الكاميرا تحكي والوجوه تبوح في معرض «التوتوناكا»...

تشكل حضارة التوتوناكا واحدة من الحضارات القديمة الثلاث إلى جانب (المايا والزابوتيك) في المكسيك، وهي حضارة تنطوي على عادات وتقاليد مغرقة في القدم، مثلت جزءا من الحضارات التي أقامها الهنود على أرضها قبل أن يتوافد الأسبان عليها ويستوطنوها، وقد حافظ شعب التوتوناكا على معالم مهمة من تلك الحضارات ولا يزال يعيشها في مناسباته المختلفة. ملامح من هذه الحضارة يستحضرها المصور الفوتوغرافي المكسيكي أليخاندرا في المعرض المقام حاليا في دار ابن الهيثم للفنون البصرية، ويمكن لمحبي هذا النوع من الفنون الاستمتاع بها حتى الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري؛ ففي المعرض عشرات الصور المعبرة عن ملامح هذه الحضارة العريقة المستمرة حتى اليوم. يقدم الفوتوغرافي أليخاندرا معرضا يشبه المتحف الخاص بحياة هذا الشعب، فيركز أشد تركيز على الوجوه الآدمية، وخصوصا وجوه النساء، فنجد في وجوهه تلك الملامح التي تعبر عن مرور الزمن عليها من خلال ما تشهده من التغضنات والتجاعيد، لكننا نجد فيها أيضا قوة في العيون والنظرات المعبرة عن اختبارات وتجارب الحياة، إضافة إلى احتفائها برموز زينتها الشعبية المعبرة عن هويتها. وإلى هذا فهو يهتم بعالم الطفولة وما ينطوي عليه من رموز وعناصر، فيبرز بصورة كبيرة واضحة جوانب من هذا العالم، مسلطاً الأضواء على الملابس والألعاب التي تمثل جانباً مهما من موروث هذا الشعب وتراثه المتواصل عبر الأجيال، فوجود الأطفال في جوار العجائز يبرز تواصل السلالات وتفاعلها بما يسمح باستمرار حضارتها وثقافتها. فهو يعرض صورا من معالم الحياة التراثية إلى جانب معالم من الحياة المعاصرة، يقدم لنا أفراح البشر وأتراحهم، يصور مشاهد من احتفالاتهم وطقوسهم الخاصة، والحرف اليدوية التي يعملون بها فيقدمون من خلالها أعمالا فنية باهرة. المعرض يلخص جوانب من حياة هذه الشعوب وموروثها، يعرض جوانب من هويتها ورموزها الحضارية، فنتعرف من خلاله إلى خصوصيات هذا الشعب وبعض سمات حضارته المادية والروحانية، نتعرف إلى جماليات الأزياء والإكسسوارات التي تستعملها النسوة للزينة، كما نطل على عالم الأطفال بما يمثلون في حياتهم من احتفالات بمواصفات خاصة.