السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي يطالب مجلس الأمن بموقف موحد إزاء سوريا

الإبراهيمي يطالب مجلس الأمن بموقف موحد إزاء سوريا
11 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - اختير الأخضر الإبراهيمي لخلافة كوفي عنان كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كما كشف دبلوماسيون أمس، لكن الإعلان الرسمي عن ذلك مرتبط بالموافقة النهائية للدبلوماسي الجزائري المخضرم، الذي دعا في بيان أصدرته مجموعة “الحكماء” المؤلفة من شخصيات عالمية عدة أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا، من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة. من جهتها، قللت المعارضة السورية من أهمية مثل ذلك التعيين، قائلة على لسان جورج صبرا المتحدث باسم المجلس الوطني المعارض “نرحب دائماً بدور أي شخصية عربية لإنهاء الأزمة خاصة عندما تكون للمبعوث خبرة الإبراهيمي.. لكن القضية هنا ليست مجرد تبديل مبعوث بآخر”، إذ أنه ما لم تتخذ الأمم المتحدة موقفاً صارماً لتطبيق خطتها التي اقترحها عنان لإنهاء الأزمة، فإن تعيين الإبراهيمي لن يحدث فرقاً كبيراً. من جهتها، قالت سوزان رايس السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة الليلة قبل الماضية، إن المراقبين غير المسلحين التابعين للأمم المتحدة في سوريا يجب ألا يبقوا بهذه البلاد بعد الموعد النهائي في 19 أغسطس الحالي، لكن واشنطن مستعدة لبحث وجود بديل للمنظمة الدولية هناك للتعامل مع الصراع المستمر منذ نحو 18 شهراً. كما ذكرت رايس أن بلادها تنظر “بعقل مفتوح” إلى استبدال عنان كوسيط في الأزمة. جاء ذلك، في وقت تستعد فيه أنقرة لاستقبال وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، حيث ستتباحث مع الرئيس عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوجان بشأن تطور العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط خصوصاً سوريا. وبدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس تكثيف بلاده للاتصالات الدبلوماسية مع المعارضين السوريين الذين ستقدم لهم لندن مساعدة إضافية تبلغ 5 ملايين جنيه (7,7 مليون دولار)، باستثناء الأسلحة، مشدداً في مقال نشرته صحيفة “التايمز” على أن “شعب سوريا لا يستطيع الانتظار.. سيموت مزيد من الناس دون مساعدة عاجلة. لذلك سنركز الآن جهودنا على مساعدة عملية عاجلة للسوريين على الأرض مع تواصل العمل الدبلوماسي”. وبالتوازي، أعرب وزير الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني عن أسفه لفشل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا، وذلك قبل استضافة المملكة في سبتمبر المقبل مؤتمر مجموعة أصدقاء “الشعب السوري” في الرباط. وأعرب دبلوماسيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم عن ثقتهم بأن المبعوث الجديد “سيكون الإبراهيمي”، مؤكدين أنه “خيار الأمين العام للأمم المتحدة” بان كي مون. وأضافوا “سيعلن اسمه الأسبوع المقبل (بداية من الأحد) إذا لم يقرر التخلي” عن المهمة. وينتهي تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا في 20 أغسطس الحالي. وتدور المفاوضات حالياً حول دور المبعوث الأممي العربي وكيف ستعمل المنظمة الدولية في سوريا وسط الحرب الأهلية المتصاعدة. وكان عنان أعلن استقالته بسبب نقص الدعم الدولي لجهوده في إنهاء النزاع المستمر في سوريا منذ نحو 18 شهراً، والذي يقول المعارضون إنه أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص. وسيستمر عنان في منصبه رسمياً حتى 31 من الشهر الحالي. وفشل عنان خلال مهمته التي استمرت 6 أشهر، في دفع الرئيس بشار الأسد إلى تنفيذ خطة السداسية لتحقيق السلام في سوريا. وأشار