الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجزائري مخلوفي يمنح العرب أول ذهبية في «لندن 2012»

الجزائري مخلوفي يمنح العرب أول ذهبية في «لندن 2012»
9 أغسطس 2012
منح العداء الجزائري توفيق مخلوفي بلاده والدول العربية “باكورة” ميدالياتها الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في لندن، عندما أحرز المركز الأول في سباق 1500 متر مساء أمس الأول، مسجلاً 08: 34: 3 دقيقة، ونال الفضية الأميركي ليونيل مانزانو (79: 34: 3 دقيقة)، والبرونزية المغربي عبد العاطي إيكيدر (13: 35: 3 دقيقة). وهذه الميدالية الذهبية العربية الأولى في البطولة، كما أنها الأولى للجزائر في النسخة الحالية، والخامسة للجزائر في تاريخ مشاركاتها بعد العداءة حسيبة بوالمرقة في سباق 1500 متر في برشلونة 1992، والعداء نور الدين مرسلي في سباق 1500 متر والملاكم حسين سلطاني في الوزن الخفيف في أتلانتا 1996 ونورية بنعيدة مراح في سباق 1500 متر في سيدني 2000. وقال مخلوفي الذي تحدى الإصابة: “أهدي هذه الميدالية للعرب والمسلمين وللشعب الجزائري وأهديها لكل عربي ومسلم”. وأضاف: “الكل يتدرب والمستوى كان متقارباً والجميع يطمحون دائماً إلى الصعود لمنصة التتويج الأولمبية”. وقال مخلوفي إن هذه الميدالية “ستعطي حياة جديدة للشعب الجزائري، وهي تمثل لي فرحة كبيرة”، وأضاف: “المطر والطقس البارد لم يؤثرا لأنني أتدرب في كل الأجواء، هذا حصاد سنوات من العمل والاجتهاد”. ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الذهبية بداية لعداء جديد يعيد أمجاد المغربي هشام القروج، قال: “لكل اسمه ووقته، ونور الدين مورسلي كان له وقته أيضاً”. وعن إقصائه من الأولمبياد ثم إعادته مجدداً قال مخلوفي: “لم أضع أي اعتبارات لهذه القضية ولم تؤثر علي”. يذكر أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى قرر مساء الاثنين الماضي السماح لمخلوفي بالعودة إلى منافسات أولمبياد لندن، بعد أن قرر في وقت سابق استبعاده بدعوى التهاون في تصفيات سباق 800 متر، وذكر الاتحاد في بيان أصدره يوم الاثنين: “رفع قرار تجريد الجزائري توفيق مخلوفي من نتائجه في الأولمبياد بعدما قدم العداء إيضاحاً من اثنين من أطباء اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن يفيد تأكيد كل منهما على حدة أن اللاعب عانى من إصابة مؤلمة، والتي يمكن من خلال معالجتها بالشكل المناسب أن يشارك في السباقات في غضون 24 ساعة”. «المغمور» يتحول إلى «بطل قومي» لم يكن أكثر الناس تفاؤلاً في الجزائر يتوقع نجاح عداء مغمور في أن يصنع مجداً جديداً لبلاده على أعلى المستويات الرياضية في العالم، في دورة الألعاب الأولمبية “لندن 2012”. كانت توقعات الخبراء تصب في مصلحة لعبتي الجودو والملاكمة، لكن العداء توفيق مخلوفي كذب قول كل خطيب، أهدى الجزائر مساء أمس الأول ذهبيتها الأولمبية الأولى منذ أولمبياد سيدني 2000 في سباق 1500 متر للرجال. وينتظر أن يحصل مخلوفي على مكافأة مالية قدرها 30 ألف يورو من وزارة الشباب والرياضة الجزائرية بخلاف راتب شهري بقيمة 1400 يورو لمدة عامين وسيارة فخمة من وكيل شركة السيارات الألمانية “فولكس فاجن”. فقبل أربع سنوات كان مخلوفي يتلقى تدريباته بنادي الحماية المدنية (جهاز الدفاع المدني) لولاية سوق أهراس التي تقع على مسافة 559 كيلو متراً شرق الجزائر العاصمة، قبل أن يكتشفه الخبير عمار براهمية، مدرب البطل العالمي والأولمبي السابق نور الدين مرسلي، ويقرر ضمه لفريقه من عدائي المسافات نصف الطويلة في الجزائر. ويقول براهمية لوكالة الأنباء الألمانية: إن تتويج مخلوفي في لندن كان “بمثابة حلم تحقق رغم كل الظروف الصعبة والعراقيل التي صاحبت مشوار هذا النجم القادم من عمق الجزائر”. ويتذكر براهمية بمرارة أحد أيام عام 2008 عندما رفض الاتحاد الجزائري لألعاب القوى التكفل بالعداء الواعد مخلوفي، ويقول: “إن بدايات مخلوفي كانت مليئة بالصعوبات والعراقيل، فهذا العداء قبل أن يصل لما حققه اليوم عانى كثيراً سواء في الجزائر أو خلال المعسكرات التي كنا نجريها في ايفران بالمغرب”. وأضاف: “أذكر جيداً كيف أن اتحاد ألعاب القوى ونادي المجمع البترولي رفضا مساعدته، حيث كان يضطر في بعض الأحيان للإقامة عند زميله المخضرم كمال بولحفان في فندق المهدي، وكان الأخير يشتري له الشطائر”. وتابع براهمية: “تحدى مخلوفي كل هذه العراقيل وكان يتفوق أحياناً على زملائه في الفريق كطارق بوكنزة وزرق العين، لكني أعتقد أن بدايته الحقيقية كانت خلال ألعاب البحر المتوسط عام 2009 بمدينة بيسكارا الإيطالية عندما حل رابعاً في نهائي سباق 1500 متر الذي توج به بوكنزة”. وعمل مخلوفي بعدها على تطوير مستواه حيث سجل ثلاث دقائق و94: 32 ثانية في سباق 1500 متر بلقاء ألعاب القوى في موناكو في يوليو 2010 ثم فاز ببرونزية السباق نفسه وذهبية سباق 800 متر في دورة الألعاب الأفريقية العاشرة في مابوتو موزمبيق عام 2011 . ودفعت مشاكل براهمية المتكررة مع مسؤولي اتحاد القوى الجزائري مخلوفي للانضمام للفريق العربي الذي يشرف عليه المدرب الصومالي جاما أدن ويضم بين صفوفه السوداني أبوبكر كاكي والقطري حمزة دريوش. كان لهذا الأمر تأثير إيجابي على مخلوفي، حيث واصل تطوره المذهل وحسن زمنه الشخصي في سباق 800 متر إلى دقيقة واحدة و88: 43 ثانية، محرزاً ذهبية السباق ببطولة أفريقيا هذا العام، كما حسن زمنه الشخصي بسباق 1500 متر بثانيتين و14 جزءاً من الثانية عندما حل خامسا في لقاء موناكو في يوليو الماضي بزمن ثلاث دقائق و80: 30 ثانية وهو ثالث أفضل زمن جزائري لهذا السباق على مر العصور بعد نور الدين مرسلي (ثلاث دقائق و37: 27 ثانية) وعلي سعيدي سياف (ثلاث دقائق و51: 29 ثانية). ويؤكد براهمية: “بصراحة انتزع مني مخلوفي في بداية العام لأن المسؤولين خيروه بين البقاء في فريقي أو قطع المساعدات التي تسمح له بالتحضير فقرر الانضمام لمدرب آخر ساعده على النجاح أيضاً، ولكن من غير المنطقي أن يقال إن تتويجه الأولمبي جاء نتيجة العمل لمدة ستة أشهر فقط”. ويؤكد الاعلامي عبدو سجواني مسؤول اتحاد ألعاب القوى الجزائري أن من ينكر فضل براهمية على مخلوفي جاحد، مشيراً في الوقت نفسه إلى المساعدات التي قدمها الاتحاد للاعب مثل التكفل بمعسكراته في كينيا أو بدول أخرى. وأكد سجواني أن مخلوفي يتمتع بإرادة لا تقهر، مشيراً