السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في حوار مع «زهرة» تنشره «الاتحاد».. الشيخة فاطمة: «الإماراتية» صورة مضيئة للوطن

في حوار مع «زهرة» تنشره «الاتحاد».. الشيخة فاطمة: «الإماراتية» صورة مضيئة للوطن
29 نوفمبر 2018 05:17

أبوظبي (زهرة الخليج، الاتحاد)

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن التحول الكبير الداعم بقوة للمرأة في الإمارات حدث مع تأسيس الدولة، وعبر رؤية وحكمة زايد المؤسس، طيب الله ثراه.
وأعربت سموها، عن اعتزازها وفخرها بما حققته «الإماراتية» من إنجازات تعكس قدراتها ومشاركاتها الإيجابية في تنمية وطنها، مثمنة الدعم المتواصل من القيادة الحكيمة لتمكين المرأة في المجالات كافة.
وقالت سموها في حوار مع «زهرة الخليج» تنشره «الاتحاد»، إن المرأة في المجتمع الإماراتي، وجدت فرصها كاملة لتنطلق إلى ساحات العمل والابتكار، وما وصلت إليه اليوم من مناصب قيادية يعكس صورة مضيئة وحضارية للوطن والمرأة معاً، مشيرة سموها إلى أن التاريخ سيظل يذكر بإجلال واحترام كبيرين دور المؤسس الكبير في تمكين المرأة، وفي توفير شتى صور الدعم لها، وأن القيادة الإماراتية لم تتوقف من بعده يوماً واحداً عن هذا النهج الحضاري، الذي يؤكد عمق وصدق الإيمان بعطاء المرأة وقدراتها.

وفيما يلي نص الحوار:
* بذلت دولة الإمارات، بتوجيهات ومتابعة قيادتها الحكيمة، جهداً كبيراً في مجال تمكين المرأة في جميع المجالات، وتحفيزها بشكل أكبر لمواصلة مسيرتها الناجحة، فما الرؤية المستقبلية التي ترينها سموكم أفقاً لاستمرار مواصلة هذا التمكين والتعزيز للمرأة؟
** حققت المرأة الإماراتية عبر تمكينها إنجازات كبرى بفضل دعم وإيمان القيادة الحكيمة بدورها وعطائها، كما حددت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة (2015-2021) الأطر العامة والمرجعية والإرشادية لكل المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، لتحقيق تمكين المرأة وريادتها، وأشارت الاستراتيجية إلى جملة من الأولويات يمكن الاعتماد عليها في استمرار ومواصلة هذا التمكين، وهي البناء على الإنجازات المتحققة للمرأة في دولة الإمارات، والحفاظ على استدامة تلك الإنجازات والمكاسب، والاستمرار في بناء قدرات المرأة، بما يضمن توسيع نطاق مشاركتها التنموية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة، إضافة إلى توفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة وتحقيق الرفاه الاجتماعي للمرأة بمستويات عالية الجودة، وتنمية روح الريادة والمسؤولية وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية.

مكانة المرأة الإماراتية
* كيف تنظرين سموكم إلى ما حققته المرأة الإماراتية اليوم؟ وكيف ترين حضورها في إطار المكانة التي وصلت إليها؟
** لا يمكن للمرأة في أي مكان في العالم أن ترى أحلامها وطموحاتها واقعاً، من دون إيمان حقيقي من القيادة والمجتمع بأهمية تمكينها، وبتوفير كل السبل لتحقيق تطلعاتها، باعتبارها جزءاً رئيساً في صناعة التقدم، كما أن قياس تطور الأمم يقوم في جانب منه على مدى حضور المرأة وبروزها وتمكينها؛ لأن نجاحات وإنجازات المرأة مرآة صادقة تعكس مدى تطور الأمم وتقدمها؛ لذلك فإن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية اليوم، إنما يدل في حقيقته على الدعم المؤسسي والتشريعي لها يحفزها في كل ذلك الدور الريادي الحضاري والتاريخي والمكانة النسائية التي حظيت بها في تاريخ الإمارات، كما يدل نجاح المرأة على الثقة الكبيرة من القيادة بقدراتنا، وهو ما أثبتته التجارب النسائية المتعددة التي تتواصل، محققة إنجازات فريدة تشير في حقيقتها إلى ما تتمتع به المرأة الإماراتية من كفاءة وإصرار على المشاركة الجادة في تطور وطنها وتقدمه، وهو حضور يدعو إلى الفخر والسعادة.

