الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إدارة أوباما لا تستبعد فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا

إدارة أوباما لا تستبعد فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا
10 أغسطس 2012
قال جون برينان كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب مساء أمس الأول، إنه ليس مستبعداً في نهاية الأمر، فرض منطقة طيران محظور فوق جزء من سوريا يبدو على نحو متزايد أنه تحت سيطرة المعارضة المناهضة لحكومة الرئيس بشار الأسد. فيما نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس بما وصفته بـ”الدور السيئ” لإيران في الأزمة السورية، وذلك في وقت استضافت فيه طهران اجتماعاً تشاورياً خصص لهذه الأزمة بمشاركة 30 بلداً. من ناحيتها، قالت إيران إن نهاية حكم الرئيس الأسد بشكل مفاجئ ستكون لها تبعات كارثية على سوريا، داعية على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي لدى افتتاحه اجتماعا “تشاوريا” بشأن الأزمة السورية إلى بدء حوار وطني بين المعارضة التي تحظى بدعم شعبي، والحكومة السورية من أجل إحلال الهدوء والأمن” في البلد المضطرب، بحسب ما أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي. وفيما جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه لعملية الانتقال السياسي في سوريا لإنهاء الأزمة التي يمر بها هذا البلد منذ 17 شهراً، قائلاً في كلمة تلتها كانسفيلا فيدال مندوبته في اجتماع طهران التشاوري “نعتقد أن الاتفاق الذي حصل في الـ30 من شهر يناير الماضي في اجتماع جنيف بين أعضاء مجلس الأمن الدولي يمكن أن يكون خطة لتحقيق السلام، لكنه لم تتم متابعته وتفاقمت الاوضاع”. أعلن النائب الإيراني محمد رضا محسني أن الهدف من الاجتماع التشاوري بطهران أمس، هو المحافظة على التوازن الإقليمي في المنطقة في إشارة إلى النفوذ الأميركي. وكان بعض المنتقدين من الحزب الجمهوري الأميركي لأسلوب أوباما في معالجة الأزمة السورية قد طالبوا بتفويض دولي لفرض منطقة حظر الطيران، لمنع الطائرات الحربية السورية من القيام بعمليات فوق مناطق معينة، وكذلك بتسليح مباشر بدرجة أكبر لقوات المعارضة التي تسعى لإطاحة الرئيس الأسد. وترفض واشنطن حتى الآن تقديم أسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة المتشرذمة ويقول مسؤولون أميركيون إنه من الصعب تحديد هوية الفئات ومن تمثله. وركزت واشنطن بدلاً من ذلك على المعونات الإنسانية ومعدات الاتصالات وغيرها من أشكال المساندة غير المميتة. وقال برينان كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب “تدرس الولايات المتحدة دوماً المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تتكشف عنها، وبناء عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة”. وأضاف قوله إن هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييداً. وأضاف “إن هذه أمور تدرسها الحكومة الأميركية بعناية شديدة محاولة تفهم انعكاساتها ومحاولة تفهم المحاسن والمساوئ”. وسئل برينان خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية بشكل محدد أكثر عن منطقة الطيران المحظور، فرد بقوله “لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئاً ما مستبعد”. جاءت تصريحات برينان مع قيام حكومة اوباما بزيادة مساندتها للمعارضين السوريين وتسريعها للتخطيط لما بعد الأسد في سوريا. ومن المقرر أن تجري وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون محادثات عن سوريا في تركيا غداً السبت. وكانت قالت الثلاثاء الماضي، إن الأنباء تفيد بأن المعارضين يسيطرون على أراض من حلب الشمالية كبرى مدن سوريا حتى الحدود مع تركيا. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تتوخى الحذر من أن تتورط في صراع عسكري آخر، وهي تسعى إلى أن تنفض يديها من الحروب في العراق وأفغانستان. وقال برينان دونما إسهاب “لقد فعلنا عدة أشياء لمساندة المعارضة. والكثير من المساعدات الإنسانية يجري هناك. وما نريد فعله هو أن نتأكد من أننا نفهم على وجه الدقة من الذين سيتلقون أي نوع من المساعدات”. وأضاف برينان قوله إنه مع أن “القاعدة” ستسعى إلى استغلال الوضع في سوريا “فإنه عند النظر إلى المعارضة السورية ككل نجد أن الغالبية العظمى منها ليست على غرار هذا التنظيم الإرهابي. إنهم سوريون يحاولون حقاً السيطرة على حياتهم ومستقبلهم”. من جهتها، صرحت رايس لشبكة “ان بي سي” الأميركية رداً على سؤال عن اجتماع طهران التشاوري “لا شك في أن طهران تؤدي دوراً سيئاً، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام الرئيس الأسد”. وإذ اعتبرت أن إيران و”حزب الله” اللبناني ودمشق شكلت “محور مقاومة”، أكدت أن “هذا التحالف سيئ ليس فقط لإيران بل أيضاً للمنطقة ولمصالحنا”. وكان وزير الخارجية الإيراني دعا لدى افتتاحه أمس، الاجتماع التشاوري حول سوريا الذي تشارك فيه 29 بلداً إضافة إلى بلاده، إلى بدء حوار وطني في سوريا. وافتتح الوزير الإيراني الذي تعد بلاده حليفاً لسوريا، الاجتماع بالدعوة إلى “حوار وطني بين المعارضة التي تحظى بدعم شعبي، والحكومة السورية من أجل إحلال الهدوء والأمن” في سوريا. وقالت رايس إن الوضع الميداني في سوريا “يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة”. وتابعت “الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للأسد تتضاعف”. وشددت على أن الولايات المتحدة ستواصل “دعم المعارضة السورية ومساعدتها سياسياً ومادياً” عبر تزويدها وسائل اتصال أو مساعدة إنسانية. وقالت أيضاً “سنواصل ممارسة الضغط على نظام الأسد حتى ينهار”. ورداً على سؤال عن إمكان إعلان منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، قالت رايس إن هذا الأمر قد يؤدي إلى تدخل عسكري بري لافتة إلى أن نظام الدفاع الجوي السوري “يعتبر من أكثر الأنظمة تطوراً في العالم”. وكان صالحي حذر في مقال للرأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أمس الأول من أن سقوط الأسد سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات. وقال “المجتمع السوري فسيفساء بديعة من الأعراق والعقائد والثقافات وسيتفتت إلى قطع صغيرة إذا سقط الرئيس الأسد بشكل مفاجئ”. وأضاف صالحي أن إيران تسعى لحل “يصب في مصلحة الجميع” غير أن دبلوماسيين غربيين وصفوا المؤتمر بأنه محاولة لصرف الانتباه عن الأحداث الدامية على الأرض والحفاظ على حكم الأسد. وقال صالحي في افتتاح الاجتماع أمس، إن بلاده تعارض “أي تدخل أجنبي وأي تدخل عسكري لحل الأزمة السورية” وتساند جهود الأمين العام للأمم المتحدة. ولم تدع إيران إلى هذا الاجتماع البلدان الغربية وبعض الدول العربية التي تتهمها طهران بتقديم دعم عسكري للمعارضين المسلحين الذين يخوضون معارك منذ نحو 17 شهراً لإطاحة الأسد. وكانت روسيا التي تؤيد الأسد منذ بدء الأزمة أكدت مشاركتها في الاجتماع على مستوى السفير، لكن لم يتضح ما إذا كان لاعبون بارزون شاركوا فيه. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن وزراء خارجية العراق وباكستان وزيمبابوي حضروا الاجتماع. ومثلت الدول الباقية بمستوى أدنى واغلبها مثلها سفراؤها. وقال صالحي إن هذه الدول هي أفغانستان والجزائر وأرمينيا وبنين وبيلاروسيا والصين وكوبا والاكوادور وجورجيا والهند واندونيسيا والأردن وكازاخستان وقرغيزستان والمالديف وموريتانيا ونيكاراجوا وسلطنة عمان، وروسيا وسريلانكا والسودان وطاجيكستان وتونس وتركمانستان وفنزويلا. وشارك في الاجتماع أيضاً ممثل للأمم المتحدة. ودعيت الكويت ولبنان إلى الاجتماع غير أن البلدين اعلنا عدم مشاركتهما. وقال دبلوماسي غربي مقيم في طهران إن دعم إيران لنظام الأسد لا يكشف عن محاولة صادقة للمصالحة بين الأطراف المتصارعة. وقال آخر إن طهران تحاول توسيع قاعدة التأييد للأسد.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©