الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الخطاط عادل عودة: الفن ينبع من سراج واحد

الخطاط عادل عودة: الفن ينبع من سراج واحد
17 أغسطس 2013 22:48
يؤكد فنان الخط العربي عادل فوزي عودة الحاصل على الجائزة الأولى عالمياً في خط الرقعة في المسابقة الدولية لفن الخط العربي التي ينظمها مركز الأبحاث والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا «أرسيكا»، على أهمية الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في رعاية الفنون بشكل عام وفن الخط العربي بشكل خاص، مشيراً إلى أن جهود الدولة مباركة ومشكورة في خدمة المصحف وخط القرآن، منوهاً إلى أن في أبوظبي ودبي خطاطين كباراً، وأن الخطوط في مسجد الشيخ زايد «رحمه الله» آية فريدة في فن الخط العربي. ويقول الفنان، الذي شارك مؤخراً في ملتقى «خطّ القرآن الكريم الرمضاني» في دورته الخامسة التي انعقدت في دبي في شهر رمضان الماضي، في حوار مع «الاتحاد»، أن هذا الدور الثقافي يتبدى في الاهتمام برعاية الفنون وبناء صروح المتاحف وتهيئة الأجواء الثقافية المناسبة والمساعدة على تفتح المواهب وتطوير المهارات في جميع المجالات الفنية التي ينظمون لها مواسم ومهرجانات عالمية هامة.. هنا تفاصيل الحوار. سيرة خطية فيما يخص موهبته مع الخط، متى بدأت وكيف تمكن الفنان من رعايتها وتطويرها، وهل هي موهبة أو جهد شخصي، يوضح عودة: «منذ أن تعلمت الكتابة بالصفوف الأولى، أعجبتني كتابة أحد المصاحف وجمال الخط فيه، صرت أقلد حركة الحروف. كانت الهواية عندي إعجاباً بكتابة آيات من القرآن الكريم، بعدها ذهبت إلى بغداد، حيث درست الخط، كما راسلت عددا من الخطاطين الأتراك وتعلمت عن طريقهم أيضا. وبالطبع أعطيت هذا الفن كثيرا من الجهد والاطلاع والمتابعة». وعن علاقته بأنواع الحروف وأي منها يراها أجمل ويحب أن يرسمها ويستمتع بحركتها وتموجاتها، يقول عادل عودة: «أنا حبي الشخصي لحروف خط الثلث، وخاصة حرف الحاء الملفوف المفرط، حرف العين الملفوف المفرط، حرف العين الوسطي إجمالا. ولكن بشكل عام، كل فن الخط هو عبارة عن موسيقى تشكيلية وإيقاع متحرك، حتى قيل قديما: إن الخط العربي يأخذ جماله ورونقه من نظر المشاهد إليه، فالمتفرج على لوحة الخط يشعر أن الحروف تتحرك وإن كانت ساكنة. ومن سمات الخط العربي أن أي شخص ينظر له يحس بما فيه من تموجات، وهذا هو سر جمالية الخط». الخط تحت الاحتلال لأن فلسطين في قلب كل عربي، وخاصة في دولة الإمارات، كان لا بد من الوقوف على واقع هذا الفن في ظروف الاحتلال وتأثيراته على تواصل الفنانين سواء بالداخل أو في العالم، يؤكد عادل عودة: «بالتأكيد الظروف التي تواجه الخطاطين في فلسطين صعبة، وعلى رأسها عدم اهتمام الناس بالخط كفن، نظراً لظروف البلد القاسية تحت الاحتلال، حيث يكون اهتمام الناس بالأساسيات أكثر من الفنيات. لكن في الفترة الأخيرة صار الخط يلقى عناية واهتماماً أكثر، ويحظى بمكانة أفضل من ذي قبل. منذ سنة الألفين لغاية اليوم نرى أن الأمر اختلف وتحسن وضع الخط، وبرز في فلسطين عدد من الخطاطين المهتمين الذين أبدعوا في مجال الخط العربي». ولأن فلسطين تمتاز بطبيعة ساحرة بين البحر والنهر والسهول والجبال، يؤكد الفنان عادل فوزي عودة تأثيرات الطبيعة ومعالمها على هذا الفن، وخاصة طبيعة فلسطين وموقعها في قلب البلاد العربية، وخاصة