إعداد: مكاوي الخليفة
برغم عروض النجم البرتغالي لويس فيجو في عامه الثاني مع نادي الإنتر الايطالي لكرة القدم بعيدة تماما عن مستوى الابهار الا أنها لم تنل من سمعته التي صنعها لنفسه داخل وخارج الملاعب على مدار مشواره الناجح مع كرة القدم· فقد بدأ نجم خط الوسط فيجو الذي سيتم عامه 34 في الرابع من نوفمبر المقبل الموسم الجاري في أغسطس الماضي بتقديرات عالية لادائه المتميز في مباراة كأس السوبر الايطالي التي فاز فيها الإنتر على نادي العاصمة آيه إس روما 4/3 حيث سدد ضربة حرة مباشرة رائعة ليحرز الهدف الرابع الذي أهدى الكأس للانتر بعدما كان روما متقدما 3/صفر·
ومنذ ذلك الوقت لم يقدم فيجو سوى بضع عروض باهتة سواء في مسابقة دوري الدرجة الأولى الايطالي أو في دوري أبطال أوروبا بعضها وصل لحد نقص الكفاءة· الا أن القليل فقط من الجماهير هم من هاجموا فيجو بعبارات وصفارات الاستهجان حتى في المرتين اللتين استبدل فيهما خلال المباريات نفسها·
وخلال 18 عاماً من اللعب بعالم الاحتراف أسعدت عزيمة وإبداع وروح فيجو الرياضية جماهير فرق سبورتنج لشبونة البرتغالي وبرشلونة وريال مدريد الاسبانيين ومنذ صيف 2005 الإنتر الايطالي· وانضم فيجو لصفوف سبورتنج وهو في الحادية عشرة من العمر ولعب مباراته الأولى مع الفريق في دوري الاضواء البرتغالي وهو في الـ17 من عمره· ووصفه مدرب المنتخب البرتغالي السابق كارلوس كويروز الذي سبق له تدريب فيجو في فريق الشباب بسبورتنج بأنه لاعب ''متفوق على الجميع بالفعل'' منذ صباه· وفاز فيجو بلقب بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما مع المنتخب البرتغالي عام 1991 ومنذ ذلك الحين لم يلتفت للخلف أبداً·
وبعد عدة أعوام اتفق خبراء ومعلقو كرة القدم مع كويروز بشأن رأيه عن فيجو وقرروا منحه بعض الجوائز القيمة مثل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا عام 2000 ثم جائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في العام التالي· وفي إيطاليا وبجانب إبداعاته على أرض الملعب كان لفيجو عدة مواقف شجاعة في الوقوف أمام مظاهر مشبوهة في الكرة المحلية قبل بقية زملائه بوقت طويل· فبخلاف المساعدات العديدة التي يقدمها نجح فيجو في أن يتصدر العناوين الرئيسية لوسائل الاعلام الايطالية في فبراير الماضي عندما تحدث بصراحة في أعقاب خسارة الإنتر المثيرة للجدل 2/1 من حامل اللقب يوفنتوس·
ووقف فيجو بجرأة شديدة أمام الكاميرات وتساءل صراحة عن سر زيارة لوتشيانو مودجي المدير العام ليوفنتوس لحكم هذه المباراة في غرفته قبل بداية المباراة· وأكد فيجو وجهة نظره بعد يومين من هذه الواقعة ليتوقع ما تحول لاحقاً وخلال أقل من ثلاثة أشهر إلى أكبر فضيحة في كرة القدم تشهدها إيطاليا في تاريخها·
وقال فيجو آنذاك: '' توجد أشياء في الدوري الايطالي لا تعجبني على الاطلاق ولكنني أرى الكثير منها·
فعندما أرى أحداً ما يفوز عن استحقاق أهنأه وأصفق له· ولكنني لا أحب أن يفوز أحدهم بفضل عوامل خارجية·
لقد حدثت بعض الامور خلال الاسابيع القليلة الماضية أثارت غضبي''· كما وجه فيجو عبارات حادة لمودجي الذي حاول مقاضاته في محكمة رياضية بتهمة السب والقذف· حيث قال فيجو: '' لا أستطيع أن أفهم كيف له أن يتصرف بهذه الطريقة، كما لو كان رئيساً لكرة القدم· بالتأكيد لم أقابل أي شخص مثله طوال مشواري بالملاعب رغم تنقلي بين عدة أندية''· وفي الصيف بينما كان فيجو يقود منتخب بلاده لإحراز المركز الرابع ببطولة كأس العالم 2006 بألمانيا كانت محكمة رياضية تصدر حكمها ضد مودجي بعدم الولاء للرياضة وبالتالي فقد اعتبرته المحكمة المذنب الرئيسي في فضيحة التلاعب في نتائج المباريات· وكم كان من السهل بالنسبة لفيجو أن يصيح بأعلى صوته معلناً صحة وجهة نظره بعدما منح إنتر لقب مسابقة الدوري الايطالي لموسم 2005/2006 عقب تجريد يوفنتوس الذي يلعب حالياً بدوري الدرجة الثانية المحلي منه وبعد إقالة مودجي من يوفنتوس وحرمانه من اعتلاء أي مناصب رياضية رسمية لمدة خمسة أعوام· الا أن فيجو فضل أن يكون دبلوماسياً عندما فتح الموضوع معه من جديد حيث قال: '' لست قاضيا ولا يسعني القول ما إذا كانت العدالة أخذت مجراها ولكن كان يجب عمل شيء ما·
سيكون الأمر صعباً على الاندية التي تورطت وعلى جماهيرها· ولكن لم يكن ممكنا ترك كل هذه المخالفات تقع دون اتخاذ أي إجراءات ضدها''· وجاءت طريقة فيجو في التعامل مع الأمر لتجسد رقيه وأناقته على أرض الملعب ولتؤكد صحة العنوان الذي اختير للكتاب الجديد الذي نشرته صحيفة ''لا جازيتا ديللو سبورت'' الرياضية الايطالية اليومية عنه - '' فيجو· نسيج وحده''·
عدد اليوم
