الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المرأة السعودية تجتاز الامتحان الصعب

المرأة السعودية تجتاز الامتحان الصعب
9 أغسطس 2012
اجتازت المرأة السعودية اختباراً أولمبياً صعباً جداً، كانت فيه تحت المجهر كونها المرة الأولى التي تشارك فيها في الدورات الأولمبية، وذلك بعد نقاشات طويلة بين اللجنة الأولمبية الدولية ونظيرتها السعودية. وأكملت السعودية وقطر وبروناي مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية، فباتت نسخة (لندن 2012) الأولى في التاريخ التي تشهد حضوراً نسائياً لجميع دول العالم، فبعد اشتراط اللجنة الأولمبية الدولية ضرورة أن تتمثل كل دولة برياضية على الأقل في الألعاب الأولمبية تحت طائلة فرض عقوبات تصل إلى منع جميع رياضيي الدولة المعنية من المشاركة، كانت نقاشات طويلة بينها وبين اللجنة الأولمبية السعودية في محاولة لإقناعها بذلك. أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية مراراً أنه “لا يوجد أي نشاطات رياضية للسيدات لديها”، وإن “مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية بإشراك السيدات قديمة وتعود إلى نحو عشرين عاماً”، ثم تدرجت في مواقفها إلى أن أعلنت مشاركة مشروطة في الألعاب. واللافت أن الإعلان جاء من قبل اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام من انطلاق دورة لندن، حين أكدت مشاركة السعوديتين وجدان شهرخاني (16 عاماً) في منافسات الجودو (وزن فوق 78 كيلو جراماً)، وسارة العطار (19 عاماً) في ألعاب القوى (800 متر). المشاركة السعودية كانت بشروط حددها الرئيس العام لرعاية الشباب والرياضة في السعودية الأمير نواف بن فيصل، وهي “ارتداء زي شرعي مناسب وموافقة ولي أمر اللاعبة وحضوره معها وعدم وجود اختلاط بالرجال في اللعبة”، فضلاً عن أنه يتعين على اللاعبة وولي أمرها “التعهد” بعدم الإخلال بالشروط. وإذا كانت مشاركة وجدان شهرخاني أحدثت صخباً كبيراً في الألعاب، بسبب إعلان الاتحاد الدولي للجودو أن قوانينه لا تسمح بارتداء الحجاب، فإن مرور سارة العطار أمس، أي بعد خمسة أيام، كان “سلساً”. لا تمنع قوانين الاتحاد الدولي لألعاب القوى وضع الحجاب أثناء المشاركات، فارتدت العطار غطاء باللون الأبيض على رأسها يغطي عنقها أيضاً ولا يظهر منه سوى الوجه، شأنها كشأن العداءة الفلسطينية ورود الصوالحة في السباق ذاته. رحب زهاء 80 ألف متفرج ملأوا مدرجات الملعب الأولمبي في العاصمة البريطانية بحرارة لدى الإعلان عن اسم السعودية سارة العطار بين المشاركات، وردت بدورها بتحية وابتسامة. لا شك أن العطار، التي تتدرب في الولايات المتحدة، حيث تتابع دروسها أيضاً، امتلكت جرأة كبيرة للتعامل مع هذا الموقف، وخوض غمار التصفيات في مشاركتها الأولى في الألعاب الأولمبية، خصوصاً أنها تعرف تواضع مستواها مقارنة ببقية المشاركات. واجهت شهرخاني اهتماماً إعلامياً منقطع النظير كونها أول رياضية تمثل بلادها في الألعاب الأولمبية، فلم يكن الأمر سهلاً عليها على الإطلاق، وهي التي تأتي من بيئة محافظة لم تعتد على هذا الاهتمام الضخم. ونالت شهرخاني ترحيباً حاراً من الجمهور أيضاً لحظة دخولها قاعة اكسل الرياضية، حيث أقيمت منافسات الجودو، ووضعت على رأسها غطاءً خاصاً للرأس يغطي أذنيها ويشبه إلى حد ما غطاء السباحات، وذلك بعد اتفاق خاص بين اللجنة الأولمبية الدولية ونظيرتها السعودية والاتحاد الدولي للجودو، خصوصاً أن هذه الرياضة تعتمد معايير صحية صارمة، وأي غطاء على رأس المتنافس أو المتنافسة يعتبر مصدر خطر على الصحة. كما خرجت اللاعبة السعودية بعد خسارتها وسط تصفيق حاد من الجمهور قبل أن تسير باتجاه والدها الذي عانقها بحرارة وبكيا معاً، ووالدها هو حكم جودو معتمد رسمياً من قبل اللجنة المنظمة لألعاب لندن لإدارة بعض المباريات. وعلقت شهرخاني بعد نزالها قائلة “أنا سعيدة وفخورة بالمشاركة، وسأستمر في مزاولة لعبة الجودو”، مضيفة “لست معتادة على خوض بطولات كبرى بهذا الحجم، كما أن بلبلة ارتداء الحجاب من عدمه في الأيام الأخيرة أفقدتني تركيزي بعض الشيء”.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©