تشكل برامج رمضان هذا العام إنجازاً إعلامياً متميزاً على شاشة أبوظبي، من حيث غنى المضمون وتنوع الموضوعات وسلاسة الطرح والتنفيذ، ولم يكن التوقيت الجيد والمفيد كذلك غائباً عن فكر الإدارة ودراستها المتأنية العميقة لكل جزئية تهم المشاهد وتريحه وتغني ثقافته وترضي ذائقته الفنية والجمالية، ومن المؤكد أن وراء اختيار وإعداد وإنتاج هذه البرامج تكمن جهود كبيرة بذلها جنود مجهولون في الفكر والتنفيذ، إضافة إلى حكمة الإدارة والتي يعد عيسى الميل مدير “قناة أبوظبي الإمارات” أحد أعمدتها الرئيسية، ومن المساهمين في إبداع هذه البرامج الممتعة والغنية بفنونها ومعلوماتها التراثية والمعاصرة.
فاطمة عطفة (أبوظبي) - يوشك شهر رمضان على الانتهاء وقناة “أبوظبي الإمارات” قدمت سلة متنوعة من البرامج، حيث يقول الميل إن استجابة المشاهد لهذه البرامج تعود إلى الإعداد الجيد والتحضير المسبق لهذه النوعية من البرامج، ما يقلل من الأخطاء. وبالنسبة لنا بما أن برامجنا جميعها تقريباً كانت مدروسة، فقد حققنا الحضور الجيد، ولمسنا ذلك من خلال الاتصالات التي تأتينا على التليفون أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال استطلاع الرأي العام، ووجدنا أن نسبة المتابعة لبرامج “أبوظبي الإمارات” مرتفعة جداً على المستويين المحلي والخليجي، وللمرة الأولى في رمضان نحقق هذه النسبة العالية من المشاهدة.
توليفة سحرية
ويضيف الميل: “نحن في هذه المرحلة حققنا نقلة نوعية في مستوى ونوعية البرامج من حيث اختيارها والتحضير لها والإعداد بهدوء وفي وقت مبكر. فالتطوير يحتاج لوقت، وقد لاحظنا نتاج هذا التطور في عيون المشاهدين الذين لا يبخلون بآرائهم على شاشتهم التي يحبونها. فأخذنا كل هذه الآراء ووضعناها في قالب برامجي، بحيث يراها جمهور المشاهدين ويستمتعون بها، ووصلنا لنتيجة بأن كل ما يطرح في رمضان يحظى بنسبة متابعة عالية، خاصة في ظل حرصنا على تقديم توليفة سحرية من البرامج المحلية والخليجية والعربية”.
وحول برنامج “الشارة” في موسمه الثالث، وبرنامج “رمضان يانا”، وهو برنامج منوع خفيف وممتع يطرح موضوعاته التراثية أو المعاصرة بطريقة مرحة ولطيفة، يقول الميل: هذا له ميزة، والآخر له ميزة أيضاً، فبرنامج الشارة يعرض منذ ثلاث سنوات، وأخذ وضعه ونجح، وهو يقدم معلومة ثقافية وتراثية محلية، والمشاهدون دوماً يكونون متعطشين لهذه النوعية من البرامج التراثية، ويحبون أن يستعيدوا أمثال ومفردات وألغاز الماضي، ونحن من خلال هذه البرامج نسترجع هذه الأمثال والألغاز والمفردات التراثية التي تم نسيانها، وبالتالي هذه البرامج محببة من قبل المشاهدين.
مليون رسالة نصية
ويضيف قائلاً: “بالنسبة لبرنامج “رمضان يانا”، حقيقة لم أتوقع له هذا النجاح الكبير، هذا البرنامج حقق نجاحاً وقبولاً كبيرين لدى المشاهدين، برنامج خفيف في قالب كوميدي، فقرات سريعة ومتنوعة، ينقلك من الكاميرا الخفية إلى الإسكيتش، إلى عالم الاتصال، إلى المسابقة.. إذاً هو برنامج شامل يقدم جرعة كاملة وشاملة خفيفة للإخوة المشاهدين بعد الإفطار. وتصوري أن نسبة “المسجات” وصلت إلى أكثر من 300 ألف مسج، وهذا برنامج يومي. فتخيلي هذا الرقم الذي يعبر عن رغبة الناس بالمشاركة والتواصل مع البرنامج. أما عدد “المسجات” فيقارب المليون “مسج” يومياً على كل برامجنا. إذاً، هذه الأرقام تؤكد نسبة المشاهدة التي نتحدث عنها، وتؤكد أن قناة أبوظبي الإمارات غدت لها موقعها المتميز بين القنوات الرائدة، وأصبحت من بين أفضل ست أو سبع قنوات مشاهدة على مستوى المنطقة، وبالتالي هذا إنجاز كبير، ونحن مستمرون على هذا الخط”.
