الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسؤولو شرطة صينيون يعترفون بالتلاعب بقضية مقتل بريطاني

مسؤولو شرطة صينيون يعترفون بالتلاعب بقضية مقتل بريطاني
11 أغسطس 2012
هيفي، الصين (أ ف ب) - اعترف أربعة مسؤولين في الشرطة الصينية أمس بأنهم تلاعبوا بتحقيق في مقتل رجل أعمال بريطاني، في محاولة لحماية زوجة المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي المتهمة بارتكاب هذه الجريمة. وقال هؤلاء الضباط الكبار إنهم تعمدوا إخفاء التحقيقات والتزوير بعد موت البريطاني نيل هايود لتغليب فرضية موته عرضا. وأكد تانج يان المسؤول في محكمة مدينة هيفي (شرق الصين) أن “المدعى عليهم اعترفوا بأن تهمة مخالفة القانون لغايات شخصية صحيحة”، موضحا أنهم “أعدوا تقريرا مزورا وأخفوا أدلة في المكان”. وأضاف أنهم “قرروا عدم تشريح الجثة والقيام بإحراقها”. وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة ذكرت أنه ستتم محاكمة أربعة مسؤولين في الشرطة متهمين بمساعدة جو كايلاي، التي اعترفت الخميس بأنها دست لرجل الأعمال البريطاني سما قاتلا في مشروب قدمته له. وشكلت هذه الحادثة محور فضيحة على مستوى قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وكان تانج يجان المسؤول في محكمة هيفي (شرق الصين) صرح بأن جو كايلاي (53 عاما) “لم تعترض” عبر محاميها الذي اختارته السلطات على تهمة قتل نيل هيوود (41 عاما)، لكنها تأمل في أن يؤخذ تعاونها خلال التحقيق في الاعتبار. وأوضح أن المرافعات في هذه القضية التي تجمع بين الجريمة والمال والسياسة لم تستغرق سوى يوم واحد وسيعلن الحكم في موعد لاحق. ونقل المصدر نفسه عن المدعي العام أن جو كايلاي زارت في 13 نوفمبر الماضي نيل هيوود في فندق فخم في مدينة شونجكينغ الكبيرة التي كان زوجها سكرتير الحزب الشيوعي فيها. وتمكن رجل الأعمال البريطاني تدريجيا على مدى عشر سنوات من الدخول في دائرة عائلة بو قبل أن تتوتر العلاقات بينه وبين بو تشيلاي وزوجته. وبعد أن قدمت له الشاي والنبيذ، دست بنفسها السم القاتل في فم البريطاني الذي كان ثملا. وساعدها شريك يدعى جانع تشياوجون بتوفير المحلول القاتل، واعترف الاثنان بالوقائع، كما ورد في بيان وزع على الصحفيين. ولم يسمح للصحفيين بدخول قاعة المحكمة خلال الجلسة التي حضرها دبلوماسيون بريطانيون، وهي خطوة مهمة إذ أن السلطات الصينية ترفض باستمرار حضور ممثلين أجانب جلسات المحاكمة. وقال محللون إنه ستتم إدانة جو كايلاي المحامية التي تتمتع بشهرة دولية، بتهمة القتل لكن لن يحكم عليها بالإعدام. إلا أنهم أضافوا أن مصيرها ومصير زوجها يبقيان مرتبطين بشكل وثيق بالنزاع الدائر حاليا على رأس السلطة التنفيذية الصينية، قبل أشهر من المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي يفترض أن يشكل فرصة لوصول فريق من القادة الشباب إلى السلطة. وشبه البعض هذه المحاكمة بالمحاكمة السياسية لعصابة الأربعة، وهم أرملة ماو تسي تونج وثلاثة مسؤولين صينيين آخرين أوقفوا وأقيلوا من مناصبهم وتمت محاكمتهم بعد وفاته. ولم تشر أي من الصحف الكبرى أمس إلى محاكمة جو كايلاي ولم تعلن وكالة أنباء الصين عنها إلا بعد اختتام المرافعات. أما التلفزيون الحكومي فقد بث لقطات للمتهمة في بداية الجلسة. من جهته، سلم بو جواجوا ابن بو تشيلاي وجو كايلاي الذي يفترض انه يدرس في الولايات المتحدة، شبكة (سي ان ان) الأميركية بيان دفاع عن والدته. ويرى الخبراء ان تنظيم هذه المحاكمة يعني ان القيادة الصينية توصلت الى توافق حول طريقة معالجة ملف بو تشيلاي. ويرى جوزف شينج خبير الشؤون الصينية في جامعة هونج كونج أن أي اجراءات تخفف من عقوبة بو تشيلاي ستؤدي إلى تقليص نفوذ المقربين من زوجها في المناصب القيادية العليا للحزب الشيوعي. وأثارت إقالة بو تشيلاي من منصبه كسكرتير اقليمي للحزب الشيوعي الصيني فضيحة تشبه وقائعها حبكات أفلام الإثارة الهوليودية التي تختلط فيها المؤامرات البوليسية بالتطورات الدرامية. ويواجه بو تشيلاي الذي قام بالترويج للأفكار الماوية و”الثقافة الحمراء” اتهامات من الحزب نفسه “بارتكاب مخالفات مسلكية كبيرة”، خلال حملته على المافيا في منطقته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©