الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فيتنام وأميركا تبدآن أخيراً إزالة «العامل البرتقالي»

فيتنام وأميركا تبدآن أخيراً إزالة «العامل البرتقالي»
10 أغسطس 2012
دنانج، فيتنام (أ ف ب) - قرب القاعدة الأميركية السابقة في دتلتج، ما زال يقيم أطفال مشوهون وأجداد يعانون السرطان من ضمن العواقب السامة لحرب فيتنام. لكن بعد عقود من الانتظار بدأت أخيرا عمليات تنظيف آثار العامل البرتقالي. ورش الأميركيون حوالى 80 مليون ليتر من هذا المركب الذي يضم الديوكسين على الأدغال جنوب فيتنام لتدمير الغابة والزراعات التي استخدمتها القوات الفيتنامية الشيوعية. وتم مزج الكثير من المواد وتخزينها وتحميلها في الطائرات في دنانج. ففي عملية التنظيف التاريخية الأميركية الفيتنامية التي انطلقت رسميا أمس، سيتم تسخين التربة إلى درجات حرارة مرتفعة إلى حد يحول الديوكسين إلى مركبات غير مؤذية. وقال نائب وزير الدفاع الفيتنامي نغويان تشي فين في حفل الافتتاح أمس “ما زالت هناك آثار خطيرة لديوكسين العامل البرتقالي”. وفيما يرفض الأميركيون “ربط” التعرض للمادة والأمراض فإن سكان محيط القاعدة الجوية مقتنعون بذلك. ولم تعد نغويان ثي بين البالغة 78 عاما تؤمن بأن الخطايا المرتكبة في حياة سابقة هي أسباب إصابة ثلاثة من أولادها الخمسة بالإعاقة الجسدية والعقلية. وقالت “قالوا لي إن السبب قد يكون العامل البرتقالي” وذلك في منزلها الصغير في دنانج فينل كانت بناتها البالغات يحبين حولها كالأطفال. وأضافت “أثناء الحرب كنا نقطن بمحاذاة المدرجات. في بعض الليالي اضطررنا إلى تغطية أفواهنا بسبب رائحة غريبة”. وتعتبر قاعدة دنانج، التي منع دخولها ومحيطها قبل خمسة أعوام فحسب أحد المواقع الثلاثة الأكثر تلوثا في البلاد، حيث تبلغ التركزات السامة فيها 400 ضعف للمعايير المقبولة بحسب دراسات أخيرة. وكانت النتيجة إصابات بالسرطان وبتشوهات خلقية وأمراض أخرى مرتبطة بالديوكسين بنسب أعلى بكثير من المعدل الوطني، بحسب جمعيات الضحايا. وما زالت الآثار بارزة. وقال رئيس جمعية ضحايا العامل البرتقالي الفيتناميين (فافا) نجويان فان رين “ما زلنا نجد فتيانا تطالهم الأمراض”. واعتبرت هانون أن ثلاثة ملايين شخص تعرضوا للمادة وأن مليونا منهم ما زالوا يعانون من آثاره. لكن الضحايا الفيتناميين فشلوا في الحصول على تعويضات مالية من الأميركيين. وفيما حصل قدامى الجنود الأميركيين على مليارات الدولارات تعويضا عن أمراض مرتبطة بالعامل البرتقالي لكن الحكومة الأميركية وصانعي المركبات الكيميائية لم يقروا قط بمسؤوليتهم. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في فيتنام كريستوفر هودجنز، إن الرابط في فيتنام بين التعرض للمادة والأمراض “غير مؤكد”. لكن منذ 1989 قدمت واشنطن 54 مليون دولار لمساعدة الفيتناميين المعوقين “أيا كان السبب” وخصصت حوالى 20 مليون لتنظيف قاعدة دنانغ ومشاريع متعلقة بالتعوق الجسدي عام 2012 على ما أفاد السفير. ويبدأ مشروع دنانج الذي تبلغ قيمته الإجمالية 43 مليون دولار فيما يحاول العدوان السابقان إعادة توثيق علاقاتهما في مواجهة الطموحات في جنوب بحر الصين. لكن مسؤول جمعية فافا في دنانج نجويان ثي هيان أكد أن “هذا التنظيف يحصل متأخرا لأن التلوث طال الكثير من الأشخاص”. أما نجويان ثي لو (38 عاما)، فقد أقام قرب القاعدة طوال 13 عاما وابنته البالغة 11 عاما التي تعاني من تعوق عقلي وتشوهات في الوجه. وقال “قال لي الأطباء إنها ولدت على هذا الشكل فحسب”. وأضاف “أنا لا افهم. الحياة صعبة جدا مع طفلة في هذا الوضع”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©