''دبي تعيد صياغة العالم بعدما انطلقت وبقوة لتصدير كل شيء للخارج بداية من نماذج نهضتها، ومراكز تسوقها الخلابة ومنتجعاتها المغطاة للتزلج ووصولاً الى قوانينها المواتية للاستثمار''·· هذا ما خلصت اليه مجلة نيوزويك في تقرير عن الطفرة الاقتصادية الهائلة التي تشهدها دبي وتداعياتها الكبيرة على العالم كله·· وكتب ايميلي فلين فينكات مراسل المجلة يقول: ''دبي تستنسخ نفسها في شتى أنحاء العالم يدعمها في ذلك الوفرة النقدية وشجاعة مستثمريها الذين يمكن وصفهم بانهم من أجرأ المستثمرين على مستوى العالم''·
ويضيف ''من وسط رمال الصحراء سوف يظهر منتجع للجولف ورياضة التزلج على الجليد ومبان شاهقة زجاجية للمؤتمرات ومناطق تسوق رائعة وفنادق فاخرة وواجهات بحرية خلابة وحدائق مائية عملاقة وصولاً الى فيلات ترضي أذواق المليونيرات''·· ويمضي قائلاً: ''انتظر عزيزي القارئ فشركة اعمار وهي اكبر شركة عقارية في الامارات لا تقوم ببناء هذا المشروع العملاق في الامارات بل في المغرب''·
ويحمل هذا المشروع اسم ''أوكيمدن'' أو وادي الرياح الأربع، ومن المقرر تشييده على شريط ساحلي بطول 11 كيلومتراً في منطقة جبال الأطلس المغربية، ليصبح أول منتجع في القارة الأفريقية لرياضة الجولف والتزلج، حيث سيفتتح أبوابه على مدار العام لاستقبال الضيوف الباحثين عن الهدوء والاسترخاء في أحضان الجبال الساحرة· وسوف يضم المشروع، المصمم على الطراز المعماري المراكشي، أكثر من 2000 غرفة فندقية وأكثر من 300 وحدة مخصصة لتجارة التجزئة و25 ألف قدم مربعة من المساحة المخصصة للمكاتب، هذا بالإضافة إلى العديد من المرافق التجارية والترفيهية والسكنية المتنوعة ومجموعة واسعة من أرقى المطاعم العالمية· ويقترب هذا المشروع كثيراً مما يصفه كثير من المحللين بانه ''نماذج دبي الجديدة'' في سوريا ومصر والأردن ولبنان وليبيا وتركيا وحوالي ست دول أخرى·
وتقول النيوزويك: ''تبني دبي بالفعل مشروع جزر صناعية على شكل شجرة نخيل والذي يمكن رؤيته من الفضاء، وهناك مشروع آخر لجزر العالم، وهي لا تكتفي بذلك بل تنقل هذا المفهوم الى العالم كله''، وتشير المجلة في تقريرها الى أن الشركات الثلاث الكبرى في دبي (اعمار ودبي القابضة ودبي العالمية) كشفت في وقت سابق هذا العام عن خطط لانفاق 40 مليار دولار على مشاريع فاخرة في باكستان منها منتجعا جزر صناعية عملاقان قبالة سواحل كراتشي، كما تخطط شركات دبي لاستثمارات ضخمة لتطوير منتجعات مغربية مثل اوكيمدن· فيما تلعب دبي ''الدور الرائد'' في تشييد مدينة الملك عبدالله السعودية على البحر الأحمر والمتوقع ان تتكلف 27 مليار دولار، وهو بهذا أكبر مشروع خاص في تاريخ المملكة·
والرؤية واحدة تقريباً في كل هذه المشاريع·· وهي مبان ومنشآت تستوحي خطوطها الرئيسية مما تقدمه دبي وتشيده بالفعل لجذب السياح الأجانب والشركات متعددة الجنسيات والاستثمارات الاجنبية المباشرة· وعلى غرار القواعد المواتية التي تطبقها دبي في مشاريع مثل مدينة دبي للاعلام والانترنت، تقوم العديد من المشاريع الجديدة بتبني قواعد مماثلة لجذب الأجانب·
وتتساءل المجلة ''هل هناك فعلاً الطلب الكافي على مثل هذه المشاريع العملاقة والفاخرة'' وينقل التقرير عن اندرو جيفريز الرئيس التنفيذي لشركة اوكسفورد بيزنيس جروب للاستشارات الاقليمية قوله: ''لم يعد هناك مجال للقول إن نموذج دبي هو مجرد فقاعة· فالأردن والجزائر وسوريا تعاني من نقص حاد في الوحدات السكنية الفاخرة والمكاتب التجارية التي تجتذب المستثمرين المحليين الاثرياء وأباطرة النفط· وفي سوريا فان اسعار الايجارات في الابراج التجارية الصغيرة وصلت حالياً الى مستويات المنطقة المتميزة في لوس انجلوس·'' ويضيف جيفريز ''لا يقوم العمل على فكرة قم بالبناء وسيحضر المشترون·· بل قم بالبناء وهناك مشترون بالفعل''·
وفي الوقت نفسه فإن سوق العقارات في دبي يواصل صعوده هو الآخر· ويتوقع الخبراء ان يتشبع السوق خلال عامين من الان مما يعني ان المستثمرين في الامارات سيضطرون للتطلع عن فرص عقارية في الخارج· ويعزز هذا الاتجاه الفوائض النقدية الناجمة عن القفزات السعرية للنفط الذي ارتفع الى ثلاثة أمثاله تقريبا منذ عام ·2002 ويقول علي عبد الرزاق رئيس ادارة الخليج في البنك الدولي: ''السوق في الامارات وصلت الى مرحلة حساسة للغاية· وأدرك المستثمرون بالفعل ان الوقت حان لنقل خبراتهم وكفاءاتهم الى الخارج·'' وتتوقع الارقام ان ترتفع حجم الاستثمارات الاجنبية التي تضخها دبي للخارج الى ثمانية مليارات دولار هذا العام أي ضعف استثمارات العام الماضي· والعنصر الرئيسي الثاني لتوسع دبي السريع هو حقيقة ان مستثمريها من أجرأ المستثمرين على مستوى العالم، ومن المعدودين الذين يستطيعون تحمل مخاطرة ضخ مليارات الدولارات لانتهاز فرص في مناطق يرى البعض انها غير مواتية للاستثمار، ومن الأدلة على ذلك مشروع داماك العقارية في لبنان· ويقول ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي لشركة استثمار ''دبي تحب ان تحلم وعيونها مفتوحة·''
وتخطط إعمار لتشييد مشروع ''البوابة الثامنة'' خارج دمشق والمتوقع أن يتكلف نصف مليار دولار· وقامت شركة نخيل بأول مشروع خارجي هذا العام من خلال نخيل للفنادق والمنتجعات والتي ستفتح أول فروعها في جيبوتي قبل نهاية العام· ويقول نعمان عطا الله مدير المبيعات في إعمار: ''لدينا افضل صيغة للعمل· ونحن الان نقوم بتصديرها''·
عدد اليوم
