الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوميات نجم متقاعد انتشله الشعر من الموت

يوميات نجم متقاعد انتشله الشعر من الموت
9 أغسطس 2012
جان لوي تراتينيون هو أحد أشهر الممثلين الفرنسيين، وهو اليوم وقد بلغ الواحدة والثمانين من العمر يكشف في كتاب له صدر هذه الأيام عن شذرات من حياته ويبث فيه تأملاته في الحياة والموت والحب والغدر والتسامح والكراهية والحقد. والكتاب جاء في قالب حوار مع صديقه الصحفي الفرنسي اندريه أسيو، والكتاب يحمل عنوان: “من جهة اوزاس” واوزاس هي مسقط رأس الممثل النجم. ويكشف الممثل في هذا الكتاب الأسباب التي دفعته إلى الاعتزال بعد أن مثل في مائة و30 فيلم سينمائي، ليتفرغ اليوم لتقديم عروض مسرحية يلقي فيها أمام الجمهور قصائد شعرية مختارة بدقة لشعراء فرنسيين. وأكد الممثل الفرنسي النجم أن أكبر مأساة في حياته تمثلت في وفاة ابنته ماري التي قتلها خطيبها بعد خصام سببه الغيرة، وجاء في الكتاب بوح الأب وتأكيده بانه تألم ألما شديدا لهلاك ابنته في تلك الظروف إلى درجة انه فكر في اغتيال صديق ابنته. يقول انه لم يكن يتخيل يوما أنه لن يكون بإمكانه أن لا يحادث ابنته، وهو يعترف انه بعد وفاة ابنته بقي شهرين كاملين في شبه غيبوبة، ويصف نفسه بأنه كان “حيا ميتا” بل انه لم يكن قادرا حتى على الكلام، فقد كانت الحياة تمر أمامه وهو لا يكاد يشعر بها، ولكنه قرر بعد ذلك أن يلملم جراحه، ووجد في الشعر ملاذا انقذه من اليأس وانتشله من القنوط. ولذلك اختار الممثل الفرنسي النجم أن ينهي بقية حياته في تقديم عروض يقرأ فيها على الناس مختارات من الشعر في شكل إلقاء تمثيلي. وجاء في الكتاب انه رغم الحب الكبير والإعجاب الذي يكنه الممثل للشاعر الشهير رامبو وافتتانه بقصيدته “سفينة سكرى” فإنه لم يقدمها في عروضه، معللا ذلك بانها قصيدة تقطر ألما، وهو يتمرن على إلقائها منذ مدة طويلة ولم يصل بعد إلى درجة الرضا عن إتقانها ليقدمها لمجموعة الناس الذين يأتون للمسرح من أجل الاستماع إلى درر من الشعر يلقيها أمامهم الممثل النجم. ويشرح الممثل أن عشقه للشعر بعود إلى فترة شبابه الباكر هندما طالع ديوان “كلمات” لجاك بريفيير، وكان هذا الديوان قد لقي نجاحا منقطع النظير عند صدوره حتى انه بيع منه مليون نسخة، وهو ما يعد رقما خياليا في فترة صدور أول طبعة له، والملفت أن الممثل يؤكد بأنه يحفظ عن ظهر قلب ألف وخمس مائة قصيدة لشعراء فرنسيين كبار، وانه باختياره تقديم عروض لقراءة الشعر فإنه أراد أن يقرب عيون القصائد إلى عامة الناس، مبينا أن الاستماع يبرز جمال الكلمة وشاعرية الصورة. والممثل يبوح بأنه وجد في الشعر بلسما لجراحه بعد فقدانه لابنتين له: الأولى ماتت رضيعة، والثانية ماتت في زهرة شبابها غدرا وغيلة من شاب كانت عاشقة له وبينهما قصة حب انتهت بمأساة بسبب خلاف مصدره الغيرة. وسئل الممثل النجم جان لوي ترانتينيون في هذا الكتاب عن سر عودته إلى التمثيل السينمائي في فيلم “حب” الذي تم عرضه في مهرجان “كان” الأخير بعد أن قرر الاعتزال، فأجاب أن فيلم “حب” هو من وجهة نظره أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما، وذكر أن منتجة الشريط مارجريت سنتيجور التي كانت لها سابق معرفة به أصرت على أن يتم إسناد دور الزوج العجوز له، ولما أخبرها أنه غير راغب في أداء الدور وانه لا يريد العودة مجددا للسينما بعد إعلانه الاعتزال سعت إلى إقناعه، وأمام إلحاحها أعلمها ـ وكان صادقا ـ أنه يفكر بجدية في الانتحار بعد وفاة ابنته، فأجابته ببرودة أعصاب “طيب قم بهذا الدور ثم بعد ذلك انتحر”. وفيلم” الحب” تم عرضه في مهرجان “كان” السينمائي الأخير، ويروي قصة عجوزين يعيشان معا عندما أصيبت المرأة بنوبة قلبية تسببت لها في شلل نصفي مما جعل زوجها يتفرغ للعناية بها والسهر عليها بكل حب. يقول الممثل في هذا الكتاب “إني اليوم أتظاهر بأني أحيا، ولكن الحقيقة إني فقدت نكهة العيش بعدما تم اغتيال ابنتي بوحشية من صديقها. حياتي اليوم هي أشبه بظل لما عشته سابقا ولكني لا أتذمر من مصيري ولا أشتكي مما آلت إليه حياتي، وأنا الآن في خريف العمر فبجانبي زوجة حنونة ترعاني وتسهر على راحتي”، ويضيف: “و في مثل سني فإني أشعر أن الوقت الضائع لا يمكن لي استرجاعه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©