الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفحم وقود كارثي يصعب الاستغناء عنه

الفحم وقود كارثي يصعب الاستغناء عنه
4 ديسمبر 2018 01:16

حسونة الطيب (أبوظبي)

نظراً لانخفاض سعره ووفرته، ورغم أنه أكثر مصادر الوقود الأحفوري تلويثاً للمناخ، يظل الفحم أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في العالم، بصرف النظر عن التراجع الكبير في تكلفة مصادر أخرى مثل الشمسية والرياح. من الواضح أنه من الصعب التخلي عن الفحم، نتيجة لقوته وللمخزون الضخم في باطن الأرض، إضافة إلى الدعم الحكومي الكبير الذي تحظى به الشركات العاملة فيه، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».
وتحقق البنوك أرباحاً كبيرة من العمل في مجال الفحم، خاصة أن معظم شبكات الكهرباء الوطنية الكبيرة، مصممة للعمل به. ومحطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم، من الطرق المضمونة التي يستغلها السياسيون لتوفير كهرباء رخيصة لنيل رضاء الشعوب. ورغم الانتشار السريع لمصادر الطاقة الأخرى من رياح وطاقة شمسية، لكن تظل منافستها خاضعة لهبوب الرياح وسطوع أشعة الشمس.
الفحم، هو الوقود الذي قامت على عاتقه الثورة الصناعية، وهو أيضاً المسؤول عن جر العالم لحافة التغيير المناخي الكارثي. فقد أصدرت مؤخراً 13 وكالة حكومية أميركية، تقريراً حذرت فيه من مغبة تسبب التغير المناخي في تقليص الاقتصاد الأميركي بنسبة ربما تصل إلى 10% بنهاية القرن، ما لم يتم اتخاذ خطوات تحول دون ذلك.
وليس من الممكن التحكم في التغير المناخي دون التخلص من الفحم، لكن منذ اتفاقية باريس، لم تلح في الأفق أي بوادر تبشر بقرب اختفائه من مسرح الطاقة. وبينما يبدو تراجع استخدام الفحم على الصعيد العالمي أمراً حتمياً، وفقاً لأحدث تقييم للوكالة الدولية للطاقة، لكن ليس هناك ما يشير لحدوث ذلك بالسرعة التي تحول دون استمرار الآثار المدمرة للتغير المناخي.
بل في واقع الأمر، ارتفع إنتاج واستهلاك الفحم العالمي السنة الماضية، بعد سنتين من التراجع. وتشكل آسيا التي تحتضن نصف سكان العالم، 75% من الاستهلاك العالمي للفحم وما يزيد على هذه النسبة من محطات التوليد، التي إما قيد الإنشاء أو في مراحل التخطيط، ليبلغ إجماليها نحو 1200 محطة.
في غضون ذلك، وبينما تمثل هذه المحطات نوعاً من التحدي لاتفاقية باريس، تعمل إندونيسيا على تعدين المزيد من الفحم، وتقوم فيتنام بتجهيز الأرض لإنشاء محطات توليد جديدة تعمل بالفحم. كما عادت اليابان، التي عصفت بها كارثة فوكوشيما النووية، لحقول الفحم مرة أخرى.
أما الصين، فتستهلك نصف إنتاج العالم من الفحم، الذي يعمل فيه أكثر من 4.3 مليون من الصينيين. وأضافت الصين، نحو 40% من سعة الفحم العالمية منذ 2002، باعتبارها زيادة مهولة خلال 16 عاماً فقط. ونما استهلاك الصين من الفحم السنة الماضية بوتيرة أبطأ. بينما تقوم شركات الفحم الصينية، ببناء محطات توليد في 17 بلداً حول العالم، مثلها مثل اليابان حيث تصل نسبة مشاريع الفحم التي تقوم بتطويرها في الخارج لنحو 60%، تمول معظمها بنوك يابانية.
وبينما وعدت حكومة الجناح اليميني في بولندا، بفتح مناجم فحم جديدة، نجح رئيس الوزراء سكوت موريسون في أستراليا، في اعتلاء كرسي السلطة، كأحد أبطال الفحم، في حين وعد دونالد ترامب، بإحياء وظائف الفحم وقطاعه.
وعلى العكس من وعود ترامب بخفض الانبعاثات الناتجة عن المحطات العاملة بالفحم، الذي تتساوى حصته في توليد الكهرباء في أميركا عند 31% مع الغاز الطبيعي، أغلقت الصين أكثر من 200 محطة تعمل بالفحم منذ 2010.
يبدو الاستغناء عن الفحم، قضية شديدة التعقيد في الهند على سبيل المثال. ففي ولاية تيلانجانا الوسطى، كان الناس قبل 5 سنوات يعانون انقطاعات مستمرة للكهرباء التي تعمل محطاتها بالديزل. وعند لجوئها للفحم الذي تذخر به باطن الأرض، توفرت الكهرباء على مدار الساعة.
ويؤكد المسؤولون، عدم إمكانية التخلي عن الفحم حالياً، حتى الحصول على بديل أقل تكلفة وأكثر كفاءة في تخزين الطاقة، سواء من الشمسية أو الرياح. وينادي المحللون، بضرورة تحديث الهند لشبكات الكهرباء لحقبة ما بعد الفحم. وتعمل العديد من محطات توليد الكهرباء بالفحم، بأقل من سعتها، بينما تم تعطيل العديد منها، في ظل معايير الكفاءة الجديدة التي أطلقتها الحكومة. ويشكل الفحم الآن، 58% من مزيج الطاقة في الهند.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©