عنان وبان كي مون بوضوح إلى أن الانقسامات بين القوى الكبرى في مجلس الأمن قللت من شأن خطة المبعوث إلى سوريا. والإبراهيمي خير من يتولى هذه المهمة في سوريا فهو وزير سابق للخارجية ببلاده ولديه تاريخ حافل لكونه رجل المهام الدبلوماسية الصعبة على الساحة الدولية. وقال الإبراهيمي في بيان مجموعة “الحكماء” أمس، إن “على مجلس الأمن والدول الإقليمية تبني موقف موحد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة”. وأضاف أن “ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم”. وأكد أن “على السوريين أن يجتمعوا معاً كأمة واحدة من أجل التوصل إلى صيغة جديدة. هذا هو السبيل الوحيد ليتمكن جميع السوريين من العيش معاً في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام بل على التسامح”. ولم يتطرق البيان إلى احتمال أن يخلف الإبراهيمي (78 عاماً) عنان مبعوثاً لسوريا لوقف أعمال العنف الدائرة بين نظام الأسد والمقاتلين المعارضين الساعين لإطاحته. ورفض متحدث باسم الأمم المتحدة التعليق على تلك الأنباء وقال إن أمين عام الأمم المتحدة يجري مشاورات حالياً. وتضمن بيان لجنة الحكماء كذلك تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري الذي طرح اسمه كخليفة محتمل لعنان. وقال اهتيساري “نريد من المجتمع الدولي أن يمارس القيادة وأن يترفع عن المصالح الخاصة والتحالفات الإقليمية وايجاد تسوية حقيقية لمصالح الشعب السوري”. كما تضمن البيان تصريحات لديزموند توتو جنوب الأفريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أعربا فيها عما وصفته لجنة الحكماء بـ”الغضب الأخلاقي” بسبب عدم تحرك المجتمع الدولي بشأن سوريا. وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس “اعتقد أن ثمة نماذج لما يمكن أن يكون عليه المبعوث الجديد، أي خلفية، أي دور”، دون أن تسمي هذا المبعوث الجديد. وأضافت “نحن منفتحون على ذلك. اعتقد أنه علينا أن نكون واقعيين.. فإن المهمة صعبة جداً وإن عنان قام بها بشكل يثير الاعجاب، لكنه وجد نفسه محبطاً بشكل مفهوم نهاية الأمر”. وأشار دبلوماسي في الأمم المتحدة إلى أن على مجلس الأمن أن يقرر ما إذا كان سيلتزم بخطة عنان. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه “في الوقت الحالي هي “الخطة” كل ما نملك، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا إعادة النظر بها. بعض أجزائها باتت زائدة على الحاجة. يمكن أن تكون ثمة نسخة جديدة مع اسم جديد”. وأكد أن “كل هذه العناصر تخضع للنقاش حالياً”. ويبحث مجلس الأمن المنقسم بحدة في مستقبل بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا، والمؤلفة من أفراد غير مسلحين كان من المفترض بهم أن يراقبوا تطبيق خطة عنان. ويتوقع أن يتخذ مجلس الأمن قراراً نهائياً بشأن هذه البعثة خلال اجتماعه الخميس المقبل. وادى الوضع الأمني المتفاقم إلى خفض عدد البعثة من 300 مراقب إلى 150 مراقباً، ما زالوا يقومون بدوريات محدودة لكن غالبية مهماتهم معلقة. ومنح المجلس البعثة تفويضاً “نهائياً” لمدة 30 يوماً في قرار اتخذه يوليو الماضي. إلى ذلك، دعا المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا الأمم المتحدة لاستخدام الفصل السابع من ميثاقها، لتطبيق خطة عنان الأمر الذي قد يسمح باستخدام القوة ضد سوريا. وقال صبرا من باريس “إن النظام السوري لم يحترم ولا نقطة واحدة في الخطة.. وأشك أنهم سيحترمون أي خطة في المستقبل، ما لم يروا قراراً قوياً صارماً معلقاً فوق رؤوسهم”. ويتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الحكومة السورية ستقبل اختيار الإبراهيمي خلفاً لعنان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©