الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاعدة».. فرع جديد في الهند!

7 سبتمبر 2014 23:41
إيشان ثارور واشنطن في رسالة بثها الذراع الإعلامي لتنظيم «القاعدة» عبر شريط فيديو، أعلن أيمن الظواهري إنشاء فرع جديد للتنظيم ينشط في شبه القارة الهندية حيث سيعمل، حسب الشريط، على «رفع راية الجهاد» في أراضي الإسلام، باعتبارها أرضاً «محتلة» من قبل غير المسلمين. وقد عين الظواهري في الشريط الذي استمر 55 دقيقة «عمر عاصم» المعروف بصلاته مع «طالبان» الباكستانية على رأس الفرع الجديد. يُذكر أن لتنظيم «القاعدة» فروعاً عديدة موزعة على مناطق مختلفة من العالم، فقد أسست تنظيماً تابعاً لها في شمال أفريقيا يحمل اسم «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، ثم لديها فرع في اليمن تحت اسم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، فضلاً عن شبكات أخرى تابعة لها تنشط في عدد من البلدان، مثل الصومال وسوريا والمناطق القبلية في باكستان. والحقيقة أن محاولة «القاعدة» الأخيرة للتمدد في شبه الجزيرة الهندية تثير القلق، فهناك عدد كبير من المسلمين يضاهي إن لم يفق عددهم في العالم العربي، كما أن عدد المسلمين خارج الشرق الأوسط هو أكبر من نظيره داخله، هذا ناهيك على الرمزية التاريخية، حيث تأسست في الهند إمبراطورية إسلامية على يد الحكام المغول، وهو ما تزعم «القاعدة» أنها تحاول استعادته، على رغم أن الإمبراطورية المغولية كانت أبعد ما تكون عن وحشية «القاعدة» وأيديولوجيتها المتشددة. وقد أكد الظواهري في شريط الفيديو أن الفرع الجديد سيحشد المسلمين في «بورما وبنجلاديش وأسام، وجوجارات، وأحمد آباد وكشمير»، علماً بأن أربعة أماكن تمت الإشارة إليها في الشريط تحيل إلى الهند، فأسام هي إحدى الولايات الكبيرة في شمال شرق الهند، فيما جوجارات تعد من الولايات المهمة غرب البلاد التي تقطنها أقلية مسلمة كبيرة وكانت محط أعمال العنف الطائفية التي عرفتها الهند في 2002 وقد قتل فيها المئات من المسلمين. أما أحمد آباد فهي المدينة الأكبر في ولاية جوجارات، ناهيك عن كشمير المتنازع عليها التي طالما اجتذبت العناصر «الجهادية». ويضاف إلى ذلك أن خطاب «القاعدة» حول انبعاث إسلامي جديد في شبه القارة الهندية ليس بالأمر الجديد في خطاب الجماعات المتطرفة، حيث عرفت المنطقة من قبل عدداً من التنظيمات الإسلامية المتشددة، بما فيها تلك التي لا تخفي صلاتها بـ«القاعدة». كما أن باكستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر تحولت إلى ملاذ آمن لعناصر «القاعدة»، مثل أسامة بن لادن الذي ظل مختفياً في إحدى المدن الباكستانية إلى أن لاقى حتفه في 2011. وفي أسباب الاهتمام المتزايد بشبه القارة الهندية يرى البعض أنها محاولة من «القاعدة» لتوظيف الاضطرابات والتوتر الحاصل في المنطقة لحشد التأييد هناك. وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى الاضطرابات الأخيرة التي نشبت في ولاية أسام الهندية بين المنحدرين من أصول بنغالية وبين الهنود، هذا ناهيك عن العنف الذي يمارس ضد عرقية «الروهينجا» المسلمة في بورما المجاورة، ثم الحركات المسلحة في كشمير التي تحارب الهند. ولكن على رغم أسباب التوتر العديدة في شبه القارة الهندية فإنه من الصعب التعويل عليها من قبل تنظيم «القاعدة»، فمع الشد والجذب الذي تعيشه منطقة متعددة الأعراق والأديان إلا أن شبه القارة الهندية تملك تاريخاً حافلاً من التسامح والتعايش والتعددية والانفتاح. كما أن إرهاب «القاعدة» وفهمها المتطرف للدين يعد غريباً عن التدين الشعبي في الهند وباقي بلدان المنطقة. هذا بالإضافة إلى التعاون الوثيق بين بلدان شبه القارة الهندية، لاسيما الهند وبنجلاديش، في مجال محاربة الإرهاب والتصدي له. والأرجح أن ما دفع «القاعدة» إلى محاولة التمدد والمسارعة بإعلان فرع جديد لها في شبه القارة الهندية هو المنافسة الداخلية، لاسيما مع تنظيم «داعش» الذي انشق عن التنظيم الأم وأضحى ينازعه النفوذ في عالم الجماعات المتطرفة، فقد بات تنظيم «داعش» يسيطر على أراض في كل من سوريا والعراق، هذا فضلا عن اكتسابه لموارد مالية مهمة جعلته في صدارة دواعي القلق والاهتمام الدولي. وأكثر من ذلك وفي سياق التنافس بين «القاعدة» و«داعش» أيضاً ما تشير إليه التقارير من اختراق تنظيم «داعش» لمنطقة جنوب آسيا، حيث تفيد التقارير بانتقال بعض العناصر في المنطقة إلى سوريا والعراق للمحاربة في صفوف «داعش». ويبدو أن تنظيم «داعش» لم يكتف باستقبال الوافدين من جنوب آسيا فحسب، بل عمد إلى تجنيدهم في دولهم من خلال توزيع المنشورات باللغات المحلية وبث أشرطة فيديو بالأوردية والتاميلية. وفي باكستان وأفغانستان وزع التنظيم منشوراته بالبشتونية والداري، فيما بايعت بعض الفصائل المتطرفة ضمن «طالبان» المدعو أبوبكر البغدادي، وهو ما يعني أن التنافس بين القاعدة و«داعش» آخذ في الاحتدام، وأن أي تقدم يحرزه تنظيم «داعش» في الساحة لن يروق للتنظيم الأم الذي ما زال يرى في نفسه الأصل الذي حشد المقاتلين لـ«محاربة الغرب وحلفائه». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©