الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دار الآثار الإسلامية بالكويت مستودع كنوز كل العصور

دار الآثار الإسلامية بالكويت مستودع كنوز كل العصور
10 أغسطس 2012
عبر أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان مارس الصُناع والفنانون في أرجاء دار الإسلام من حدود الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً أعمالهم المعتادة في إنتاج ما تحتاجه المجتمعات الإسلامية من أدوات ومصنوعات للاستخدام اليومي في الطعام والشراب والمنازل ودور العبادة وجاءت جميعها وبغض النظر عن رخص أسعارها حافلة بالزخارف والألوان التي تعبر عن جماليات ووحدة الفن الإسلامي وتسابقت المتاحف العالمية على اقتنائها لعرضها في قاعاتها. وإذا كانت أيدي تجار العاديات قد فرقت التحف الإسلامية على أركان الكرة الأرضية، فإن العزاء يبقى أنها حيث استقرت تتحدث عن ماضينا وتراثنا الفني التليد. د.أحمد الصاوي (القاهرة) ـ تبقى دار الآثار الإسلامية بالكويت عنواناً على حقيقة أن متاحف الفنون تبقى حاضرة في عالم المتاحف والثقافة المتحفية ليس فقط بالكم الذي تحتفظ به من التحف، ولكن قبل ذلك وبعده بنوعيات تلك المقتنيات والأدوار التثقيفية والتعليمية التي تقوم بها. والدار هي جزء من متحف الكويت الوطني وتعود ملكية مقتنياتها التي تتجاوز 20 ألف قطعة أثرية للشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح بينما تقوم زوجته الشيخة حصة صباح السالم الصباح بإدارة الدار التابعة لوزارة الإعلام. وقد افتتحت الدار في 23 من فبراير عام 1983م في قسم متواضع من المتحف قبل أن تستقل بمبنى خاص بها وهي تضم مجموعة ثرية من التحف الإسلامية التي تغطي معظم الطرز الفنية التي عرفتها البلاد الإسلامية فضلا عن اشتمالها تقريبا على كافة المواد التي استخدمتها الحضارة الإسلامية في إنتاج الفنون التطبيقية. ويتألف مبنى دار الآثار الإسلامية من عشر صالات ومكتبة متخصصة وقد روعي في أسلوب عرض المقتنيات التتابع التاريخي للطرز الفنية المعروفة في الفن الإسلامي بما يوفر للزوار الفرصة لمتابعة التطور الحضاري لمنتجات الفنون. دور متميز ومنذ نشأتها والدار تحرص على القيام بدور ثقافي متميز يتجاوز حدود الكويت إلى آفاق رحبة من العالمية. ففي داخل الكويت تقدم الدار موسماً ثقافياً سنوياً يشمل إلى جانب معارض موسمية عالمية محاضرات عن الفنون والحضارة الإسلامية وعروضاً سمعية وبصرية ودورات تدريبية للفنون الإسلامية وأمسيات ثقافية. كما تحرص الدار على ترميم وصيانة مقتنياتها بشكل دوري. وقد أقامت الدار مركزا تعليميا يقوم بعدة أنشطة منها برامج للأطفال وجولات سياحية وثقافية وورش عمل ثقافية لفئات سنية مختلفة. ولدار الآثار الإسلامية دورها المميز في مجال تعريف العالم بالثقافة العربية والإسلامية وذلك عبر سلسلة المعارض التي تنظمها في الدول الأوروبية لعرض أنفس مقتنياتها تعبيراً عن إسهامها الخاص في دمج الحضارات ومن أشهر معارضها المتنقلة معرض “ذخيرة الدنيا فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الإسلامي” الذي نظمته في متحف برلين بألمانيا ثم في متحف الفنون الإسلامية في ماليزيا والذي ضم 395 تحفة فنية نادرة ابتكرتها الحضارة الإسلامية في شبه القارة الهندية خلال عصر أباطرة مغول الهند الذي امتد من عام 1526م إلى عام 