ملامح التغيير
* شهدت مسيرة المرأة الإماراتية مراحل من التغيير منذ الخمسينيات وحتى وقتنا الراهن، فكيف ترين سموكم ملامح هذا التغيير؟
** التاريخ يحمل دلائل كثيرة وإيجابية عن دور المرأة في المجتمع الإماراتي، ومر هذا الدور بمراحل عدة ذات ظروف مختلفة، لكن التحول الكبير الداعم بقوة للمرأة حدث مع تأسيس الدولة، وعبر رؤية وحكمة زايد المؤسس، «طيب الله ثراه»، الذي آمن بدور المرأة وعطائها وتعليمها، ومن ثم فتحت الآفاق أمامها عاماً بعد عام لتثبت وجودها، ولتقدم جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل كل ما تستطيعه من علم وخبرة من أجل أسرتها ووطنها، وهذا الإيمان الصادق بدور المرأة صار نهجاً إماراتياً بامتياز، وواصلت القيادة الحكيمة تدعيم هذا النهج من خلال أطر تشريعية ومؤسساتية فترسخ التغيير الإيجابي، ووجدت المرأة فرصها كاملة لتنطلق إلى ساحات العمل والابتكار، وما وصلت إليه اليوم من مناصب قيادية يعكس صورة مضيئة وحضارية للوطن والمرأة معاً.

وطن التسامح
* أسهمت الإماراتية في تربية الأجيال الجديدة على قيم السلام والتسامح ونبذ العنف، فماذا تقولين سموكم عن انعكاس ذلك على المجتمع الإماراتي؟
** لا شك في أن الإنسان هو ابن بيئته، وأن ما يتلقاه ويتعلمه في محيطه الاجتماعي يؤثر في شخصيته وأفكاره وسلوكياته، والمجتمع الإماراتي ينعم بخصائص حضارية وأخلاقية عالية وراسخة فيما يتعلق بقيم التسامح ومحبة الآخر، وهذه نهلت منها المرأة وتربت عليها، ومن ثم صارت جزءاً من طبيعة الإنسان الإماراتي سواء كان رجلاً أم امرأة، ويتعاظم دور المرأة هنا بنقل هذه القيم وغرسها في نفوس الأبناء، وهو ما تقوم به عن قناعة وإيمان كبيرين بأن التسامح والسلام واحترام الآخر ونبذ كل صور العنف تحقق في النهاية معنى إنسانيتنا، وتعلو بمعنى المحبة النقية التي يستظل بها الجميع، وبفضل الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم بفضل هذه الروح الإماراتية ذات الإنسانية العالية، صارت الإمارات وطناً للمحبة والتسامح.

  • ما مدى مشاركة المرأة الإماراتية حالياً في مجالات العمل الخيري والإنساني؟
    ** المرأة الإماراتية لا تختلف عن شقيقها الرجل في هذا الجانب، فهي تشارك في مجالات العمل الخيري والإنساني بدافع نبيل وبرضا بالغ، وبجهود متميزة تعكس إيمانها بأهمية هذا الدور، كما أن هذه المشاركات تعبر عن ثقافة الخير ورسوخها لدى الإنسان الإماراتي، سواء كان رجلاً أم امرأة، لقد تعلم الجميع على هذه الأرض الطيبة أن يكون عوناً للآخر، إنه وطن الخير، ووطن الأيادي البيضاء التي تعطي وتساند وتدعم الإنسان في المحن في أي مكان من هذا العالم.

التاريخ سيظل يذكر زايد
* كان للمغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» دور كبير في نيل المرأة الإماراتية حقها ونصيبها من المشاركة الحقيقية في مسيرة التنمية في البلاد، فكيف تصفين سموكم هذا الدور الذي قام به الراحل الكبير الشيخ زايد؟ وما مدى التأثير الذي تركه في نهج قيادتنا الحكيمة من بعده؟

** لقد كانت ثقة المغفور له الشيخ زايد، «طيب الله ثراه»، بالمرأة وبدورها بلا حدود، ولهذا مهد لها كل الطرق التي تمكنها من المشاركة في مسيرة التنمية منذ تأسيس الدولة، وسيظل التاريخ يذكر بإجلال واحترام كبيرين دور المؤسس الكبير في تمكين المرأة وفي توفير شتى صور الدعم لها. ولم تتوقف القيادة الإماراتية من بعده يوماً واحداً عن هذا النهج الحضاري، الذي يؤكد عمق وصدق الإيمان بعطاء المرأة وقدراتها، وما نراه اليوم يجسد صدق هذا التوجه ورسوخه واستمراره.

