الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض الخط العربي يقدم رؤى فنية تجمع الكلاسيكية والحداثة

معرض الخط العربي يقدم رؤى فنية تجمع الكلاسيكية والحداثة
19 أغسطس 2011 00:59
افتتح مساء أمس الأول في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بمنطقة التراث بالشارقة القديمة معرض “الخط العربي السنوي الثلاثين” الذي دأبت على إقامته الجمعية منذ تأسيسها العام 1981. اشتمل المعرض الذي افتتحه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، على قسمين تضمّن الأول منهما أعمال الفنانين المشاركين بلوحاتهم التي اختيرت من بينها ثلاث لوحات فائزة بالمراكز الثلاثة الأولى لجائزة المعرض لدورته هذه، حيث الفائزون هم: المركز الأول حاكم غنام من العراق، والثاني خليفة الشيمي من مصر، والثالث إيمان البستكي من الإمارات. أما القسم الأخير فتضمن أعمال الفنانين الشباب الذين بلغ عددهم العشرين فناناً مشاركاً بلغت نسبة النساء من بينهم المئة بالمئة تقريباً، حيث عرضت تسع عشرة خطاطة أعمالهن من بين العشرين مشاركا بأعمال تمّ إنجازها خلال دورات وورش عمل المراكز الفنية بالمنطقة الشرقية من الشارقة وبيوت الخطاطين في الشارقة نفسها. وبصدد أعمال الفنانين المحترفين فيمكن القول بأن مجمل الأعمال قد عبّرت عن اتجاهات فنية حديثة في اللوحة الخطية العربية التي تنوعت ما بين كلاسيكية تتبع مدارس بعينها لجهة بنيتها الهندسية الصارمة وكذلك بالتزامها بخطوط بعينها في اللوحة الواحدة، في حين نزعت لوحات أخرى إلى إضفاء نوع من الحداثة على اللوحة بما يمنحها المعاصرة من جهة وانتمائها لفن الخط العربي وامتداداته الراهنة التي تمتد جذورها إلى منتصف القرن الماضي تقريبا. في الوقت نفسه هناك العديد من الأعمال التي تجمع الاتجاهين الكلاسيكي والحديث في سياق البحث عن هوية خاصة بصنيع كل فنان على حدة، وبما يوحي للناظر إلى هذه الأعمال بأنها ترتكز على مرجعية ثقافية محددة رغم الاختلاط في عناصرها واستخدامها الخامة اللونية التي لا تقتصر على الأحبار وحدها حيث يتدرج اللون الأسود فيها من الأسود المكتمل بسواده إلى بني يميل إلى السواد وما بينهما من تدرجات. غير أن اللافت ها هنا هو تعدد الأسلوبية، التي يعين إداراك الواحدة منها على الوقوف على ماهية العمل بوصفه عملا تشكيليا محضا مثلما تتيح له الاقتراب من الفنان – الخطاط ومن صنيعه بوصف هذا الفنان هو مرجعية العمل وليس الثقافة التي أنتجت مجمل هذه الأعمال. من هنا، فالناظر إلى الأعمال يجد نفسه أمام لوحة خطية هي بمثابة عمل ينتمي إلى المدرسة التجريدية بالمعنى المطلق وما يميزها هو حضور الحرف العربي ضمن هذا الإطار التجريدي ليصبح الخط عنصراً من عناصر العمل وليس مركزه، بل لا مبالغة في القول بأن مركز العمل قد انتقل إلى الخلفية التي يستند إليها اللون بوصفه الرافعة الأساسية في خلق التوازن ومجمل التناغمات اللونية على السطح التصويري. أيضا، من ملامح الذهاب عميقاً في الحداثة التشكيلية والتعبير عن ذات الفنان على اعتبار أنه الفرد المنتج لهذا العمل بحيث يتلقاه متفرج فرد متلق، هو غياب الكثير من عناصر العمل الكلاسيكي فيلحظ المشاهِد أن أغلب الأعمال قد خلت من النقوش والتزيينات أو هي في بعض الأحيان شديدة التقشف فضلا عن استخدام خلفية للعمل هي على صلة ببرامج الكمبيوتر وما تمنحه من إمكانيات وحلول تشكيلية أكثر من اقترابها من الصنيع اليدوي الذي يجعل من اللوحة الحروفية لوحةً حروفيةً تماما يستغرق بناؤها عاما فأكثر. أضف إلى ذلك غياب البنية المكتملة للنص الملهم للعمل واستبداله بحضور خجول لحروف عربية تمّ رسمها وصياغتها وفقاً لإملاءات ومتطلبات اللوحة الحروفية العربية الكلاسيكية، إنما لم يعد فيها النص ملهماً أو موحياً للناظر إلى العمل الذي عاد بلا وظيفة نفعية جمالية ومباشرة معا، بل هي لوحة تقف على الحد الفاصل بين الكلاسيكي والحديث؛ بين الحضور الأكيد للحداثة والتقنيات اللونية في معالجة فكرة العمل على السطح التصويري والحضور الأكيد أيضا للكلاسيكية الحروفية إذ يحضر الحرف العربي وفقا لمعطيات هندسية تُعلي من شأن التقابل بين عناصر العمل بحثاً عن الإيقاع الخاص به. أما أعمال الخطاطات الشابات من مجمل مناطق الشارقة الشرقية فهي غالبا ما بدت أكاديمية الطابع، بل إن العديد من اللوحات التي أنجزتها شابات حديثات السن والعهد بالحروفية العربية تعتبر تمارين قاسية أفضت بهن إلى نتائج لافتة حقا لدى العديد منهن. وهنا يلحظ الناظر إلى هذه الأعمال أمرين: الأول خلو مجمل الأعمال من التعقيدات الشكلية فهي تقريبا ذات امتداد أفقي ثم ذلك التزيين أو الزخرفة التي فضلا عن أنها نباتية إنما تمثل وحدة واحدة قائمة على تكرار هذه الوحدة بصورة مصغرة في داخلها وليس بتنويع في البنية الأولى للتزيين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©