للمرة الأولى، ترتدي ليلى علوي ثياب شخصية تاريخية لتقدمها في مسلسل تلفزيوني، بعد إعجابها بشخصية "أم المماليك" التي تقدمها في مسلسل "نابليون والمحروسة". وعن أسباب خوضها تجربة الدراما التاريخية للمرة الأولى خلال مشوارها الفني الطويل، قالت: عدم مشاركتي في أعمال تاريخية قبل الآن يعود لعدم إيماني بأن هذه الأعمال سوف تتم صناعتها بشكل جيد، لذلك كنت أفضل الاعتذار عن تجربة تحسب عليَّ..
محمد قناوي (القاهرة) - تقول الفنانة ليلى علوي: هناك أكثر من سبب دفعني للموافقة على مسلسل “نابليون والمحروسة” الذي كتبت له السيناريو والحوار عزة شلبي وإخراج شوقي الماجري، فالسبب الرئيسي هو الأحداث التاريخية التي ينقلها حيث يتناول حقبة تاريخية مهمة في تاريخ مصر، وهي فترة قدوم الحملة الفرنسية، وما حدث فيها من إنجازات علمية واقتصادية، كما أن الدور الذي أقدمه جديد تماما ورغم أنه لشخصية تاريخية حقيقية فإن التاريخ لم يعط هذه الشخصية حقها فوجدت الدور مؤثرا في الأحداث، كما أن المخرج شوقي الماجري يدفع أي فنان للمشاركة في أعماله، حيث يعتبر من أفضل المخرجين في الوطن العربي، فهو يمتلك رؤية إخراجية متميزة وشعرت بمتعة العمل معه أثناء التصوير وأنا فخورة بتلك التجربة.
شخصية غامضة
وأضافت ليلى علوي: الحملة الفرنسية على مصر رغم كل ما بها من مساوئ، كانت خيرا لمصر بدعوتها للتحديث، وإذا كان نابليون قد جاء غازياً فقد كان أيضا عاشقاً لمصر راغباً في أن ينقل لها كل ما هو جديد وحديث، وساعياً لمعرفة كنوزها وخبايا حضارتها.
وعن ملامح الشخصية وتفاصيلها قالت: أقدم شخصية “نفيسة البيضا” التي يطلق عليها “أم المماليك” والتي لعبت دورا مهما في تلك الفترة، وكان لها تأثير كبير على المصريين و”نفيسة هانم” شخصية حقيقية ولها أصول تاريخية ومعروفة. فقد كانت زوجة مراد بك وكانوا يطلقون عليها “أم المماليك” لمواقفها الطيبة وقلبها الكبير، وهذه الشخصية تتمتع بالقوة والحكمة والذكاء واللياقة.
وأشارت ليلى إلى أن هناك صفات مشتركة بينها وبين نفيسة، وقالت: دائما أرتبط بالشخصيات التي أقدمها في جميع أعمالي فتأخذ مني وآخذ منها، “فنفيسة” رغم قوتها لديها قلب كبير وخوف على بلدها وعندما كانت “نفيسة” تدعو لمصر المحروسة، كنت أشعر بأنني من يدعو لها بذلك أحببت هذه الحالة جداً.
وعن كيفية استعدادها لهذه الشخصية الغامضة في التاريخ المصري، قالت: بذلت مجهودا كبيرا لجمع أكبر قدر من المعلومات حول تلك الشخصية، حيث قرأت العديد من الكتب التاريخية التي تناولت تلك الفترة التاريخية، وتكشف العديد من أسرار تلك الشخصية وشكل علاقتها بالمماليك. كما تحدثت مع الكثير من المؤرخين، وعلى رأسهم الباحث التاريخي حلمي شلبي الذي كشف لي عن أبعاد تلك الشخصية الاجتماعية والنفسية وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور.
أبهرني بإخراجه
وعن ترددها في قبول شخصية سنها أكبر منها قالت ليلى علوي: الفنان لا يهتم بسن الشخصية بقدر اهتمامه بمضمونها وأهميتها في سياق الأحداث، وهل ستصل للجمهور بشكل لائق أم لا وقد سبق أن قدمت أعمالا لشخصيات أعمارها أكبر من عمري وأخرى أصغر مني.
