة أكثر أمام المستثمرين الأجانب والمحليين حتى غدت إحدى الدول الأولى في العالم من حيث استقطاب الاستثمار الأجنبي· النمو المستمر ولفت إلى أن الاقتصاد الإماراتي يحقق نموا بمعدل مذهل ويتم استخدام المكاسب المتحققة لتنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة لجيل الشباب الناشئ خاصة وأن هناك كثيرا من المشاريع الجديدة للاستقطاب السياحي وللثقافة والتعليم وتتم مراعاة الجودة والذوق وقيم الأسرة في صناعة كل شيء· الإمارات وأميركا وتطرق السيد قطوف إلى العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة وأوضح أنها ترتقي إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية وقد طبع التشاور والتنسيق وتبادل الآراء والأفكار بصورة مستمرة هذه العلاقات مما منحها قوة وعمقا وتميزا· ولفت إلى أن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد إلى واشنطن في مايو 1998 أظهرت عمق ما حققته هذه العلاقات من تقدم مثمر وثقة متبادلة فقد أعطى سموه دفعا لهذا الاتجاه عندما اجتمع أثناء زيارته بالرئيس السابق بيل كلينتون ونائب الرئيس السابق آل غور ووزير الدفاع آنذاك كوهين من بين شخصيات أخرى· إن الدولتين وجدتا أن من مصلحتهما التعاون في مجال محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود الوطنية وإبقاء ممرات الشحن في الخليج مفتوحة أمام جميع السفن الشرعية وفي دعم الحل السلمي للنزاعات· التقدم والاستقرار من جهته أشاد الدكتور هاني فندقلي نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير مجموعة كلينتون الاستثمارية في كلمته بعنوان ''الإمارات العربية المتحدة مثال التقدم والاستقرار'' بالإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة من خلال استخدام مواردها الطبيعية من ثروة النفط لتتحول إلى مجتمع حديث· وقال إن تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئاسة دولة الإمارات مثل نقلة نوعية على طريق رقي الدولة وتطورها لما يتمتع به سموه من حكمة واسعة وعقل راجح· وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة قد ورث عن القائد العظيم الراحل الشيخ زايد ''رحمه الله'' مسؤولية متابعة مسيرة دولة الإمارات ومجتمعها الذي أنجز وتفوق على الجميع وحقق أكثر التوقعات الطامحة للنمو والاستقرار والازدهار في أمد قصير على نحو أكثر من الآخرين في تاريخ البشرية مما يمنح فرصة كبيرة للمواصلة والمضي قدما في هذه التقاليد· قصة النجاح وأضاف المحاضر انه بينما التحول المثير للإعجاب لكل المرافق في دولة الإمارات قد بدا ظاهرا للجميع فإن الإنشاء الأكثر وقعا كان للبنية التحتية الاجتماعية التي كانت قصة النجاح الحقيقية مشيرا إلى أن أعمال صاحب السمو رئيس الدولة في كل من الإصلاح السياسي وفي الإدارة الاقتصادية اللبقة هي جديرة بالثناء وكذلك مواصلة دعمه للتعليم والخدمات الاجتماعية ومواجهة التحديات للاستمرار في الازدهار وإعطاء نموذج للآخرين للامتثال والإعجاب· التعليم وأشاد المحاضر بالاستثمار في التعليم والرعاية الصحية في دولة الإمارات والتي ماثلت معدلات الدول الكبرى منوها بترتيب دولة الإمارات ضمن صدارة مستخدمي الإنترنت وقال الدكتور فندقلي إن هذه الأمة قد أوجدت الأرضية الفريدة لمواطنيها وكذلك لعشرات الآلاف من العرب والمهنيين الذين يجدون واحة رحبة من الاستقرار والأسواق المفتوحة من خلال توفير أدوات للتعلم والفرصة نحو العلم المفيد وتمرس قطاع الأعمال لافتا إلى أن هذه البيئة الفريدة التي تجمع بين الحرية الاجتماعية والاقتصادية قد وفرت الأرضية المثالية للنجاح الاقتصادي الذي تتمتع به كافة إمارات الدولة· ذكرى عزيزة