عدد اليوم
شادي صلاح الدين (لندن)
يصر أمير قطر تميم بن حمد على استخدام أموال بلاده لخرق القوانين في شتى المجالات، ضارباً بالقوانين المحلية والدولية عرض الحائط، ومثيراً انتقادات وسائل الإعلام في البلاد التي يخرق قوانينها. فقد ألقت الصحف الباكستانية الضوء على قرار السلطات في إقليم بلوشستان بالسماح لتميم بصيد طيور الحبارى التي يحميها المجتمع الدولي، حفاظاً عليها من الانقراض. وبالرغم من قرار حكومة الإقليم بالموافقة على مبادئ توجيهية لضمان تنفيذ قانون حماية الحياة البرية، فقد أصدرت السلطات تصريحاً خاصاً إلى أمير قطر، ما سمح له بمطاردة طيور الحبارى المحمية دولياً في المقاطعة.
وتمر طيور الحبارى المهاجرة من أواسط آسيا في اتجاه الجنوب الغربي إلى شمال غرب الهند وباكستان وجنوبي إيران وآسيا الصغرى وجزيرة العرب وشبه جزيرة سيناء، وقد تصل أحياناً إلى شمال شرقي مصر والسودان، وخطوط الهجرة التي تتبعها ما زالت غير معروفة بدقة، وإن كان الباحثون يعملون عليها حالياً على تحديدها. وتعود جرأة تميم على مخالفة القوانين لعلاقته برئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، الذي يواجه حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات بتهم الفساد.
وأجرت الحكومة المحلية الباكستانية استفتاء بشأن صيد هذه الطيور 2014 – 2015، لكن شريف الذي يتمتع بعلاقات شخصية مع أمير قطر سمح للوزارة بإصدار التصريحات للقطريين، كما سمح للمرة الأولى بصيد الطير في إقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب البلاد. وذكرت صحيفة «باكستان توداي» أن تميم حصل على تصريح خاص من إقليم بلوشستان لصيد هذه الأنواع المحمية من الطيور. فيما نقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن مصادر لم تسمها أن تميم دفع 100 ألف دولار قبل أن يتم إصدار تصريح خاص له لصيد الطيور المهاجرة في بلوشستان.
ووضعت السلطات المسؤولة حداً بصيد نحو 100 طائر، في مدة أقصاها 10 أيام، لكنها في كثير من الأحيان تتجاوز حصتها. ووفقاً للسياسة التي وضعتها الحكومة، لا يمكن استخدام البنادق والأسلحة النارية الأخرى في الصيد، ولكن يمكن صيد الحبارى بمساعدة الصقور. ويتناقض التصريح الممنوح لأمير قطر بصيد الحبارى مع الالتزامات الدولية والقوانين الوطنية لباكستان لحماية الأنواع النادرة. وانتشرت العديد من التقارير الصادرة عن إدارة الحياة البرية بإقليم بلوشستان على نحو سريع، نظراً لاحتوائها على انتهاكات بشأن قتل العديد من طيور الحبارى.
