إعداد - عدنان عضيمة:
تواجه أكبر شركتين في العالم لصناعة النفاثات العملاقة تحديات كبرى في مجال تطوير طائرات المستقبل الجديدة· وبعد أن ضجّت الصحافة العالمية بأخبار تأخر شركة إيرباص عن تسليم الطلبيات العالمية من الطائرة العملاقة (إيه 380) في المواعيد المتفق عليها في العقود المبرمة مع شركات الخطوط الجوية، صدرت عن شركة بوينج مؤخراً تصريحات تفيد أنها بدأت التحرك للتغلب على بعض المشاكل التقنية التي تهدد بتأخير المواعيد المقررة لتسليم الطائرة العملاقة (بوينج 787) المعروفة أيضاً باسم (دريملاينر)، أو طائرة الأحلام·
وفيما لم يبقَ إلا أقل من عام واحد على إطلاق الطلعة الاختبارية الأولى لـ(دريملاينر)، قالت مصادر بوينج يوم الأربعاء الماضي إنها رفعت ميزانية البحث والتطوير في مشروعها بمقدار 600 مليون دولار؛ ويمثل هذا المبلغ بحد ذاته نصف تكاليف بحوث تطوير الطائرة كلها· ويلاحظ المحللان لين لونسفورد ودانييل مايكلز من خلال تقرير احتل الصفحة الأولى في الـ''وول ستريت جورنال'' أن هذه هي الزيادة الثانية التي يتم إقرارها في ميزانية البحث والتطوير لشركة بوينج هذا العام بعد أن أقرت زيادة سابقة في الربع الثاني من العام الجاري بمبلغ 500 مليون دولار اقتطعت 335 مليون دولار منها لبحوث الـ(بوينج 787)·
ويقول التقرير إن (دريملاينر) تجاوزت بقليل الوزن المقرر· وبالرغم من أن كبار مسؤولي شركة بوينج تجنبوا تأكيد أي تأخير محتمل لإنتاجها إلا أنهم أشاروا إلى أن الأخطار المرتبطة ببناء طائرة من مادة الكومبوزيت البلاستيكي بدلاً من معدن الألمنيوم التقليدي، هو قضية تحتاج إلى الكثير جداً من البراعة والخبرة· وأشاروا أيضاً إلى أن بوينج ما زالت على عهدها بشأن موعد تسليم (دريملاينر) في شهر مايو من عام 2008؛ وآثر المسؤولون أيضاً الإشارة إلى أن معظم عمليات التطوير سوف يتم إنجازها قبل حلول الموعد المحدد للتسليم·
وأشار جيم ماك نيرني المدير العام التنفيذي لشركة بوينج خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخراً إلى أن زيادة الإنفاق على قطاع البحث والتطوير يأتي في إطار محاولات الشركة لتحقيق (أكثر مما هو مطلوب) للتغلب على كل ما يمكن أن يعيق مشروع إنتاج دريملاينر· وأراد نيرني أن يقطع الشك باليقين عندما قال حرفياً: (نحن نعرف جيداً كيف نبني هذه الطائرة)·
ولعل من أكثر الأمور أهمية بالنسبة لكل من شركتي بوينج وإيرباص هو تجنب التسويق في مواعيد تسليم الطائرتين العملاقتين (بوينج 787) و(إيرباص إيه 380) لأن من المتوقع أن تبلغ مجموع سوقهما خلال السنوات العشرين المقبلة 1,2 تريليون دولار· ويشير التقرير إلى أن بوينج تسبق إيرباص بنحو ثلاث سنوات فيما يتعلق بالتحضير لإطلاق الطائرة الجديدة، وتمكنت حتى الآن من الحصول على طلبيات لـ432 طائرة من طراز (دريملاينر)·
إلى ذلك، يتوقع الخبراء أن يدخل كبار مسؤولي (الشركة الأوروبية للصناعات الفضائية) المعروفة اختصاراً باسم (إيدس)، وهي الوصيّة على شركة إيرباص، في أواسط الأسبوع الجاري في حوار صاخب حول تحديد موعد بناء طائرة جديدة يمكنها أن تنافس (دريملاينر)؛ وهو القرار الذي سيكلف الشركة 12,6 مليار دولار· كما أن هذا القرار هو الذي سيحدد الموقع الحقيقي للشركة الأوروبية في معركة التنافس مع شركة بوينج لفترة العقود المقبلة·
وإذا ما عمدت (إيدس) إلى اتخاذ قرارها بتعليق مشروع إطلاق الطائرة (إيرباص إيه 350-إكس دبليو بي)، وهو احتمال ضعيف، فإن ذلك سوف يسيء إلى موقع إيرباص كشركة منافسة لبوينج· وهذا هو بالضبط ما حدث بالنسبة لشركة ماكدونيل دوجلاس الأميركية قبل عقد من الزمان عندما اختارت عدم الاستثمار في مشاريع إنتاج طائرات جديدة مع شركة بوينج·
وسجلت إيرباص بداية سيئة في عام 2004 عندما اقترحت الطراز الجديد الذي أطلقت عليه اسم (إيه 350)· وبالرغم من أنها تلقت طلبيات لـ150 طائرة من هذه النفاثة إلا أن عدداً من كبار زبائنها تذمّروا من أنها لا ترقى إلى مستوى (دريملاينر) من حيث الفخامة والفعالية· ونتيجة لذلك عمدت إيرباص إلى إعادة تصميمها وأطلقت عليها اسمها الجديد (إيرباص إيه 350-إكس دبليو بي) الذي يعني إيه 350 ذات الهيكل شديد الاتساع·
عدد اليوم