وقال سعادة عبد القادر زاوي سفير المملكة المغربية لدى الدولة في ورقة عمله إن ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة ذكرى عزيزة وغالية ليس فقط على شعب دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن على كافة الشعوب والدول العربية التي لم تلمس من سموه الكريم ومن دولة الإمارات العربية المتحدة التي يرأسها إلا كل أواصر الدعم والمساندة· وقال السفير المغربي إن صاحب السمو رئيس الدولة كإنسان عربي ومسلم شهم وأصيل جمع كافة خصال النبل والكرم والخلق الرفيع وهي صفات يشهد بها القاصي قبل الداني ثم كرجل دولة مقتدر وخبير يتميز بالحلم والتأني وبسعة الأفق وبعد النظر سواء على صعيد مباشرة القضايا الداخلية أوفي تسيير دفة العلاقات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة وفي ظل معطيات دولية غير مستقرة· وأضاف '' لقد اكتسب سموه تلك الخصال والشيم منذ نعومة أظفاره من نشأته وترعرعه في كنف والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه '' الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه كمؤسس لأول كيان وحدوي في العالم العربي يقف شامخا في الأعالي وراسخا في الجذور يقدم النموذج الأمثل لكيفية تحقيق النهضة الاقتصادية وتوفير الاستقرار الاجتماعي والممارسة الفعلية للتضامن العربي والإسلامي''· مسلسل البناء وأكد أن استمرار مسلسل البناء والتشييد في كافة المجالات وتحقيق الإنجازات تلو الأخرى على كل الأصعدة مقرونا بالعمل الدؤوب من أجل الحفاظ على الهوية والخصوصية المحلية والعربية في عهده الزاهر يشهدان على هذا التوجه لدى سموه الذي يقود الإمارات بمعية إخوانه الحكام إلى مرحلة جديدة من تطورها وانفتاحها السياسي والاجتماعي وذلك من خلال التجربة الانتخابية المقبلة لتجسد قيم المشاركة ونهج الشورى الذي كان دائما الطابع المميز لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها· قواعد راسخة وقال إن السياسة الخارجية للإمارات تميزت وما تزال بقواعد راسخة أساسها الاحترام المتبادل وحسن الجوار والنأي عن التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين والوقوف إلى جانب الحق والعدل والإسهام في تحقيق الأمن والسلام الدوليين وحل الخلافات بالطرق السلمية واحترام التعهدات والالتزامات وإقامة العلاقات على أسس المصالح المشتركة· وقدم السفير المغربي شهادة من واقع العلاقات الإماراتية المغربية التي لم تكن محصورة على الإطلاق في الأطر التقليدية المتعارف عليها في العلاقات بين الدول وقال إن سموه أدرك أن تلك العلاقات نشأت في الأصل من تناغم أخوي حصل بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الملك الحسن الثاني ''أكرم الله مثواهما'' أثمر تواصلا عميقا وانسجاما كبيرا في المواقف والرؤى ولهذا كان سموه حريصا منذ توليه مقاليد الأمور على تأكيد استمرارية ذلك التواصل والبقاء وفيا لروح ذاك التناغم الأخوي وقد وجد سموه لدى أخيه جلالة الملك محمد السادس نفس الوفاء وذات الإصرار على إعطاء علاقات البلدين نفسا جديدا عصريا· رخاء اقتصادي من جانبه قال سعادة باتريس باولي سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة في كلمته إن دولة الإمارات العربية المتحدة أضحت دولة مؤثرة تنعم برخاء اقتصادي وبنظام سياسي يتصف بالثبات منوها إلى أن هذه النجاحات التي تثير الإعجاب والاحترام هي نتيجة الرؤية والإرادة والحكمة التي تميز قادتها الذين عرفوا كيف يقودون شعبهم إلى الاستقلال ويجعلونه يتحكم بمصيره· وأشاد بالتزام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وتصميمه على تطور الإمارات العربية المتحدة