عدد اليوم
رشا طبيله (أبوظبي)
استطاعت الإمارات أن ترسخ مكانتها على خريطة السياحة والسفر العالمية، فمطاراتها وناقلاتها الوطنية اليوم تفوق بخدماتها وحركة المسافرين وأدائها الدول المتقدمة، حيث أسهمت في تحول الدولة إلى أحد أهم مراكز النقل الجوي في العالم.
وقام هذا القطاع الحيوي بدور فاعل في دعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية والتطور في الدولة، وإحداث نقلة اقتصادية نوعية كبرى في وقت وجيز؛ نظراً لما يقدمه من خدمات مميزة على المستويين الداخلي والخارجي، حيث يساهم بـ 14% من الناتج القومي المحلي، بحسب الهيئة العامة للطيران المدني.
وشهد قطاع الطيران في الدولة نمواً وازدهاراً خلال الثلاثين عاماً الماضية ليصبح بذلك أحد أكبر القطاعات المؤثرة في الدولة، حيث قامت شركات الطيران الوطنية، ممثلةً في شركة الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران، بنقلة نوعية كبرى في البنية التحتية لمنظومة الطيران المدني في الدولة.
ويسهم قطاع الطيران المدني في توظيف أكثر من 500 ألف شخص، بصورة مباشرة وغير مباشرة، إذ يعتبر مصدراً أساسياً للتوظيف لدعم تطور التجارة والسياحة. ووفقاً لتقديرات «الطيران المدني» فقد بلغ إجمالي إنفاق السياح قرابة الـ 61.2 مليار درهم، ما يعادل 90% من إجمالي إنفاق الزائرين في دولة الإمارات.
وحققت الدولة إنجازات هائلة وغير مسبوقة في قطاع الطيران المدني، حيث حصلت على المركز الأول بعد خضوعها للتدقيق، من خلال البرنامج العالمي للتدقيق على سلامة الطيران والبرنامج العالمي للتدقيق على أمن الطيران التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، كما تحل الدولة في المركز الأول دولياً من حيث عدد اتفاقيات الأجواء المفتوحة.
ولا يقتصر الأمر على تطور البنية التحتية للمطارات وخدمات الناقلات الوطنية، بل إن المنشآت الفندقية بمختلف فئاتها وتنوعها في الدولة تستقبل نزلاء من مختلف دول العالم، فاستقبلت العام الماضي أكثر من 23 مليون نزيل فندقي، فالدولة تضم أكثر من 166 ألف غرفة فندقية منها 111.3 ألف غرفة في دبي، و31.5 ألف غرفة في أبوظبي، و10 آلاف غرفة في الشارقة.
واستقبلت أبوظبي العام الماضي 4.8 مليون نزيل فندقي بنمو 9.8%، في حين استقبلت دبي خلال العام الماضي 15.79 مليون زائر. ووصلت نسبة النمو إلى 6.2%، أما الشارقة فاستقبلت 1.7 مليون نزيل في العام ذاته.
وعلى مستوى عالمي، استطاعت دبي وأبوظبي تحقيق مراتب عليا في أداء قطاع السياحة والسفر على الصعيد الدولي، فمجلس السفر والسياحة العالمي أصدر تقريراً مؤخراً قارن بين 72 مدينة في العالم، صنف أبوظبي في المرتبة الأولى ضمن قائمة المدن العشر الأسرع نمواً في عدد الوظائف المباشرة بقطاع السفر والسياحة، خلال 10 سنوات، في الفترة بين 2007 و2017، بواقع 10.4% كمعدل سنوي، والمرتبة الخامسة في توقعات النمو لمساهمة القطاع بالوظائف المباشرة بين 2017 و2027، كما جاءت أبوظبي في المرتبة السابعة عالمياً في الأسرع نمواً في المساهمة المباشرة في الناتج المحلي في الفترة بين 2007 و2017 بواقع 6.6%.
أما دبي، فحلت في المرتبة الثالثة بعد هونج كونج، وماكو، في أعلى معدل إنفاق للسياح الدوليين في 2017، وتليها نيويورك وبانكوك وسنغافورة، ثم تشنزين وإسطنبول، ثم ميامي ولندن.
وبحسب التقرير، فإن دبي حلت في المرتبة الرابعة عالمياً في عدد السياح الدوليين القادمين إليها، بواقع 15.8 مليون سائح دولي في 2017 وذلك بعد هونج كونج التي تأتي في المرتبة الأولى وبانكوك ثم ماكو. وسجلت دبي المركز التاسع عالمياً في مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، بواقع 10.1%، والمرتبة السادسة في نسبة مساهمة قطاع السفر والسياحة بالناتج المحلي لدولة الإمارات، والمرتبة الخامسة في حصة الوظائف السياحية في دبي من إجمالي الوظائف بالدولة.
