الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام جاء لنشر الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة

الإسلام جاء لنشر الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة
22 أغسطس 2011 22:28
لقد جاء الإسلام لنشر الأخلاق الكريمة، والخصال الحميدة، والفضائل العلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» (الحاكم)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو أحسن الناس أخلاقا، وأكرمهم خصالاً، وقد أثنى الله عز وجل على نبيه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) «القلم: 4»، وسئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ» (أحمد). ومن الأخلاق الجليلة التي تخلق بها النبي صلى الله عليه، وحث على التخلق بها، خلق الإيثار. والإيثار في اللغة من آثر يؤثر إيثاراً، يقال: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك (لسان العرب)، وجاء في المعجم الوسيط: «الإيثار تفضيل المرء غيره على نفسه»، وقال القرطبي: «الإيثار: هو تقديم الغير على النفس وحظوظها الدنيوية، ورغبة في الحظوظ الدينية. وذلك ينشأ عن قوة اليقين، وتوكيد المحبة، والصبر على المشقة. يقال: آثرته بكذا، أي خصصته به وفضّلته» (الجامع لأحكام القرآن). معنى الإيثار فمعنى الإيثار أن تفضل غيرك على نفسك، أو أن تخص غيرك بالشيء مع حاجتك إليه. وضد الإيثار وعكسه الأثرة، قال بن منظور: «الأثرة بفتحتين بمعنى الاستئثار والتفرد» (لسان العرب)، وقيل: «استأثر فلان بالشيء، أي استبد به، والاسم الأَثَرَةُ بالتحريك» . فالأثرة معناها حب النفس وتفضيلها على الغير، وكذلك تأتي بمعنى الاستبداد بالشيء والتفرد به. وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي وَمَوْعِدُكُمْ الْـحَوْضُ» (البخاري). فالأثرة صفة ذميمة نهى الإسلام عنها، ودعا إلى اجتنابها، وقال الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) «آل عمران، 92». وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحب المرء لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (البخاري). ولقد تخلق النبي صلى الله عليه وسلم بخلق الإيثار، وكان مثالاً يحتذى به في ذلك، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: «لو شئنا أن نشبع شبعنا، ولكن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يؤثر على نفسه» (شعب الإيمان). السنة النبوية وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتَاهَا، قَالَ سَهْلٌ: وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ. قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي فَجِئْتُ بِهَا لأَكْسُوَكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ فَجَسَّهَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ رَجُلٌ سَمَّاهُ فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةَ اكْسُنِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا دَخَلَ طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: وَاللَّهِ مَا أَحْسَنْتَ، كُسِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لا يَرُدُّ سَائِلا، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهَا وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ» (أحمد). ولقد ضرب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضوان الله عليهم أجمعين، أروع الأمثلة في التحلي بخلق الإيثار، فذكر الله عز وجل الأنصار وأثنى عليهم وجعلهم من المفلحين، لأنهم شاركوا إخوانهم المهاجرين أموالهم وبيوتهم وكل ما يملكون عن طيب نفس ولو كان بهم خصاصة، قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) «الحشر، 9». د. حياة البرهماتي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©