وحول برنامج “سراريد”، يقول الميل: “البرنامج مستمر معنا حتى بعد رمضان وفي دورتنا القادمة، وهو يعتبر من أهم البرامج ومن أفضلها متابعة لأنه يتناول الشأن المحلي، و”سراريد خلود” يعتبر من البرامج المتميزة لدينا خاصة في مسألة الطبخ الخليجي والمحلي والعربي وتقدمه الشيف خلود والتي تتميز بأسلوب طرحها وتقديمها الجميل، حيث تقدم المعلومة بشكل سلس وبسيط، والمشاهد يحب أن يستمع لها ولشرحها من دون أن ينظر للوجبات والمقادير، والكل يثني على البرنامج، وكذلك كل برامجنا التي نتكلم عنها اليوم.
“حمدون”
ويوضح الميل: كذلك هناك برنامج “كلمة”، وهو برنامج ديني اجتماعي يقدم معلومات مهمة جداً لكل أفراد العائلة، وقد حظي بمتابعة ومشاهدة كبيرة، وسنكون حريصين على أن يكون هذا البرنامج على خريطتنا في رمضان القادم، وذلك لما لاقاه من نجاح كبير من قبل المشاهدين”.
أما مسلسل “حمدون”، فكان سيقدم في المساء ثم عرض في وقت آخر، وعن ذلك يوضح الميل قائلاً: “دوماً يكون الأسبوع الأول من رمضان هو جس نبض لأوقات العرض وللمشاهدين أيضاً، ويكون كل برنامج قابل لتغيير وقت عرضه، حتى يتم اختيار الوقت الأنسب لحصد تفاعل المشاهدين تجاهه. ونحن من خلال عرض مسلسل “حمدون”، والذي كان في الساعة الثامنة إلا عشر دقائق وردتنا الكثير من الاتصالات والرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن هذا البرنامج هو مخصص للأطفال وأن أنسب وقت لعرضه هو وقت العصر بعد مسلسل قصص الإنسان في القرآن الكريم. وبذلك تم التغيير حسب رغبة المشاهدين”.
الكوميديا مطلوبة
وعن المسلسلات العربية التي تمت بإنتاج مشترك وقدمت في رمضان، يرى الميل موضحاً: “قدمنا على قناة أبوظبي الإمارات مسلسل “أنت عمري”، وهو عمل درامي يلامس الواقع الفعلي المعاش من شخوص وأحداث، وهناك مسلسل “لو باقي ليلة”، وكذلك “المصابيح الزرق”، وهو عمل عربي سوري يحمل الطابع التاريخي الاجتماعي الذي تدور أحداثه في مدن الساحل السوري، وهو يتحدث عن فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي. وهذا المسلسل يتحدث عن معاناة الشعب السوري في هذه الفترة من ضيم وهوان وفقر ومرض وعبودية تحت هذا الانتداب الغاشم. كما عرضت القناة “رجل وسط الحريم”، وهو كوميدي هادف، وهناك “ولادة من الخاصرة”، وكذلك “شربات لوز” وهو مسلسل مصري.
ويضيف الميل: المسلسلات الكوميدية أصبحت مطلوبة من المشاهدين والذين هم بحاجة للفكاهة والمرح، فالكوميديا شيء مهم جداً ولا بد أن يكون لدينا مسلسل كوميدي كي ترتسم البسمة على شفاه الناس، فأنت كإنسان بحاجة إلى الضحك حتى لو مع نفسك في يوم من الأيام. هناك أيضا برنامج ديني لم نتحدث عنه وهو “رتل مع العفاسي”، وهو من البرامج التي تطرح للمرة الأولى على شاشتنا، وقد لاقى مشاهدة عالية جدا وحجم الاتصالات التي وردت إلى البرنامج كبير جدا من جميع أنحاء العالم العربي، فالكل يحب أن يرتل مع العفاسي وأن يتعلم الترتيل والتجويد من خلال هذا البرنامج، الذي يعتبر إضافة لقناة أبوظبي الإمارات”.
خطتنا البرامجية بعد رمضان
حول التحضير للخطة البرامجية الجديدة بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، يقول الميل: “النجاح الذي حققته قناة أبوظبي الإمارات في رمضان يجب أن يستمر، وعلينا التخطيط السليم لنصل إلى إرضاء المشاهد ببرامج مفضلة لديه. وهناك تخطيط متميز بعد شهر رمضان، ويتمثل في إضافة بعض البرامج التي ستدخل على دورة سبتمبر مع الاستمرار في عرض برامجنا الأولى مع بعض التعديل فيها وتطوير بعض الأفكار الواردة بها. ولدينا تقريباً ثمانية برامج جديدة، وهناك مسلسلات لم تشاهد في رمضان سيتم عرضها، وستكون ذات طابع محلي خليجي يرضي الجمهور، وسوف يتابعها المشاهد ويتفاعل معها”.
عدد اليوم
