أكد البيت الأبيض أمس، أن لديه ما يكفي من الأصوات في مجلس الشيوخ للمصادقة على معاهدة “ستارت” الجديدة لخفض الأسلحة مع روسيا، معتبراً أيضاً أن من شأن هذه العملية أن تشكل “اختباراً” لرغبة الديمقراطيين والجمهوريين في “العمل معاً”. ورداً على سؤال عن امكانية تأمين العدد الكافي من أعضاء الشيوخ للتصويت على المعاهدة في أعقاب الإعلان أمس الأول، عن معارضة نائب جمهوري واسع النفوذ، أكد روبرت جيبس المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما “نعتقد أن لدينا” العدد الكافي من الأصوات، و”نعتقد أننا سنحصل عليها”.
وكانت تقارير رجحت ان جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما للتصديق على المعاهدة الجديدة، بحلول نهاية العام، تعرضت لانتكاسة خطيرة حين قال السناتور الجمهوري المتنفذ جون كايل ثاني أهم عضو جمهوري في مجلس الشيوخ، إن الوقت غير كافٍ هذا العام لحسم الخلافات المتبقية. وسارع جوزيف بايدن، نائب الرئيس أوباماً، للتحذير من أن فشل تمرير المعاهدة العام الحالي سيعرض الأمن القومي الأميركي للخطر، لأنه سيجعل كلتا الدولتين غافلة عن النوايا النووية لخصمها السابق في الحرب الباردة. وقال بايدن إن الإدارة الأميركية تحركت للتعامل مع مخاوف كايل بشأن التحديث النووي، وأنها أوضحت أنها تعتزم استثمار 80 مليار دولار خلال العقد المقبل لتحديث القوات النووية الأميركية، كما تعهدت بتخصيص 4.1 مليار دولار إضافية للسنوات الخمس المقبلة عقب مشاورات مع كايل.
وتولى كايل قيادة المفاوضات مع الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض بشأن المعاهدة التي وقعها أوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ببراج في أبريل الماضي، وتعهدا خلالها بخفض الأسلحة النووية المنشورة بنسبة 30% إلى ما لا يزيد على 1550 قطعة سلاح خلال 7 سنوات. ويجب أن يصدق على المعاهدة “الشيوخ الأميركي” ومجلس النواب الروسي “الدوما” قبل أن تصبح سارية. وحث ميدفيديف الدوما على عدم التصديق على المعاهدة إلى أن يصدق عليها الشيوخ الأميركي أولاً. ويحتاج الديمقراطيون لتأييد ملموس من جانب الجمهوريين ليحصلوا على 67 صوتاً يحتاجونها لتمرير المعاهدة في المجلس المكون من 100 مقعد. وذكر مساعدون في الشيوخ أن تأييد كايل للمعاهدة ضروري للتصديق عليها قبل نهاية 2010، كما يرغب أوباما قبل بدء دورة الكونجرس الجديد الذي أحكم الجمهوريون قبضتهم عليه.
وأصدر كايل، الذي يطالب بتخصيص أموال أكثر لتحديث الأسلحة الاستراتيجية الأميركية، بياناً الليلة قبل الماضية قال فيه إن الكونجرس الحالي الذي تنتهي ولايته بحلول العام الجديد، لم يكن عنده الوقت الكافي للانتهاء من عمله بشأن معاهدة ستارت لانشغاله بقضايا أكثر إلحاحاً. وكان البيت الأبيض أعلن في وقت متأخر مساء أمس الأول، أن الاجتماع الذي دعا لعقده الرئيس أوباما مع قادة الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، والذي كان مقرراً اليوم، قد تأجل إلى 30 نوفمبر الحالي. وحسب روبرت جيبس المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، فإن ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في الشيوخ، وجون بويهنر، زعيم الجمهوريين في النواب، طلبا تأجيل هذا الاجتماع.
عدد اليوم
