الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطاقة.. تنوع يعزز ريادة الإمارات

الطاقة.. تنوع يعزز ريادة الإمارات
2 ديسمبر 2018 01:30

سيد الحجار (أبوظبي)

الطاقة في الإمارات من القطاعات المهمة التي شهدت تطورات ملحوظة خلال العقود الأخيرة. وتحرص دولتنا على تنويع مصادر الطاقة لمواكبة الطلب المتزايد، فقررت عدم الاعتماد بشكل رئيس على المصادر التقليدية للطاقة، ما يساعد على الحد من الآثار الجانبية على البيئة، حيث يشهد قطاع الطاقة في الدولة تحولاً يهدف إلى تنويع مزيج الطاقة.
أطلقت الإمارات خلال العام الماضي، استراتيجيتها للطاقة خلال العقود الثلاثة المقبلة التي تستهدف رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%، وتستهدف تحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
وتستهدف استراتيجية الطاقة الإماراتية مزيجاً من الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، حيث تستثمر الدولة 600 مليار درهم حتى عام 2050، لضمان تلبية الطلب على الطاقة وضمان استدامة النمو في الاقتصاد.وتأخذ الاستراتيجية الجديدة بعين الاعتبار نمواً سنوياً للطلب يعادل 6% سنوياً، وتعمل على رفع مساهمة الطاقة النظيفة من 25 إلى 50% بحلول 2050، وستعمل على خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.
ويتضمن مزيج الطاقة المستهدف بحلول 2050 تنويع مصادر الطاقة بواقع 44% للطاقة النظيفة، و38% للغاز، 12% للفحم الأخضر، و6% طاقة نووية.
وتعد استراتيجية الإمارات للطاقة الاستراتيجية الأولى من نوعها الهادفة إلى استمرار، وتعزيز ريادة الإمارات في قطاع الطاقة والأعمال والاستدامة، وتأمين إمدادات الطاقة.
ومؤخراً تم اعتماد استراتيجية «أدنوك» الشاملة للغاز، والتي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتحول من مستورد إلى مصدر للغاز، وذلك من خلال استثمارات ومشاريع تطويرية وشراكات استراتيجية، تهدف إلى تعزيز القيمة من مكامن الغاز، بما يعزز من مكانة الإمارات الرائدة بمجال الطاقة.
كما اعتمد المجلس الأعلى للبترول، خطط زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام من 3.5 مليون برميل يومياً بنهاية عام 2018 إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2020، وإلى 5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، واعتماد خطة العمل الجديدة لـ«أدنوك» التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس من 2019 إلى 2023.
وجاءت تجربة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، لتؤكد ريادة الدولة ونظرتها المستقبلية في مجال الطاقة، حيث تعد التجربة الإماراتية التي ترسخت بإطلاق مبادرة «مصدر» عام 2006، نموذجاً يحتذى للكثير من دول العالم والمنطقة.
وريادة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة تم تتويجها باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عام 2009، ما كرس المكانة العالمية للدولة بقطاع الطاقة النظيفة.
ولعبت «مصدر» دوراً حيوياً في تعزيز الموقع الريادي لدولة الإمارات في قطاع الطاقة النظيفة، حيث جاء إطلاق «مصدر» كخطوة استباقية نحو دخول عصر اقتصاد المعرفة، وتنويع مزيج الطاقة من خلال تطوير وتسويق ونشر تقنيات وحلول الطاقة المتجددة، وإرساء ركائزها في الإمارات ومختلف أنحاء العالم.
كما شهد عام 2008 تأسيس جائزة زايد للاستدامة تخليداً لرؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي أرسى ركائز التنمية المستدامة، وحماية البيئة في الإمارات.
وحقق الفائزون الـ66 بجائزة زايد للاستدامة، تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 307 ملايين شخص حول العالم، على مدى عشر سنوات، فضلاً عن تعزيز مهارات 8.5 مليون شخص عبر برامج التوجيه والتدريب، كما ساهمت مشاريع الجائزة في تفادي إطلاق 1,1 مليار طن من الانبعاثات الكربونية، وتوفير الطاقة لـ157 مليون شخص، وتوفير مياه شرب نظيفة لـ 7,1 مليون شخص.
وفي دبي، جاء مشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» الذي يعد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، ليعزز من مكانة الإمارات الرائدة بمجال الطاقة النظيفة.
وتبلغ قدرة المجمع الكبير الإنتاجية 1000 ميجاوات بحلول 2020، و5000 ميجاوات عام 2030، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. ويساهم المجمع في تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، والتي تهدف إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في دبي لتصل إلى 7% بحلول عام 2020، و25% بحلول 2030، و75% بحلول عام 2050.
وبرزت الطاقة النووية كخيار أمثل للدولة، حيث ستسهم الطاقة النووية في تنويع إمدادات الطاقة مع ضمان أمن الطاقة في المستقبل، بالإضافة إلى دعم التنمية الاقتصادية.
وجاء إطلاق برنامج دولة الإمارات العربية المتحدة للطاقة النووية المدنية بعد تقييم شامل لاحتياجاتها المتزايدة من الطاقة، ففي عام 2008 أعلنت دولة الإمارات سياستها بشأن تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©