ونفت ليلى علوي وجود تشابه بين شخصية نفيسة البيضا وشخصية هدى التي قدمتها منذ عدة سنوات في مسلسل “حديث الصباح والمساء”. وقالت: لا علاقة بين الشخصيتين، فشخصية نفيسة التي أقدمها هذا العام تاريخية وواقعية، كما أنها لعبت دورا مهما في تاريخ مصر. أما شخصية هدى فدرامية لا تتصل بالواقع.
وقالت: أتحدث في المسلسل اللغة العامية واللغة الفرنسية لأن طبيعة العمل تتطلب ذلك وهذا ليس غريباً عليَّ، ولن أحتاج إلى إتقان الفرنسية لأنني تعلمت في مدارس فرنسية حتى نهاية التعليم الثانوي.
وعن تجربتها الأولى مع المخرج شوقي الماجري قالت ليلى: الماجري مخرج متميز متمكن من أدواته وأبهرني بأسلوبه، فهو يهتم بأدق التفاصيل وفريق عمله مهنيون للغاية وأنا واثقة معه بجمال الصورة، وقد سعدت جدا بالتعاون معه والمتعة الحقيقية التي يسعى إليها الممثل.
وعن المنافسة الرمضانية هذا العام في ظل وجود عدد كبير من كبار نجوم الدراما والسينما، قالت: لا يمكن وصف سعادتي بتلك المنافسة وبعودة كبار نجوم الدراما من خلال هذا الموسم، وعلى رأسهم محمود عبدالعزيز وعادل إمام، كما أنني سعيدة بوجود أحمد السقا وكريم عبدالعزيز في تلك المنافسة، وأتمنى للجميع النجاح.
“أولاد حارتنا”
وأضافت ليلى علوي: أعتبر وجود عدد كبير من الأعمال الدرامية هذا العام ظاهرة إيجابية وأتمنى تكرارها كل عام، لأنها أخرجت الإمكانات الفنية التي يمتلكها كل ممثل وأجبرته على بذل أقصى جهده لخروج العمل الذي يشارك في بطولته بشكل متميز وقادر على المنافسة، كما أن هذه الظاهرة ستنجح في إعادة روح الانتعاش مرة أخرى إلى الدراما المصرية.
ونفت ما تردد عن مشاركتها في بطولة فيلم “أولاد حارتنا” مع المخرج خالد يوسف، وقالت: لم ألتق بالمخرج خالد يوسف منذ فترة طويلة، ولا أعرف شيئاً عن هذا العمل، إلا أنني أتمنى أن يحقق نجاحا ضخما، لا سيما أن الرواية المأخوذ عنها العمل مهمة للغاية، وتناقش الكثير من مشاكل المجتمع وهمومه.
وعن أسباب قلة ظهورها الإعلامي قالت ليلى: لست مقلة بالظهور الإعلامي ،لأنني أعمل كفنانة وممثلة فقط وهذا هو عملي حينما يكون هناك ما يستدعي ظهوري وتعليقي أكون موجودة، ولكن بالتأكيد لايمكنني الظهور فقط لمجرد الظهور في حين أنه لا يوجد لدي شيء جديد كي أضيفه، وحينما تكون الأسئلة معادة فإجاباتي أيضا ستكون معادة، وتصبح الأخبار متكررة عني، كما أعتقد أن الجميع يتكلمون الآن وأنا أفضل الاستماع عن الحديث، وحينما تكون هناك إضافة جديدة لن أبخل بها وأصرح بكل ما هو جديد، وفي هذا التوقيت سوف أظهر وأتحدث بلا تردد.
السينما تواجه أزمة إنتاجية
تقول ليلى علوي، حول ابتعادها عن السينما طوال الفترة الماضية: لست بعيدة، لكن السينما تمر في الوقت الحالي بظروف إنتاجية صعبة، كما أنني طوال العامين الماضيين لم أجد السيناريو المناسب الذي يمكنني العودة من خلاله إلى شاشة السينما، لكن هناك عملا سينمائيا عرض عليَّ خلال الأيام الماضية للمشاركة في بطولته، ولا أريد الإفصاح عن أي تفاصيل عنه في الوقت الحالي، لأنني ما زلت في مرحلة التفكير وقراءة السيناريو.
عدد اليوم