إلى تحدثه للعداء الجزائري (24 عاماً” قبل ساعات فقط من نهائي سباق 1500 متر، حيث أكد له أنه يشارك من أجل الميدالية الذهبية دون غيرها، وأكد سجواني أن إصابة مخلوفي هي ما حرمه من ذهبية ثانية في سباق 800 متر. من جانبه يأمل مخلوفي الذي احتلت صوره مساحات واسعة في الإعلام الجزائري أن يكون تتويجه في لندن بداية عهد جديد في مشواره الرياضي ونهاية متاعبه المالية بفضل المكافآت المالية والمساعدات الأخرى التي تنتظره. التعرض للمضايقات أما المغربي إيكيدر فقد أكد أنه تعرض للعديد من المضايقات من المتنافسين خلال السباق، ولكنه نجح في تحقيق إحدى ميداليات السباق لتكون الأولى للمغرب في هذه الدورة، وقال إيكيدر إن عدائي كينيا حاولوا فرض استراتيجيتهم على السباق “وسببوا المضايقات لي ولغيري، ولكنني نجحت في الإفلات بالبرونزية بعدما كنت أطمح إلى الفوز بالذهبية”. وأحرز القطري الشاب معتز برشم برونزية الوثب العالي بعد أن اجتاز ارتفاع 29: 2 متر، وأحرز البرونزية أيضاً كل من الكندي ديريك دروين والبريطاني روبرت جرابارز، وحاول برشم اجتياز ارتفاع 33: 2 من دون أن يصيب نجاحاً في ثلاث محاولات، ونال الذهبية الروسي إيفان أوخوف (38: 2 متر)، والفضية الأميركي إريك كينارد (33: 2 متر). يذكر أن برشم سجل أفضل رقم عالمي هذه السنة في هذا الاختصاص داخل قاعة ومقداره 37: 2 متر بالتساوي مع الروسي أندري سيلنوف. الميدالية الثانية والميدالية هي الثانية لقطر في هذه الألعاب بعد برونزية أيضاً للرامي ناصر العطية في منافسات الإسكيت، والرابعة لها في تاريخ مشاركاتها، بعد برونزية العداء محمد سليمان برونزية في برلشونة 1992، وبرونزية الرباع أسعد سعيد سيف وزن 105 كيلو جرامات في رفع الأثقال في سيدني 2000. وكان برشم (21 عاماً) صرح قبل انطلاق الألعاب الأولمبية الحالية “دائماً ما أضع الأهداف وأحاول تحقيقها، في عام 2010 قلت إنني أريد تخطي ارتفاع 35: 2 متر في العام التالي، وقد نجحت في ذلك وأنا الآن حامل الرقم القياسي العربي، هدفي المقبل الرقم القياسي الآسيوي وقدره 39: 2 متر وسجله زهو جيانهوا، وبالطبع الحصول على ميدالية من أي معدن كانت في الألعاب الأولمبية في لندن”. صقل الموهبة وقال برشم “منذ أن بدأ المدرب البولندي ستانيسلاف تشيتشيربا، قام بتغيير كل شيء في أسلوبي، التقنية والقوة والتفكير، لقد عمل على تطوير وصقل موهبتي، لا شيء مستحيل، ونحن نستطيع تطوير مهارتنا والوصول إلى الذهبية”. وكشف أنه تلقى اتصالاً من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر الليلة التي سبقت السباق الذي قام بتشجيعه على بذل الجهود وإحراز ميدالية. وقال “عانيت من إصابة في تركيا وتمكنت من استعادة لياقتي البدنية بنسبة 85 في المائة”. وفي مسابقة رمي القرص حقق الألماني روبرت هارتينج الهدف الذي طال انتظاره وتوج بالميدلية الذهبية، وحقق هارتينج الانتصار التاسع والعشرين له على التوالي منذ عام 2010 بعد أن سجل 27: 68 متر في المحاولة قبل الأخيرة له محتلاً المركز الأول، وجاء الإيراني إحسان حدادي في المركز الثاني مسجلاً 18: 68 متر ليفوز بالميدالية الفضية، أما الاستوني جيرد كانتر الفائز