حرارة الصيف تزيد من إقبال المغاربة على العصائر

يزداد إقبال الصائمين في شهر رمضان الذي يتزامن مع فصل الصيف على المشروبات الرمضانية والعصائر الباردة، التي تطفئ ظمأ الصائمين، وتقضي على العطش وتمدهم بالحيوية والطاقة. وفي المغرب الذي يشهد في هذا الشهر ارتفاعاً في درجات الحرارة، وامتداد ساعات الصوم إلى أكثر من 16 ساعة، حيث يكون الإمساك في الرابعة فجراً، ويكون الإفطار في السابعة والنصف مساء، أصبحت هذه المشروبات تمثل جزءاً رئيسياً من موائد الإفطار لا تكاد تخلو منها أي سفرة رمضانية، وما أن ينطلق مدفع الإفطار حتى تتهافت الأيدي نحوها لشرب كميات كبيرة منها. زينة الموائد تتزين الموائد المغربية في رمضان بأنواع مختلفة من العصائر والمشروبات منها ما هو تقليدي توارثت الأمهات وصفات تحضيره وتجهيزه بالأعشاب الطبيعية المفيدة للجهاز الهضمي، ومنها عصائر الخضراوات والفواكه الطازجة التي تمد الجسم بالكثير من الفيتامينات والمعادن، ومنها المشروبات المركزة الصناعية التي تباع جاهزة، إضافة إلى عصائر البرودة التي تغري المستهلكين بأسعارها المتدنية. وتحرص المغربيات على تحضير أنواع مختلفة من المشروبات، وإضافة لمسة عصرية عليها لتكون ألذ وأشهى من العصائر التي تباع في الأسواق، خاصة أن فصل الصيف يحمل مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من البكتيريا، وقد سمح تزامن رمضان مع العطل السنوية لأغلب الموظفات والعاملات باستفادة الأسر من أطباق شهية وعصائر لذيذة محضرة في المنزل. وازداد إقبال النساء على شراء أوان ولوازم صنع المشروبات والعصائر خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت محال بيع الأواني المخصصة لإعداد المشروبات وتقديمها مثل الأواني المعدنية الكبيرة والأجهزة الكهربائية وأطقم الكؤوس والأواني التي تبقي العصائر باردة، إقبالاً كبيراً يعكس حجم الاستهلاك المتزايد للعصائر والمشروبات في رمضان، كما أسهم تغيير بعض العادات الغذائية مع استمرار موجة الحر التي تتزامن مع شهر رمضان هذه السنة واختفاء الوجبات الدسمة من موائد المغاربة لمصلحة أطباق السلطات والخضراوات، في زيادة استهلاك المغاربة للعصائر في رمضان. العصائر الأشهر تقول فاطمة الغربي (ربة بيت) إن عائلتها تستمتع بالعصائر الطبيعية الطازجة التي تعدها في المنزل، لأنها لذيذة وترضي ذوقها وتقضي على العطش، وتضيف «يزداد الإقبال على المشروبات خاصة في هذا الشهر الكريم الذي يتزامن مع فصل الصيف، لذلك أحرص على إعداد أنواع مختلفة منها مثل المكثفة أو الخفيفة والشديدة الحلاوة أو المتوسطة المهم أن تكون مفيدة صحياً، وتمد الجسم بالطاقة وتروي العطش». وعن أكثر العصائر والمشروبات التي يقبل عليها المغاربة، تقول الغربي «هناك عصائر البرتقال والأفوكادو والمانجو والليمون، إضافة إلى عصائر بعض الخضراوات وعلى رأسها عصير الجزر المبشور، أما المشروبات التقليدية مثل كركديه و»الزريك» فهي مشهورة أكثر في المحافظات الجنوبية، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية». وتشير إلى أن بعض ربات البيوت تخلين عن مهمة تحضير العصائر بسبب ضيق الوقت، وانشغالهن بإعداد الأطباق والحلويات، وأصبحن يعتمدن على عصائر البودرة والعصائر الطبيعية الجاهزة التي تباع في الأسواق معلبة أو الموجودة لدى الباعة المتجولين، ما أثر سلباً على درجة استفادة الصائمين منها خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، وتقلص الفاصل الزمني بين وجبة الإفطار ووجبة العشاء. وتنصح الغربي ربات البيوت بصنع العصائر داخل المنزل، والتوقف عن شراء العصائر المعلبة والمصنعة يدوياً لأنها تفقد قيمتها الغذائية في الجو الحار. شروط النظافة تنتشر في الأسواق خلال شهر رمضان عربات ومحال بيع المشروبات التي تستغل إقبال الناس عليها لتحقيق هامش ربح كبير، ورغم أن بعض هذه المحال تكون على درجة عالية من المهارة في التصنيع والنظافة، وتبيع أصنافاً مميزة ولذيذة، فإن هناك محال أخرى لا تحترم شروط النظافة، وتخلط المشروبات القديمة مع الجديدة والمعلبة بالطازجة. وينصح خبراء التغذية ربات البيوت بالتوقف عن شراء المشروبات الجاهزة التي تباع في الأسواق بسبب تعرضها لأشعة الشمس، وعدم احترام شروط النظافة. إلى ذلك، يعتبر اختصاصي التغذية كريم بيروك أن الإكثار من شرب المياه الغازية والعصائر المحفوظة له تأثير سلبي على الصحة، خاصة أن الصيام في فصل الصيف يضطر المرء إلى الإكثار من شرب السوائل على حساب باقي الوجبات الغذائية، فإذا كانت هذه السوائل غير صحية، ولا تحتوي على العناصر الغذائية المهمة، فإن تناولها يضر الصائم أكثر مما ينفعه. ويضيف «مع ارتفاع درجة الحرارة واشتداد وطأة العطش يبحث الصائم عما يطفئ ظمأه، ويقبل بكثرة على تناول المشروبات لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم أثناء الصيام، لكن بعض هذه السوائل غير مفيد للصائم ومضر للصحة فهي مليئة بالسكريات وتفتقر للفيتامينات والمعادن مثل العصائر الجاهزة المعلبة والمشروبات السائلة المركزة والتي تأتي على شكل مسحوق». وعن العصير المناسب للصائم في رمضان يقول بيروك «عصائر الخضراوات والفواكه مفيدة جداً لأنها تحتوي على الفيتامينات والمعادن وذات قيمة غذائية عالية، وتعالج المشاكل الصحية المرتبطة باضطراب التغذية»، وينصح باختيار العصائر الطبيعية المناسبة للوجبات الغذائية والتي تتلاءم مع الإفطار والسحور لتجنب إرباك المعدة.