هدى جاسم (بغداد) - شهد العراق أمس يوماً دامياً من الاعتداءات والتفجيرات، أسفرت، وفق مصادر الشرطة والمستشفيات، عن سقوط 15 قتيلاً و89 جريحاً. وقالت مصادر أمنية إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 70 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف مسجداً بعد صلاة الجمعة في قرية الموفقية شرق الموصل. وقال حنين كادو أحد زعماء الأقلية الشبك المحليين “إن جزءاً من المسجد انهار على رؤوس المصلين لدى مغادرتهم المسجد”.
وقال مقدم في شرطة بعقوبة إن ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا وأصيب اثنان بجروح في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور الدورية في ناحية المقدادية شمال بغداد، بينما أعلن مقدم في شرطة حديثة عن مقتل عضو المجلس المحلي للمدينة نبيل شاكر وإصابة اثنين من أشقائه بجروح في هجوم مسلح استهدف سيارته الخاصة.
وقتل شخص وأصيب اثنان في انفجار عبوة ناسفة في منطقة خرنابات شمال قضاء أبو غريب غرب العاصمة. كما قتل مدني وأصيب 5 آخرون بتفجير مزدوج بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة في حي الوحدة شمال محافظة واسط. وأفاد مصدر أمني بأن 8 أشخاص أصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة بمنطقة الشرطة الرابعة جنوب بغداد.
وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل 4 من عناصر “الصحوة” في هجوم مسلح نفذه مجهولون ضد نقطة تفتيش عند قرية الشباب الواقعة إلى الجنوب من الدجيل، حيث قالت المصادر إن المهاجمين قاموا أيضاً بإحراق سيارتين وإضرام النار في نقطة التفتيش قبل أن يلوذوا بالفرار.
سياسيا، كشف مصدر عراقي أمس عن أن كتلاً سياسية ستبدأ ما وصفه بـ”ثورة” من التحالفات الجديدة بعد عيد الفطر بالتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات، وقال “إن هذه الكتل أتمت هيكلية التحالفات، لكن أرجأت إعلانها بسبب تأخر إقرار قانون مجلس المحافظات، إذ إن اغلبها ستدخل الانتخابات بقوائم مختلفة عن الانتخابات السابقة”.
وأشار المصدر إلى أن محافظات الفرات الأوسط أول من سيشهد تلك التحالفات، لافتاً إلى لجوء كتل من القائمة العراقية والتحالف الوطني إلى تحالفات ستكون مختلفة تماماً لا سيما أن الانتخابات في مجلس المحافظات تعتبر ممهدة للانتخابات العامة وستشكل خريطة سياسية جديدة. وكان مجلس النواب صوت على تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات بالأغلبية بداية الشهر الجاري.
من جهته، اعتبر رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري بعد لقائه زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أن الأجواء السياسية في العراق أكثر إيجابية عما كانت عليه سابقاً، مشيرا إلى قرب عقد اجتماعات بين الكتل بعد تجاوز مرحلة الحوارات الثنائية حتى تتحقق المشاركة لكل الأطراف من دون استثناء، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية في كل الأمور بدءاً من القضايا الاستراتيجية المهمة إلى أبسط الأشياء، وأضاف “أن الشريك لا يمكن أن يُهمَّش، وأن هناك حاجة ماسة إلى التكامل الثنائيّ بين البرلمان والحكومة”.
وقال الحكيم، إنه تم التحضير للقاءات أكثر جدية وحماساً، والاستعداد لنتائج حاسمة ومهمة بعد العيد. وأكد دعمه بقوة لوحدة وتماسك التحالف الوطني ليكون ظهيراً قوياً وشريكاً مهماً لسائر الشركاء في العملية السياسية بالعراق، مشدداً على ضرورة التغلب على الإشكاليات، وتوحيد الرؤى بما يحقق المزيد من اللحمة الوطنية، والانسجام، وإعادة الحقوق إلى أصحابها في عملية تتكامل فيها الحقوق والواجبات لجميع الأطراف في الساحة العراقية”.
من ناحيته، شدد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية جذرية، وأكد أن خلافه مع رئيس الحكومة نوري المالكي انتهى، مبيناً أنه سيتم قريباً إقرار العديد من القضايا التي شكلت بعض أسباب الخلاف أبرزها التوازن وملف المعتقلين، وقال خلال مؤتمر صحافي إن “هناك ضرورة قصوى بسبب ظروف المنطقة؛ لأن تكون هناك إصلاحات سياسية جذرية”، داعياً جميع القادة السياسيين إلى أن يبادروا في إقرار الإصلاحات لأنها تعالج الإخفاقات الموجودة في العملية السياسية.
وأضاف المطلك “الخلاف مع المالكي انتهى في القضايا التي اختلفنا عليها وبينها قضايا التوازن والمعتقلين والأبرياء والمساءلة والعدالة والعفو العام والمحكمة الاتحادية ومفوضية الانتخابات التي ستقر في فترة قريبة جداً. وأكد أن القائمة العراقية ستكون أكثر تماسكاً من كل القوائم الأخرى”، معتبراً “أنها اليوم ليست في وضعها الحالي أسوأ من القوائم الأخرى وربما خلال الأيام المقبلة ستجد أن هناك لماً للشمل بشكل أوسع لكي يعود الخارجون من العراقية إلى قائمتهم”.
عدد اليوم
