الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعد البوسعيدي: أجمع في لوحاتي الواقع والخيال

سعد البوسعيدي: أجمع في لوحاتي الواقع والخيال
18 نوفمبر 2010 20:33
سعد البوسعيدي شاب إماراتي لم يتجاوز 24 سنة من عمره يعشق الفن منذ صغره وحباه الله موهبة الرسم التي طورها يوماً بعد يوم تحت إشراف وتوجيه فنانين تشكيليين إماراتيين مشهود لهم بالتميز مثل محمد الأستاد وعبد القادر الريس. وكما يعبر الكتاب والأدباء والشعراء عن أحلامهم وهمومهم وقضاياهم التي لا تنفصل عن قضايا وهموم مجتمعاتهم بالحروف يعبر الفنان التشكيلي البوسعيدي عنها بالرسم والتلوين فيمتع العين بصدق لغته الفنية التي اختارتها له موهبته وشخصيته. تثير لوحات التساؤلات في بعض الأحيان حول المغزى الذي يرمي إليه رسامها والفكرة التي يود أن يوصلها للآخرين إن لم يختر للوحته عنوانا يعبر عنها فتبقى لوحته مبهمة غامضة تحتاج لمن يفك رموزها. غير أن الفنان التشكيلي سعد البوسعيدي يحرص على أن يضع للوحاته عناوين تعبر عن السر الموجود فيها معتبراً إياها ناقصة إن لم يكملها العنوان. العبث بالألوان عن بداياته والأفكار التي يطرحها في لوحاته، يقول البوسعيدي «كأي طفل كنت أحب العبث بالألوان أرسم خطوطا وألونها لكنها لم تكن كأية خطوط بل كانت تومئ عن وجود فنان صغير في داخلي حيث كان أساتذتي يرشحونني دائما للمشاركة في المسابقات على مستوى منطقة أبوظبي التعليمية وكنت أفوز وأحصل على مراكز متقدمة». ويضيف «انقطعت لفترة بسبب انشغالي بالدراسة فترة الثانوية العامة ومن ثم عدت للرسم منذ عام 2007 لتبدأ انطلاقتي الحقيقية كفنان حيث التحقت بمعاهد والعديد من الدورات المتخصصة في المجمع الثقافي في أبوظبي وتعلمت هناك الرسم بالرصاص ومن ثم التحقت بمركز محمد الأستاد للإبداع الفني وتعلمت الرسم بالألوان الزيتية التي برزت فيها فيما بعد بشكل واضح وعلى الرغم أنني لم أتعلم في المراكز الرسم بالألوان الأخرى مثل الفحم والأكراليك والخشبية والشمعية. لكنني أمارسها بسهولة فالتجربة والرغبة ساعداني للغوص في عالم الفن التشكيلي». ويوضح البوسعيدي «لا أحب التعبير في لوحاتي عن العنف والدم بل أحب التعبير عن الطبيعة التي أبدعها الخالق فجمالها يسحرني ويطلق العنان لريشتي ومن ينظر إلى لوحاتي يشعر أنها توحي بالهدوء والصفاء والرومانسية والأمل كما أميل كثيرا إلى رسم التراث». البحر الهائج يعتبر البوسعيدي أن أجمل اللوحات التي رسمها وأغلاها على قلبه هي أول لوحة رسمها بالألوان الزيتية بعد أن تعلم في مركز محمد الأستاد للإبداع الفني والتي عبر فيها عن الصراع بين الخير والشر والتي تشتمل، بحسبه، على مشهد البحر الهائج الذي يصطدم بالصخور الصلبة حيث يمثل البحر الخير والصخور الشر ويتصارع الاثنان عبر هيجان الأمواج وضربها للصخور التي تكسر الموج وترده ليعيد الكرة من جديد لكنه يحت الصخر ويؤثر فيه ويذوب أجزاء منه حتى يذوب لأكمله من قوة الاصطدام واستمراريته لينتصر بذلك الموج على الصخر أي الخير على الشر. ويفيد البوسعيدي أنه لا يتبع مدرسة معينة في الفن الذي يرسمه لأنه لا يحب أن يقيد نفسه فالفن من وجهة نظره إطلاق للعنان لتعبر بحرية دون قيود لكنه يحرص على أن يجمع في لوحاته بين الواقع والخيال وأحيانا يرسم الواقع كما هو دون خيال عبر قيامه بالتقاط صور بكاميرته لمناظر طبيعية أو مناطق سياحية موجودة على أرض الإمارات. إلى ذلك، يقول «قمت بتصوير منطقة حتا الواقعة بين دبي وسلطنة عمان ورسمتها على اللوحة لأرى إلى أي مدى أستطيع محاكاة الواقع ونقله بصورة مثالية صحيحة وكذلك الحال في رسم الغروب في أبوظبي حيث صورت بحر البطين في أبوظبي ساعة الغروب ورسمته». سر التميز يسعى البوسعيدي إلى التميز بفنه، موضحاً أن التميز يكمن في حسن اختيار الفكرة وحسن نقلها على الورق أو القماش الذي يتم اختياره حسب الألوان والفكرة نفسها. ويوضح «ليس من المعقول أن أرسم لوحات عن التراث وأختار قماش الحرير أو المخمل فهذا لا يتناسب مع التراث القديم بل أختار ورقاً أبيض أو أصفر باهتا لينم عن القدم وألونه بألوان الفحم والرصاص، حيث أتميز بالدمج بين الألوان في نفس اللوحة كالدمج بين الألوان الزيتية والأكراليك مستخدما قماش كانفس المناسب لاستخدام هذين النوعين من الألوان علماً أنه لكل ألوان قماش أو ورق ما يناسبها». واتجه البوسعيدي مؤخراً إلى الرسم على الصحون والجدران والملابس والحقائب النسائية وسيارته الشخصية، معتبرا إياها مجرد محاولات جريئة نالت إعجاب من حوله، كما لا يحتاج الرسم لديه إلى نفسية خاصة بل يمكن أن يرسم وهو مرتاح وسعيد أو حزين وغضبان المهم وجود فكرة يود التعبير عنها. ويلفت البوسعيدي إلى أنه شارك في الكثير من المعارض ومنها نادي ضباط الجيش، والمسرح الوطني في أبوظبي، ومعرض الصيد والفروسية.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©