بالذهبية في أولمبياد 2008 وبطل العالم السابق فجاء في المركز الثالث لينتزع البرونزية. وتفوقت الأسترالية سالي بيرسون على ثلاث عداءات أميركيات وتوجت بالميدالية الذهبية لسباق 100 متر حواجز للسيدات، وبمجرد الإعلان رسمياً عن تسجيل بيرسون أفضل زمن في عام 2012 وهو 35: 12 ثانية، ارتمت على أرضية المضمار وانهمرت دموع الفرح من عينيها. وجاءت الأميركية دون هاربر الفائزة بالذهبية في أولمبياد بكين 2008 في المركز الثاني، بزمن 37: 12 ثانية لتحرز الميدالية الفضية، بينما أحرزت الأميركية الأخرى كيليز ويلز الميدالية البرونزية بعد أن سجلت 48: 12 ثانية، وتلتها مواطنتها لولو جونز في المركز الرابع بزمن 58: 12 ثانية، وكانت بيرسون قد تأهلت إلى النهائي بعد أن سجلت زمناً أقل بفارق 01: 0 ثانية عن أفضل زمن في عام 2012 والمسجل باسمها في باريس في يوليو الماضي، وسجلت بيرسون 39: 12 ثانية في الدور قبل النهائي كما حققت الأميركية هابر أفضل زمن شخصي لها وسجلت 46: 12 ثانية. صحف الجزائر: مخلوفي «الملك الجديد» الجزائر (د ب أ) - احتفلت الصحف الجزائرية الصادرة أمس، بالإنجاز الكبير الذي حققه توفيق مخلوفي المتوج بذهبية سباق 1500 متر للرجال بأولمبياد لندن، وأفردت له كل عبارات المدح والثناء. وشبهت صحيفة “الخبر” مخلوفي بـ”الملك الجديد” لسباق 1500 متر، في حين وصفته صحيفة “لوبيتر بمرسلي الجديد (البطل العالمي والأولمبي السابق)، فيما وصفته “لاتريبون” بـ”عملاق”. فيما علقت “الوطن” على الحدث بـ”الذهب لشجاع”. وكتبت صحيفة “المجاهد” الحكومية “توفيق مخلوفي من ذهب”، أما صحيفة “الهداف الدولي” فاختارت عنوان “مخلوفي يتوج بالذهب والجزائر تتصدر العرب”. وذكر الموقع الإلكتروني الإخباري “كل شيء عن الجزائر” أن “مخلوفي أهدى الجزائر ميدالية ذهبية جميلة وأنقذ المشاركة الجزائرية”. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أجواء الفرحة في مدينة سوق أهراس التي ينحدر منها مخلوفي وأبرزت تصريحات والده يونس ومدربه الأول علي رجيمي، وعنونت صحيفة “لوسوار دالجيري” موضوع صفحتها الرئيسية بـ”رائع” وأرفقته بصورة مخلوفي وهو يتجاوز خط النهاية. عبود: ذهبية مخلوفي منحتنا دفعة معنوية هائلة لندن (د ب أ)- أكد العداء الجزائري رابح عبود أن المجموعة التي خاض فيها تصفيات سباق 5000 متر أمس، كانت في غاية القوة والسرعة وأنه حاول التأهل عن طريق تحقيق زمن جيد ولكنه لم يوفق، واحتل عبود المركز الرابع عشر في المجموعة الثانية بتصفيات السباق قاطعاً المسافة في 13 دقيقة و38: 28 ثانية. وأوضح عبود “كان السباق سريعاً للغاية في هذه المجموعة لمحاولة كثير من العدائين التأهل عن طريق تسجيل أزمنة جيدة.. اللفات الأخيرة كانت قوية للغاية”. وأضاف “الذهبية التي أحرزها توفيق مخلوفي منحتنا شعوراً رائعاً، وأتمنى التوفيق له في المنافسات القادمة بعدما أعطانا دفعة معنوية هائلة” سفي إشارة للذهبية التي أحرزها مواطنه مخلوفي في سباق 1500 متر أمس الأول، ولم يستبعد عبود أن تكون ذهبية مخلوفي بداية لسطوع وسيطرة لألعاب القوى الجزائرية في السنوات المقبلة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©