الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربات بيوت يدخلن في منافسة لإظهار مهارات الطهي

ربات بيوت يدخلن في منافسة لإظهار مهارات الطهي
22 أغسطس 2011 22:34
معظم النساء في رمضان يعلنّ حالة «استنفار قصوى» تتطلب شحذ كل طاقاتهن وقدراتهن لطهي أفضل الأصناف من الطعام والحلويات لإرضاء أفراد الأسرة والضيوف. وسواء كانت حالة الاستنفار اختيارية أو مفروضة عليهن، حيث يقضين أكثر من 6 ساعات من وقتهن في إعداد كل أصناف الطعام، فإن شهر رمضان بالنسبة للعديد من ربات البيوت «مونديال» يتنافسن فيه على إثبات مهارتهن في الطبخ. رغم توفر الكثير من العاملات في البيوت، إلا أن هذا لا يعنى عدم تواجد «ست البيت» في المطبخ في رمضان، باعتبار الزوجة المحور الرئيس، وعليها يقع عبء إعطاء رمضان طابعه المتعارف عليه، من إعداد مختلف أصناف الطعام، وتشجيع العلاقات الاجتماعية والزيارات العائلية، وحتى تصل المرأة إلى إرضاء معدة الرجل عليها أن تتفنن في طهي أصناف كثيرة شهية وجديدة، وكل هذا بالطبع يحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل تقضيه أسيرة في عالم المطبخ، ناهيك عن الولائم التي تتنوع فيها الأكلات ما بين الخليجية والعربية وحتى الغربية. اهتمام بالغ لقياس هذه الظاهرة، أجرى المجلس الاستشاري الأسري بإشراف المستشار الأسري خليفة المحرزي، عبر موقعه الإلكتروني، في دراسة اجتماعية عن مدى تعلق الزوجات بالمطبخ، وقياس نسبة دخولهن المطبخ ورضا الأزواج عن أدائهن، وكانت النتيجة بحسب المحرزي أن «الزوجة العربية تعطي للمطبخ اهتماما بالغا يفوق اهتمامها بالزوج، وذلك خلال شهر رمضان المبارك، إذ تبين الدراسة أن الوقت الذي تقضيه الزوجة في المطبخ يصل إلى ما نسبته 40% من وقت العناية بمنزلها وزوجها، مقابل 22% من وقت النساء الأخريات في الدول الغربية، وهذا الفارق الواضح بين نسبة المرأة العربية وقريناتها من باقي الدول. ويضيف «معدل بقاء الزوجة في المطبخ طوال شهر رمضان يتجاوز 240 ساعة طبخ ناهيك عن عدد ساعات النوم التي تصل في المعدل إلى 180 ساعة تقريبا من إجمالي عدد ساعات شهر رمضان المبارك، التي تصل إلى ما يقارب من 720 ساعة، فيما لا تزيد عدد جلسات الزوجة مع زوجها وأبنائها طوال شهر رمضان عن 22 ساعة فقط، بينما تستهلك جلسات البرامج والمسلسلات التلفزيونية ما يقارب من 90 ساعة مشاهدة بمعدل 3 ساعات خلال اليوم الواحد». وعن أسباب تعلق المرأة العربية بالمطبخ، يقول المحرزي، رئيس المجلس الاستشاري الأسري، إنها تعود إلى أن المرأة تجد راحة نفسية في المطبخ كون إعداد الطعام من طبيعة النساء، كما إنها تؤمن تماما بالمثل القائل إن «معدة الرجل هي أقرب طريق إلى قلبه»، أيضا لطبيعة التربية التي تتلقاها الفتاة منذ صغرها على الطبخ، فالفتاة الشرقية منذ صغرها وحسب بيئتها العربية، تعتاد على دخول المطبخ وتتعلم كل الأمور المنزلية بما فيها الطبخ». ويضيف أن «كثرة دخول المرأة للمطبخ نابع من شعورها بأنها هي صاحبة المسؤولية الأولى عن المنزل بالإضافة إلى ارتباط عقلية المرأة بأن وجبة الطعام هو مفتاح رضا الزوج ولا شك أن زوجها سيكون سعيدا بتحضيرها وجبة شهية، وهذا صحيح بالنسبة إلى كثير من الرجال الذين تهمهم بالدرجة الأولى نوعية الطعام». ويتابع «البعض من النساء يستغل الطعام الشهي كمفتاح لها في طلب ما تريد من زوجها أو لكي يستمع لها في أي حوار تفتحه معه في حال الشبع، أما إن كان جائعا فهو لن يستقبل منها أي نوع من الكلام». وقت وجهد البطنة تذهب الفطنة، وما يدعو للأسف أن هذه النزعة تزداد حدتها في رمضان. إلى ذلك، تقول وداد فيصل (ربة بيت) إن الكثير من الزوجات في رمضان يركزن على الطبخ وإعداد كل ما لذ وطاب من ألوان وأصناف الطعام المختلفة، وكأنه شهر للتغذية وليس الصوم. وتضيف «الخادمة غالبا ما تقوم بسلق بعض الأكلات إلى جانب تقطيع الخضراوات، وهذا الأمر يساعد على اختصار الوقت والجهد، وبعد العودة من العمل أباشر متابعة العمل في المطبخ لإعداد بعض الأكلات لدينا كالخبيص والثريد والأرز والمحاشي، أما