في مجالات التعليم والثقافة والاقتصاد والعلاقات الدولية مشيرا إلى الزيارة التي قام بها سموه لفرنسا في يوليو الماضي ولقائه بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في إطار جولة سموه في أوروبا لافتا إلى حميمية العلاقات الشخصية بين القائدين· واستذكر علاقات الصداقة والتقدير والاحترام التي كانت تربط المغفور له الشيخ زايد بفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد جاك شيراك وخير شهادة على ذلك الاستقبال الذي خصصه المغفور له للرئيس شيراك لدى زيارته للإمارات العربية المتحدة عام 1997 والذي سيبقى في الذاكرة وفي القلوب· وأشار إلى أن دولة الإمارات تتميز بروح المبادرة في الجانب الاقتصادي حيث أصبحت اليوم دولة قوية وتحظى بالاحترام على المستوى الدولي· وقال السفير الفرنسي إن أولويات دولة الإمارات هي أولويات فرنسا وهي تتمثل بتطوير التعاون في كافة المجالات بما فيها التعليم والثقافة والاقتصاد والتعاون الدولي مشيرا إلى أن الاتصالات السياسية والزيارات الدبلوماسية المتبادلة تتطور وتتعدد وهي مؤشرات لعلاقة تترسخ أكثر فأكثر· شتاينباخ: سياسة رئيس الدولة تعزز مكانة الإمارات عالمياً قال الدكتور أودو شتاينباخ مدير المعهد الألماني لدراسات الشرق الأوسط في ورقة عمله بعنوان ''الآفاق الدولية لأبوظبي في عالم متغير'' إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تمكن منذ توليه سدة الحكم من تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة في النظام الدولي على المستويين السياسي والاقتصادي وذلك بما حققته من معجزة اقتصادية خلاقة عبر التفاعل البناء مع اللاعبين الدوليين· واعتبر المحاضر أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تدفع جديا إلى ضرورة تحديد المكانة المناسبة للدولة في إطار الاقتصاد العالمي والمجموعة الدولية من خلال قدرتها على التكيف الجاد مع التحديات الاقتصادية الجديدة وتحويل القدرات الاقتصادية الوطنية إلى دور سياسي في الإقليم وما ورائه حيث تمكنت الدولة من الارتقاء إلى مصاف الدول الأكثر احتراما في العالم· وأوضح أن القيادة المستنيرة التي تحكم دولة الإمارات تحاول الموازنة بين الشكل التقليدي للقيادة ومشاركة الشعب الذي استفاد من التنمية الاقتصادية ليأخذ على عاتقه تحمل مسؤولية أكبر في المجال السياسي لافتا إلى أنه وبفضل المستوى التعليمي العالي نجح الشعب في الإمارات العربية في توسيع قاعدة النخبة وترقية الأفكار المنفتحة واعتناق المفاهيم المفيدة التي يجدها لتحقيق مصالحه ومصالح وطنه· واعتبر المحاضر أن المجتمع الإماراتي يعيش حالة من التعايش الثقافي والديني فالناس من مختلف الثقافات والحضارات مدعوون للإسهام في التنمية حتى ولو كانوا وافدين من مناطق بعيدة جدا عن الإمارات العربية المتحدة· مؤكدا أن هذا التسامح والاحترام للتعددية الثقافية شرط أساسي لدولة تقبل تحديات العولمة بطريقة اقتصادية وتدعو الشعوب من مختلف الدول إلى إعطاء أفضل ما هو موجود في ثقافاتها لتنمية الإمارات العربية المتحدة دون تهميش أو تجريد أنفسها من هويتها الخاصة· وتطرق المحاضر إلى العلاقات بين الإمارات وألمانيا وما يقوم به البلدان من مجهودات جادة وحثيثة لدفع علاقاتهما الثنائية إلى أعلى المستويات معتبرا أن ألمانيا تنظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك مهم على مستوى العلاقات الثنائية وفي مجال صياغة مستقبل الاتحاد الأوروبي والعالم العربي وهو ما يرمز إلى التحول الكبير في المقاربة الألمانية نحو قيادة شراكة جديدة بين الاتحاد الأوروبي والعرب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©