بأنها الجسر الفريد الواصل بين آسيا وأفريقيا، قائلا: «بالتأكيد الطبيعة ملهم كبير للفن وللفنانين والخطاطين بشكل خاص، وللطبيعة تأثير علي من ناحية اختيار الألوان، كذلك من حيث اختيار الألوان لزخرفة الخط وهي تضفي لمسات وملامح جمالية إضافية، فعندما أشاهد ألوان الطبيعة وأراها متناسقة جدا وقت الخريف مثلا، أحاول في زخرفة الخط أن أنقل للمتلقي هذا الإحساس بحيث يشعر أنها وقت الخريف، لأن ألوانها مأخوذة من ألوان الطبيعة في ذلك الفصل. وهناك ألوان لزخارف وضعت على الخط العربي بحيث يشعر المشاهد لها بأنها من فصل الربيع، الطبيعة لها تأثير جميل وكبير وهي تدخل في رؤية الفنان وتغني إحساسه بالجمال». الشعر والخط مسيرة الخط العربي بدأت بالقرآن الكريم، لكن الشعر كان له نصيبه في هذا الفن أيضا، لا ننسى أن نعرف رأي الخطاط بذلك، يشرق وجه الفنان ويقول: «الشعر العربي له مكانة مرموقة في فن الخط، والشعر الرائع يتجمل بالخط ويزداد بهاء، ولما يكتب الخطاط الشعر فهو يستمتع بأشياء عديدة، منها: روعة الشعر وسحر البيان من جهة وكتابة الخط من ناحية أخرى، ولكن المسألة كلها متشابكة وكثير من الخطاطين هم شعراء أو من هواة الشعر. الخط له علاقة بالموسيقى أيضاً، ونجد أن العديد من الخطاطين أصواتهم جميلة، ومنهم من يتقن العزف على آلة موسيقية أو أكثر، كل الفن ينبع من سراج واحد». ولأن الشاعر محمود درويش له مكانة خاصة في قلوب الملايين، نسأل الفنان إن كان وقع اختياره على إحدى قصائده ورسم أبياتها بريشته، يقول: «سبق وكتبت أبياتاً مختارة من قصائد محمود درويش لكن ليس قصيدة كاملة. وكتبت على ضريح الشهيد ياسر عرفات: «لقد كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا» وهذه العبارة لمحمود درويش، أما بالنسبة لمختارات أخرى من شعر محمود فقد كتبت منه: (أحن إلى خبز أمي، ولمستة أمي، وتكبر في الطفولة يوما...) ولهذه القصيدة في نفسي وقع خاص». ونلتفت أخيرا إلى الإعلام لنرى علاقة الفنانين مع مع الصحافة وقنوات البث، إن كان يتابع أعمال الخطاطين ويلقي شيئا من الضوء عليها، يشير الفنان إلى ذلك بشيء من الأسف قائلا: «الإعلام عندنا ليس كما يجب في تعامله مع هذا الفن العريق، وهو لا يتواصل مع الفنانين ويعرض ما يقدمونه إلا في حالات نادرة. وهذا التقصير يمكن أن يكون نتيجة للأوضاع الصعبة في الضفة. الفنان بحاجة للإعلام كما أن على الإعلام أن يدعم ويتابع الفنون بشكل متواصل حتى تصل للناس. فالنواحي الجمالية التي تشترك فيها جميع الفنون تشكل جانبا أساسيا من الحياة». بقيت الإشارة إلى أن الفنان عادل فوزي عودة هو فنان جاد. شارك في ملتقى كتابة المصحف الشريف في المدينة المنورة سنة 2010، كما شارك في كتابة المصحف الكبير في الشام. حاصل على الجائزة الأولى عالمياً في خط الرقعة في المسابقة الدولية لفن الخط العربي التي ينظمها مركز الأبحاث والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا «أرسيكا»، وعلى الجائزة الخامسة على مستوى العالم في الديواني الجلي من نفس المسابقة في دورة 2007. شارك في معارض عديدة في الأردن وسلطنة عمان، وفي مركز إسعاف النشاشيبي في القدس وفي جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس بفلسطين، وأقام عدداً من المعارض الخاصة في مدن الضفة الغربية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©