* ما الدور الذي يمكن للمرأة العربية أن تؤديه فكرياً وعلمياً واجتماعياً في سبيل جعل العالم أكثر سلاماً وتحضراً؟
** المرأة في أي مكان هي المُعلّم الأول للأبناء، وهي مصدر معرفتهم، ومن ثم فإنها تغرس في نفوسهم القيم الإنسانية النبيلة التي تدعو للسلام والتسامح، وعليها -كما على غيرها أيضاً من أفراد ومؤسسات المجتمع- تدعيم هذه القيم وإعلاء وجودها وممارستها، وإذا تحقق للمرأة تعليم عصري راقٍ، ووجود فاعل في أي مجتمع، أصبح دورها مكملاً في الارتقاء بالمجتمعات فكرياً وعلمياً واجتماعياً.

مناصب وزارية ودبلوماسية
* وصول سيدات إماراتيات لمناصب وزارية ودبلوماسية متميزة، ماذا يعني لسموكم في مسيرة دولة الإمارات ونهضتها؟
** توافرت المقومات كافة بفضل تراكم تاريخي من الدعم والتمكين، وحكمة وصدق النهج الذي تتبناه القيادة الإماراتية بالدعم الكامل للمرأة، وكل ما نراه اليوم من بروز لأدوار ابنة الإمارات، وتقلدها المناصب الوزارية والدبلوماسية، وكذلك توليها الكثير من المراكز العليا في مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية، وأيضاً في القطاع الخاص، إنما يؤكد أن المرأة شاركت وتشارك في مسيرة النهضة بإخلاص وكفاءة كبيرين، وكما ذكرت من قبل فإن هذا الأمر يظل مصدراً للاعتزاز والفخر.

* تم تكريم سموكم من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، ومنحتم وسام شرف ولقب «روح الإنسانية ونبع الخير والعطاء بالعالم العربي»، وذلك بفضل إطلاقكم عدة مبادرات شبابية مختلفة، من خلال «برنامج الشيخة فاطمة للتميز والذكاء المجتمعي»، فكيف ترين سموكم تأثير هذه المبادرات في الشباب؟
** كما جاء في رسالة البرنامج وحول ما يتعلق بالمجالات الخاصة بالشباب، فإنها تهدف إلى تعزيز هوية وأصالة الشباب العربي وانتمائهم الحضاري لأوطانهم، ورفع مستوى اعتزازهم بما حققته الحضارة العربية من قيمٍ وأخلاقٍ ومعارف وعلوم، من خلال السّعي إلى إبراز مواطن الريادة والابتكار والإبداع لديهم، ودعم وتحفيز روح المبادرة في نفوسهم، ومن خلال هذه الرؤية تنطلق المبادرات الداعمة للشباب العربي، وهي من دون شك ذات تأثير محفز بقوة للشباب في كل مكان من العالم العربي، ودورنا أن نكون سنداً حقيقياً لهم لأنهم المستقبل، ويجب أن يكون المستقبل -من خلالهم- مضيئاً بأفكارهم وإبداعاتهم ومبادراتهم.

* كيف ترين سموكم دور الاتحاد النسائي العام في الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الوطنية؟
** منذ تأسيس الاتحاد النسائي العام، في السابع والعشرين من أغسطس عام 1975، وهو يقوم بدوره المحوري في الحفاظ على مكونات التراث وتعميق الهوية الوطنية، وعبر تاريخه الحافل بالبرامج والفعاليات، أطلق الاتحاد النسائي الكثير من المبادرات ونظم العديد من الفعاليات التي تهدف إلى صون العادات والتقاليد التراثية الأصيلة، بناء على فهم ووعي كبيرين بأن ترسيخ معرفتنا بمفردات التراث الوطني ومقوماته يعمق الهوية الوطنية لدى أفراد المجتمع، وخصوصاً الأجيال الجديدة، وهذه الإسهامات التي يقدمها الاتحاد النسائي العام تتلاقى وتتكامل مع مختلف الجهات العاملة في مجال الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الوطنية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©