السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفراط في تناول اللحوم أقصر الطرق للإصابة بمرض «داء الملوك»

الإفراط في تناول اللحوم أقصر الطرق للإصابة بمرض «داء الملوك»
16 نوفمبر 2010 20:11
ترتبط كثير من المناسبات- ومنها عيد الأضحى المبارك - ببعض العادات الغذائية السلبية، ولاسيما الإفراط غير المبرر في تناول بعض أصناف الأطعمة والمأكولات التي تضر بصحة الإنسان وتسبب له مشاكل صحية لا حصر لها بشكل مباشر أوغير مباشر نتيجة عدم الاكتراث، أو نتيجة لنقص الثقافة الغذائية لدى البعض. وفي عيد الأضحى لا مجلس يخلو من الحديث عن اللحم الذي يسيطر على موائد غالبية الأسر. ومع انقضاء أيام العيد سرعان ما نسمع الشكاوى من أعراض عديدة، وتكتظ عيادات الأطباء بالمرضى ، ولا شكوى تخلو من علاقة صاحبها بما تناوله خلال أيام العيد من كميات غير طبيعية أحياناً من اللحوم بشتى ألوانها وأصنافها. وغالباً ما نسمع عن وجود قاسم مشترك بين الإفراط في تناول اللحوم، وبين ما يعرف بمرض “داء الملوك”، أو”النقرس”. ما حقيقة هذا المرض؟ ولماذا يطلق عليه “داء الملوك”، وما سر علاقتة الوطيدة بتناول اللحوم ؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن تجنب تداعياته؟ وما هي المضاعفات المحتملة في حالة الإهمال أو الإفراط في أكل اللحوم للمرضى المصابين بالنقرس أو بداء الملوك؟ وكيف نقلل من أضرار تناول اللحوم قدر الإمكان؟ يشير الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية والقلب في مركز الخليج الطبي التشخيصي في أبوظبي، إلى التعريف بمرض”النقرس” أو “داء الملوك”، ويقول:” يطلق على مرض النقرس “داء الملوك” لأن حياة الملوك في السابق كانت تتسم عادة بالراحة والترف وقلة الحركة، ومع وجود أعراض المرض ارتبطت الأعراض بهذه التسمية. ألم شديد و”النقرس” إذن نوع من التهابات المفاصل، يحدث بسبب ترسيب أملاح اليورات في أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات، مما يتسبب في حدوث التفاعل الذي نسميه “التهاب”، والترسيب يختار مناطق معينة مثل أصابع اليد والقدم، وأحيانًا الركبة والكاحل، لكنه في 50% من الحالات يظهر في الإصبع الكبير للقدم، ونوبات النقرس تأتى على فترات من الألم الشديد في المفاصل مع التورم والاحمرار والتصلب ويكون الألم على أشده في الصباح، مع ألم خفيف بين النوبات، ومع طول المرض يظهر نوع من العُقد الصغيرة المزمنة وتسمى عقد، وتوجد هذه العقد في الكفين والقدمين وباقى غضاريف وعضلات الجسم وخاصة غضروف الأذن، ولهذا المرض علاقة مباشرة بوظيفة الكلى لأنها هي المسؤولة عن طرد أو حجز الأملاح بالجسم. وينتشر مرض النقرس عند الرجال أكثر من السيدات، ويكون غالباً مرتبط بزيادة الوزن أو الإفراط في شرب الكحوليات أحياناً. ولتخفيف حدة المرض يجب أن يلتفت المريض إلى أنواع المأكولات التي تريحه والتي تحتوي على نسبة قليلة من مادة البورين مثل منتجات الألبان والجبن والفلفل الرومي بأنواعة أحمر وأصفر وأخضر والجزر والبطاطس”المسلوقة” والمعكرونة”. لحم الضأن ويلفت الدكتور السادات الانتباه الي مخاطر أخرى ترتبط بالأورام نتيجة تعرض بروتينات اللحوم للحرارة العالية، ولتساقط دهونها علي الفحم المشتعل فيحدث لها انحلال حراري ينتج عنه الهيدروكربونات تظهر في دخان الشي، ومنه تترسب علي سطح اللحوم، وينصح بالاعتدال في تناول اللحوم لأن الزيادة في تناولها تسبب زيادة في مادة الأمونيا التي تتحول الي بولينا مما يرهق ويتعب الكبد والكلى ويسبب النقرس لذلك ينصح بتناول الفواكة التي تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة”. ويضيف الدكتور السادات: أن التعامل مع اللحم الضأن يجب أن يكون باعتدال واحتراس لأن اللحوم وخاصة الضأن منها يحتوي علي كميات كبيرة من الدهون المشبعة الضارة بالصحة حيث تؤدي الي اضطرابات الجهاز الهضمي والسمنة وارتفاع الكولسترول بالدم وتصلب وضيق الشرايين، والإكثار منها ضار لمرضى الكبد، وينصح” بتناول وجبة واحدة من اللحوم الحمراء الخالية من الدهون علي أن تكون مطهية جيداً سواء مسلوقة أو مشوية. أما بالنسبة للحوم المحمرة فيفضل عدم تناولها من قبل مرضى الكبد، وكذلك الاقلال من اللحوم الدسمة وينصح بأن تستبدل باللحوم البيضاء، وكذلك مرضى ضغط الدم ومرضى النقرس. وذلك حتى لاتؤدي اللحوم الي ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل لأن الافراط في الدهون يؤدي الي الشعور بصعوبة الهضم وخطورة السمنة التي تقف وراء عدد كبير من الأمراض الخطيرة. ويجب تجنب أكل الضأن لمرضى المرارة المزمنة الذين يشكون من أعراض ارتجاع الحمض المعدي الي المريء. كما يمنع من أكل الخروف كل من يعانون من عسر الهضم أوالفشل الكلوي أوالهبوط في القلب. كما أن الاقلال من كمية اللحم المستهلك في الوجبة يتيح تناول كميات أكبر من أغذية مفيدة كالخضراوات والفاكهة الغنية بالفيتامينات والمعادن، فالفرد يحتاج الي 18%من اللحوم سواء الحمراء او البيضاء عموما. ويفضل استبدالها بمصادر بروتين نباتي مثل البقوليات لتقليل المخاطر والمضاعفات. كما أن الاكثار من لحم الضأن يسبب للاطفال الإصابة بالاسهال وعسر الهضم، ويسبب زيادة في وزن الطفل مما يؤدي تؤدي الى البدانة”. كيف تقلل من أخطار اللحوم ؟ ينصح خبراء التغذية للتقليل من أخطار اللحوم بالتعود على أكل ثمرة من الفاكهة قبل الوجبة المليئة باللحوم لمعادلة حموضتها. وينصح بإضافة البقدونس الغني بمركبات الفيتو ومضادات الأكسدة والألياف لتنشيط العصارة الصفراء التي تساعد على هضم اللحوم، وتنشط الكلى فتقل امكانية الإصابة بمرض النقرس. وإضافة الليمون ليساعد على تأكسد المواد المسرطنة مثل النيتروزامين الموجود في اللحوم المحفوظة كما أن إضافة الثوم يساعد على الوقاية من الإصابة بسرطان القولون. كما ينصح بإضافة الخل ليساعد على تقليل امتصاص الدهون الموجودة في الدهون. ومن الأفضل عدم تناول اللحوم أكثر من مرة واحدة في نهاية اليوم، ومن الأفضل تناولها مع الخضراوات والسلطات، ويفضل عدم الجمع اللحوم والنشويات في نفس الوجبة حتى نتفادى التداخلات الغذائية التي تؤخر عملية الهضم. كما ينصح بالاعتماد على الأسماك والبروتين النباتي في الحبوب والبقول.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©