1858م. منمنمات ومن أهم التحف التي تقتنيها دار الآثار الإسلامية بعض المنمنمات أو اللوحات التوضيحية الملحقة بالمخطوطات ومنها عدة تصاوير مغولية هندية نادرة مثل تلك التي توضح جهود الكتاب والمصورين في المرسم الملكي لتنفيذ أوامر الإمبراطور لترجمة تراث الأدب الهندي الكلاسيكي للغة الفارسية، وتزويد المخطوطات بالصور التوضيحية لموضوعاتها، وهي منمنمة ناعمة المظهر وغنية بخطوطها اللونية وتوضح انهماك الفنيين في أعمالهم المختلفة داخل المرسم الإمبراطوري. وبالدار مجموعة متميزة من تحف الفخار والخزف الإسلامي منها إبريق من الخزف مطلي باللون الأخضر له بدن كروي يزدان برسوم بارزة لحيوانات بينما ينتهي مقبضه بمصب على هيئة رأس وعل ذي قرنين وهو من صناعة العراق أو إيران في القرن الأول أو الثاني للهجرة. ومن مصر في العصر الفاطمي تعرض الدار جرة من الخزف المعروف بتقليد خزف أسرة “سونج” الصينية وهي من الأمثلة النادرة الكاملة لهذا النوع وهي تزدان بزخارف محزوزة تحت طلاء زجاجي باللون الأخضر الزيتوني قوامها عبارات دعائية نقرأ منها “العز والإقبال” على أرضية من الزخارف النباتية. وجرة أخرى من خزف البريق المعدني تضم رسماً مكرراً لطائر بمنقاره ورقة نباتية. أما الخزف الإيراني فمنه عدة قطع فنية نادرة مثل ذلك القدر الذي صنع في القرن السادس الهجري “12م” وقد حفرت زخارفه المطلية باللون الأسود على أرضية باللون الأزرق الفيروزي وهي تحتوي رسوما لأرانب برية متتابعة ورسوم المراوح النخيلية فضلا عن كتابة بخط النسخ نقرأ فيها “العز الدائم والنصر الغالب والبقاء لصاحبه”. وهناك أيضاً إناء له مصب على هيئة امرأة وهو مطلي باللون الأزرق الفيروزي وطبق من النوع المنسوب لمدينة سلطانباد بوسطه رسم لغزالتين على أرضية من الأوراق النباتية. وهناك طبق رائع من الخزف الإيراني المعروف بالخزف المينائي وبوسطه رسم فارس يمتطى صهوة جواد بينما ازدانت حواف الطبق برسوم حيوانات خرافية مجنحة. تحف وحلي وبالدار بعض التحف الخشبية الثمينة منها أبواب و حشوات خشبية بعضها مطعم بالعاج والصدف ومن أهمها حشوة من الخشب مزخرفة بالحفر والتلوين قوام زخارفها البارزة رسوم وريدات وأوراق نباتية بالتبادل وهي من صناعة الهند المغولية في القرن 11هـ -17م. وهناك أيضاً مصراعاً باب من الخشب المزخرف بالحفر ومركب عليهما حديد مطروق وينسب لإيران في القرن السادس الهجري “12م”. ومن قطع النسيج النادرة بالدار غطاء رأس “طرطور” من لباد صوفي مطرز بالحرير من صناعة إيران في القرن العاشر الهجري “16م”. ومن معروضات البلور الصخري بعض أباريق تعود لمصر في العصر الفاطمي وقطعة من قارورة عليها بالحفر عبارة” بركة وغبطة” من نفس العصر وقد وضعت على حامل من الفضة المصبوبة والمطلية بالذهب من صناعة أسبانيا في القرن العاشر الهجري “16م”. وتحتفظ دار الآثار الإسلامية بمجموعة متميزة ونادرة من الحلي الإسلامي منها قرط من الذهب ينسب لسوريا في القرن الثاني الهجري وخاتم من الذهب المصبوب والمرصع ينسب لإيران في القرن السابع الهجري “13م”. بيد أن المجموعة الأهم من الحلي هي تلك التي تجوب العالم ضمن معرض “ذخيرة العالم” وهي تضم قلادات وعلاقات وسيوفاً وخناجر كلها مرصعة بالألماس والأحجار الكريمة من الياقوت والزبرجد والمرجان واللؤلؤ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©