محللون: النحاس سيواصل ارتفاعه إلى نهاية العام

أدى الإضراب الأخير في أحد أكبر مناجم النحاس في العالم بدولة شيلي إلى مخاوف في السوق العالمية بشأن ارتفاع المعدن الأحمر المستخدم على نطاق واسع في الصناعة أعلى مستوياتها على الإطلاق. ويؤثر ارتفاع سعر النحاس الشديد في الاقتصاد العالمي نظراً لانتشار استخدامه في عمليات التصنيع والبناء بما يشمل الأسلاك والأجهزة الكهربية وفي الأنابيب والقضبان في المباني. وتحصد شركات التعدين مثل “فريبورت ماكموران اكستراتا” و”بي اتش بي بيليتون” أرباحاً هائلة من هذا الارتفاع في الأسعار ومع قلة المخزون. ومع خطورة قلة المخزون وزيادة الطلب من المصانع الصينية قفزت أسعار النحاس قرابة 50 ? منذ شهر يونيو الماضي وزاد سعر نحاس التسليم الفوري كثيراً عن سعر عقود الثلاثة أشهر الآجلة القياسي للمرة الأولى في أكثر من عام يوم الاثنين 8 نوفمبر ما يشير إلى وجود أزمة في أسواق النحاس. ويقول ريتشارد ويلسون رئيس بروك هنت استشارية المعادن: “إن ظلت حسب توقعاتنا مخزونات النحاس في النقصان فإنه لا ينبغي تقليل المعروض منه”. يذكر أن “كولاهواسي” التي شهدت الإضراب الأخير في شيلي، مملوكة لشركة “اكستراتا” و”انجلو أميركان” وتستخرج نحو 3,3% من النحاس في العالم أو 535 ألف طن في السنة، وتقول الشركة إنه تم تعيين عمال بدلاء وإن الإنتاج عاد إلى ما كان عليه. غير أن رؤساء الاتحادات يقولون إن خطة الشركة الطارئة لا تكفل إلا 20 في المئة فقط من معدل الإنتاج اليومي المقدر بنحو 1500 طن، وقال مانويل مونيوز رئيس اتحاد عمال كولاهواسي: “قد يكون في مقدور الشركة الاستمرار في ذلك عشرة أو خمسة عشر يوماً وسوف نواصل الإضراب إلى أن نبلغ أهدافنا، ونحن ننتظر أن يتحدثوا إلينا ولن نطلب نحن الحديث معهم”. يذكر أن مخزونات النحاس المسجلة في مستودعات “إل إم إي” انخفضت بنسبة 34 في المئة منذ شهر فبراير فيما يتوقع أن يزيد الطلب العالمي على المعروض من النحاس بنحو 400 ألف طن العام المقبل. ويقول ريك ديفريل محلل السلع في بنك كريدي سويس “إنه سيكون هناك أعداد من العمال الشغالين في مناجم النحاس الذين يدركون أن لديهم قدرة كبيرة على المساومة”. ويقول مصرفيون وتنفيذيون في صناعة النحاس إن أرصدة النحاس لدى المستهلكين متدنية ويشيرون إلى أنهم ربما يجبرون على الشراء من السوق بصرف النظر عن السعر إذا ظل الطلب قوياً. بينما يشير خوان كارلوس جواجاردو مدير تنفيذي مركز شيلي لدراسات النحاس والتعدين إلى أنه “لم يعد سعر 9000 دولار للطن آخر حد لسعر النحاس، وفي العامين المقبلين ينتظر أن يكون السعر المرجعي 10 آلاف دولار”. ويتوقع ديريفل أن تهبط مخزونات النحاس إلى مستويات حرجة خلال الأشهر القليلة القادمة، ويقول إن ذلك يشير إلى أن الأسعار ستصبح على الأرجح متأثرة على نحو متزايد بتغيرات العرض والطلب الصغيرة. يذكر أنه منذ عام 2005 يقل المعروض من النحاس عالمياً أكثر قليلاً من 200.000 طن كل عام بسبب الاضطرابات بحسب بروك هنت. عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي