الصين تقرض بتروبراس البرازيلية 10 مليارات دولار

دخلت شركة بتروليو برازيليرو ''بتروبراس'' عملاقة النفط البرازيلية الحكومية في مفاوضات متقدمة مع بنك التنمية الصيني للحصول على مبلغ يصل إلى 10 مليارات دولار من أجل تمويل عمليات التنقيب عن احتياطياتها النفطية التي تم اكتشافها مؤخراً في المياه العميقة حسبما ذكرت الشركة· وهذه المفاوضات إنما تعكس الجهود المتسعة للصين لاستغلال احتياطياتها من العملة الأجنبية التي تصل قيمتها إلى تريليوني دولار من أجل تأمين احتياطياتها من الخام في الوقت الذي تتراجع فيه أسعار السلع في كافة أنحاء العالم· بينما تحتاج شركة بتروبراس لهذه الأموال للدفع مقابل استخراج كميات النفط والغاز الهائلة المكتشفة حديثاً والتي يمكن أن تحول البرازيل إلى أحد أكبر منتجي النفط في العالم· وذكرت بتروبراس أيضاً أنها وقعت على اتفاقية منفصلة تهدف لبيع كمية تتراوح ما بين 60 ألفا و100 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل لمؤسسة الصين للبترول والكيمياويات أو ما يعادل 5 في المئة من إجمالي إنتاج الشركة· وكذلك فقد تم التوقيع على مذكرة للتفاهم تتيح لمؤسسة الصين للبترول بإضافة كمية مقدارها 60 ألف برميل يومياً في وقت لاحق· علماً بأن الصين تعتبر أحد أكبر المشترين الأجانب لسلعة فول الصويا البرازيلية، كما أن الطلب المتنامي لشركات الفولاذ الصينية على الحديد الخام قد أدى أيضاً إلى ارتفاع قيمة الفائض التجاري في البرازيل· وقال شارلس تانج رئيس غرفة التجارة والصناعة البرازيلية - الصينية ''لقد أصبحت البرازيل في حاجة ماسة للسيولة النقدية والاستثمارات بينما تتمتع الصين بالتمويلات اللازمة لشراء الموارد بأسعار متدنية''· ويذكر أن المفاوضات مع الصين ظلت تمضي قدماً لأشهر عديدة، كما ذكر التنفيذيون في بتروبراس أن الشركة اتصلت بالعديد من الدول الأخرى الغنية بالأموال النقدية بشأن إمكانية توفير القروض التي سوف تسددها الشركة لاحقاً في شكل شحنات نفطية· وفي الوقت الذي نأت فيه بعض الشركات النفطية الأخرى بنفسها عن الاتفاق إلا أن شركة بتروبراس كانت قد كشفت النقاب في يناير الماضي عن خطط تهدف لزيادة استثماراتها في مجالات التكرير والتنقيب والعديد من الأعمال التجارية الأخرى بنسبة 50 في المئة إلى مستوى 174 مليار دولار في خلال فترة السنوات الخمس المقبلة· ويشار إلى أن الحكومة البرازيلية قد مارست ضغوطاً على الشركة النفطية من أجل زيادة انفاقها قبل انطلاق الانتخابات في عام 2010 من أجل مكافحة الأزمة الاقتصادية المستفحلة في الدولة· ويذكر أيضاً أن كميات النفط والغاز التي تم اكتشافها مؤخراً من قبل شركة بتروبراس تستلقي على عمق أميال في المياه وتحت طبقات من الملح في مقابل الساحل البرازيلي· ونسبة لكبر حجم هذه الموارد فقد سارعت الحكومة البرازيلية إلى تعليق المزاد الخاص ببيع حقوق الاستكشاف في هذه المناطق وبشكل إدى إلى إيقاف تدفق الاستثمارات من كبريات شركات النفط العالمية· وهو الأمر الذي جعل المسؤولين في الدولة يسعون للحصول على سبل أخرى يهدف تمويل التكاليف العالمية لعمليات الاستكشاف والتنقيب· إذ تقدر بتروباس انها سوف تنفق مبلغاً بحوالي 28 مليار دولار حتى عام 2013 في عمليات التنقيب والحفر في حقول المياه العميقة· ويخطط الرئيس البرازيلي لويز ايثاشيو لولا دا سيلفيا إلى زيارة الصين في مايو المقبل حيث من المنتظر أن يتم إبرام الاتفاقية المبدئية مع البنك الصيني في ذلك الموعد· عن ''وول ستريت جورنال'' إلا أن بعض الخبراء حذروا من أن خطط الاستثمار الصينية السابقة في البرازيل لم تحقق إلا القليل من النتائج المرضية خاصة بعد أن عمدت شركة باوستيل جروب الصينية في الشهر الماضي إلى إلغاء خططها الرامية لبناء مصنع كبير الحجم للفولاذ في البرازيل بسبب تدني الأسعار وصعوبة الحصول على التراخيص الخاصة بمعايير البيئة