بعد خسارة الصحافة التقليدية قبل سنوات لآلاف الوظائف وفرص العمل، ورغم ما يقال عن أن الإعلام الجديد أتاح لآلاف الأفراد غير المهنيين ممارسة بعض أشكال الصحافة وإحداث اضطراب في سوق عمل الصحفيين المحترفين، إلا أن التطورات تؤكد يوما بعد يوما أن لا شيء يشبع حاجات وسائل ومؤسسات الإعلام من الطاقات البشرية التي درست أو خبرت العمل الصحفي كمهنة قائمة بذاتها، خلافا للذين يعملون فيها على سبيل الهواية أو عن طريق الصدفة؛ فمن جهة يبدو أن الفضاء التكنولوجي وآفاقه قد زاد من الحاجة لهذه الطاقات.
ومن جهة ثانية، يمكن القول إن العثور على فرص «تأهيل» وعمل للصحفيين وطلاب الصحافة لم يكن يوما سريعا ومباشرا كما هو اليوم.
خبرة وتدريب
باستمرار تحمل أنباء عالم الأخبار يوميا إشعارات وإعلانات تطلب الالتحاق بها للعمل، سواء لأصحاب الخبرة أو حتى لطلاب الصحافة.
كذلك تكشف هذه الفرص عن طبيعة المواصفات والمهارات التي تناسب عمل الصحفيين في الإعلام الجديد.
ومؤخرا، أعلن موقع «البوابة نيوز» الإخباري المصري عن حاجته «لمحرّرين ذوي كفاءة عالية في جميع التخصّصات، وذلك في إطار خطة تطوير الموقع والاستعداد لإصدار الجريدة اليومية من البوابة نيوز».
وفي الوقت نفسه أعلنت شبكة إعلامية أردنية، تضم «راديو البلد» العامل على شبكة الإنترنت وموقع عمان.
نت، فتح فرص أمام طلاب الصحافة والخريجين الجدد لحضور الدورة التدريبية حول إعداد البرامج والتقارير وغيرها «لإلحاق الجادين منهم بفريق عمل المؤسسات الإعلامية المُنظمة للدورة».
وتشير المعطيات المتوافرة عن هذه المجموعة إلى إمكانية استيعابها لوحدها العديد من الفرص والاختصاصات.
فـ»راديو البلد» (أو عمان نت) يعرف نفسه بأنه أول إذاعة عربية محلية، انطلقت عام 2000، تبث برامجها بالنص والصوت والصورة الفوتوغرافية عبر شبكة الإنترنت، كما أنها بدأت بثها منذ 2005 على موجة أف أم في منطقة عمان الكبرى بعد قرار حكومي بمنح رخص لإنشاء إذاعات خاصة.
وفي مطلع تم تغيير اسم الإذاعة إلى «راديو البلد»، في حين بقي اسم «عمان نت» محصورا بالموقع الإلكتروني الإخباري.
كما يتميز ويطلق موقع «عمان نت» مدونات الفيديو في عالم الصحافة الإلكتروني في الأردن بمساعدة عشرين مواطنا أردنيا لتعزيز مفهوم المواطن الصحفي، ومن أعمالهم، برنامج «مدونون على الهواء» الذي يضم عشرات التدوينات مدعّمة بالفيديو للقضايا الاجتماعية كالصحة وحركة السير والبيئة وغيرها من المواضيع الاجتماعية.
وقد تلقى المشاركون بالمشروع تدريبات على أساسيات العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة والمهارات التقنية، وتم تزويدهم بكاميرات رقمية ليقوموا بتسجيل الأحداث بالفيديو، لتنشر في ما بعد على مدونات خاصة بهم تم إنشاؤها لهذا الغرض، ويمكن الدخول ومشاهدة المدونات عبر صفحة موقع عمان نت الرئيسة.
الإعلام الاجتماعي
الإعلام الاجتماعي وإلى جانب المواقع الإخبارية الصحفية، تحفل شبكة الإنترنت كذلك بإعلانات البحث عن صحفيين رقميين أو متخصصين في الإعلام الاجتماعي، ومن ذلك ما أعلنته مؤسسة «سرمدي» في مصر، الجيزة عن حاجتها لمتخصص في الإعلام الاجتماعي للعمل على عدد من المشاريع وفي المنصات الإلكترونية، على أن يكون من مهامه «نشر التحديثات اليومية والتغريدات على كافة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالماركات المسجلة أو المشاريع التي تعمل المؤسسة عليها».
وحدد الإعلان مواصفات المرشحين بامتلاك «مهارات عالية في التواصل والكتابة والتنقيح اللغوي، فضلاً عن الخبرة في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، والقدرة على العمل ضمن فريق وتحت الضغط».
وتتنوع أشكال فرص العمل للصحفيين والكتاب من منصة إلى أخرى، ففي بريطانيا مثلا نجحت مجموعة صحفيين مؤخرا في إنشاء وإطلاق منصة «نيوز هوب» (theNewsHub) لتحتضن جميع مستخدمي الويب حول العالم، وتسعى لضم كل من هو مهتم بالكتابة أو التدوين أو حتى المستخدمين العاديين لتقديم محتوى مجاني للقراء والزوار مقابل بدل مادي للمساهمين من الصحفيين والكتاب، على قاعدة عدد القراءات لما يكتبه كل منهم.
وتتميز هذه المنصة بالجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، وهي تساهم بتوظيف الموارد الإلكترونية لتغيير نمط صناعة الأخبار وتطويرها.
وقال مؤسس المنصة ويليام ستولرمان إن زوار ومستخدمي المنصة يستطيعون الحصول على الأخبار التي تهمهم مجاناً، بينما يحصل مشاركو المحتوى على أجر مادي مقابل نشر محتوى جيد، موضحا أن الأجر يتضمن نسبة شهرية تُقتطع من عدد الزيارات لما كتبه أو قدمه كل مشارك.
ويعتقد ستولرمان أن هذا الأمر يضمن جودة المحتوى من خلال خلق حافز بين المستخدمين لتقديم أفضل المحتويات من صور أو قصص مكتوبة أو غيرها.
كما يرى أنه على عكس غرف الأخبار التقليدية التي تقوم بحشو المحتوى، فإن منصة نيوزهوب توفر لمستخدميها حرية اختيار ومتابعة الأخبار التي تهمهم، بحسب تفضيلاتهم عن طريق متابعة المشاركين المفضلين لديهم.
كما يمكن للمستخدمين من صحفيين وغيرهم، نشر ما لديهم من محتوى في الحال «دون انتظار عملية التحرير مثلما يحدث في غرف الأخبار التقليدية».
كما تتميز المنصة بحرية تحريرية، حيث يمكن للمستخدم نشر ما يرغب شرط أن ينسجم ما ينشره مع إحدى الفئات الثلاث الأساسية وهي: السياسة والمجتمع والرياضة.
(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