بخصوص الحلويات فغالبا ما يتم إعدادها في اليوم نفسه». وفيما يتعلق بالولائم ففي شهر رمضان تكثر عادة الزيارات والعزائم، تقول فيصل «هذا هو ما يميز رمضان عن غيره من الشهور ففي الولائم تتعدد أصناف الطعام، وتمتلئ السفرة بمختلف الأكلات من السلطات إلى المقبلات إلى الأكلات الرئيسية، كل ذلك قد يستغرق وقتا طويلا لتحضيره، وحتى أتجنب ذلك أقوم بتحضير بعض الحلويات والأكلات الخفيفة قبل الوليمة بيوم وأضعها في الثلاجة، وهكذا أستطيع بعد الإفطار أن ألبي الدعوات والزيارات». تعليقات زوج فاطمة محمد (موظفة) اللادغة تجعلها تقضي وقتها أكثر من 5 ساعات في المطبخ حتى وقت أذان المغرب. عن تجربتها، تقول «يصعب على الكثير من الزوجات التوفيق في أدوارهن كأمهات وزوجات وموظفات خاصة في رمضان، صحيح أن إعداد الطعام يقتصر على وجبه الفطور والسحور، ولكن كما هو معروف لدينا فإن مائدة الإفطار يجب أن تحتوي على كل ما لذ وطاب، وكأن الصائم من كثرة الجوع يهيأ له أنه سيأكل كل شيء، كما أن تعدد طلبات الأسرة، يجعل الزوجة مطالبة بتنفيذ كل ما تشتهيه العائلة». وتضيف «رغم وقوفي في المطبخ لساعات لإعداد المائدة الرمضانية إلا إنني لا أسمع من زوجي غير تعليقاته، فهو لا يقدر المجهود الذي أبذله، ويقول ذلك أمامي دون تقدير لما أعانيه في العمل والبيت حتى برغم وجود الخادمة في البيت لمساعدتي، إلا أنه لا يستطعم الأكل من يديها، بل يفضل ما أعده بنفسي». وتوضح «لتفادي تجاربي السابقة في شهر رمضان أخذت إجازة سنوية لأقوم بدوري على أكمل وجه، وأتجنب كلام زوجي الذي يزيد من إحباطي». إعداد مسبق اختصاراً للوقت، تقوم رقية عبد الرحمن (ربة منزل متزوجة منذ 20 عاماً) بالتجهيز المبكر لعدد من المأكولات، التي قد تأخذ وقتاً طويلاً في إعدادها، مثل الكباب والسمبوسة والفطائر والمعجنات، ثمّ تقوم بتخزينها إلى حين استخدامها في شهر رمضان. ولا تخفي عبدالرحمن حقيقة أن أعباء المرأة تزداد في شهر رمضان، لافتة إلى أنها «إذا لم تنتبه جيدا فإنّ المطبخ سيسرقها حتما، وستجد نفسها قد ضيعت عليها بركة الشهر الكريم». إلا أنّها تعود لتشير إلى أنها تعتقد بأن «النساء اللواتي يقمن بإعداد الطعام للصائمين لهن أجر كبير، فهذا نوع من العبادة في نظري». ومع ذلك تؤكد أنها تحاول قدر الإمكان تقليل الوقت الذي تمضيه في المطبخ، وتقول «أسعى إلى استغلاله في البحث عن أفضل الطرق للعبادة والصلاة وقراءة القرآن». أما زوجها جمعة المنصوري؛ فلا يرى زوجته إلا وقت الإفطار، ويقول «بمجرد عودتي من العمل أخلد للنوم. بينما زوجتي في المطبخ حيث تعد وجبات الفطور، ولا أراها إلا على السفرة». ويضيف «هذه طبيعة الزوجات في شهر رمضان يعلنّ حالة الطوارئ في إعداد كل ما لذ وطاب من الأكل لترضي الزوج وأفراد الأسرة وتبيض وجهها أمام جيرانها بإعداد وجبات مختلفة عن بيت الجيران. وكأن رمضان بالنسبة لهن ماراثون فيمن يفزن بابتكار أطباق لم نعتد على أكلها سابقا. ليبقي الزوج الحكم الأول ليعبر عن رضاه عما تطبخه زوجته». من جهته، يقول المحرزي «غالبا ما يكون ذلك على حساب مراعاة شؤون البيت الأخرى من مبدأ أن أهم شيء هو إعداد وجبة الطعام التي على الزوج أن يأتي من عمله وهي جاهزة تماما، وما أن حضرت ربة البيت وجبة الإفطار تأخذ بالتفكير ماذا ستحضر على السحور فتصبح مهنة الطبخ هي أهم عمل للمرأة في بيتها خلال الشهر المبارك، لأنها تريد من خلال ذلك أن تثبت مكانتها في قلب زوجها وتنال تقديره، كما ترغب أن يفتخر بها أمام الناس إذا قام بدعوتهم لوليمة غداء أو عشاء، وتكون بذلك الوقت قد دخلت المطبخ من الصباح وحتى موعد الأكل». ويضيف «تبقى الزوجة تراقب مدى إعجاب زوجها لطعامها وثنائه عليه لأنه يزعجها أن يمتدح غيرها من النساء بأنهن أفضل منها في صناعة الطعام لذلك لا يهمها أن قضت وقتا طويلا كل يوم في المطبخ من أجل إعداد تلك الوجبة. فيكون بذلك كل همها هو كيف ومتى وماذا ستعد للطعام، وتنسى الكثير من أدوارها المهمة كمحاورة الزوج ورعاية الأبناء».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©