الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتدى الشيخ زايد يستعرض الفكر الوحدوي للقائد الرمز

منتدى الشيخ زايد يستعرض الفكر الوحدوي للقائد الرمز
9 أغسطس 2012
استعرض المشاركون في أعمال منتدى الشيخ زايد الجوانب المتفردة والرؤى التاريخية والفكر السياسي والوحدوي والإنساني الذي اتسمت به مسيرة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. واختتمت مساء أمس الأول فعاليات المنتدى، بدورته الثانية، بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، التي ينظمها مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تحت عنوان «زايد وشعب الإمارات»، على مسرح أبوظبي بمنطقة كاسر الأمواج، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام. أبوظبي (الاتحاد)- شارك في الحديث خلال جلسة اليوم الختامي للمنتدى كل من رجل الأعمال محمد عبدالجليل الفهيم، والدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات، والدكتورة مريم سلطان لوتاه أستاذة العلوم السياسية المساعد في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، وأدار الجلسة الدكتور رياض نعسان آغا المستشار في مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، بحضور حبيب يوسف الصايغ المدير العام لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وعبدالله محمد المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة بالإنابة بنادي تراث الإمارات، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، وحشد من الإعلاميين، وجمهور كبير من المواطنين والجاليات المقيمة في الدولة. رجل الوحدة وفي بداية فعاليات الجلسة الثانية للمنتدى الذي قدم له الإعلامي أحمد المجيني وسرد خلالها السيرة العطرة للقائد الراحل زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أكد الدكتور رياض نعسان آغا أن الراحل الشيخ زايد أحد قادة الأمة العظماء عبر تاريخها، تخرج من مدرسة الإسلام العظيم، ويمتلك جميع مقومات القيادة والنجاح، بدأ حُلمه الكبير بتوحيد القبائل واختصر مراحل تطور الدولة في عقود قليلة، فقد كان رجل الوحدة في زمن التفرّق والشتات الذي مرّت به دولنا العربية في السبعينيات، حين انهارت وقتها جميع أحلام الوحدة العربية بعدد من الدول، بينما حقق الشيخ زايد حُلم بناء وحدة الإمارات. وأضاف أن النهضة التي قادها زايد وسبق بها غيره هي بناء الإنسان قبل العمران، وسرّ الاستقرار في الحكم هو التوازن وليس القوة، كما أن الاحتفاظ بالهُوية أهم مبدأ أمسك به زايد من خلال جذعيّ التراث والثقافة والفكر الذي يجسدهما نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام بهدف ترسيخ هُوية ابن الإمارات، موضحاً إلى أنّ هناك مسؤولية على عاتق الجميع هي الحفاظ على هذه الأسس والمبادئ التي أرساها الشيخ زايد، عزاؤنا في ذلك الرؤى السديدة لأبناء الشيخ زايد والقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. موجّه لإنسان الإمارات وقدّم محمد عبدالجليل الفهيم سرداً تاريخياً تصاحبه صور قديمة يرجع تاريخها إلى مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، تحدث خلالها عن فكر الراحل الشيخ زايد طيب الله ثراه في بناء دولة الإمارات في مختلف مرافق الحياة بدءاً من مراحل التعليم الأولى وانتهاءً ببناء المدن الحديثة والمتطورة في أرجاء الدولة تتقدمهم العاصمة أبوظبي. وقال مرتجلاً كلامه: إنّ أول درس تعلمه من القائد الراحل هو ألاّ يحدّ من أفكاره وكلامه بخطاب مكتوب حتى يقول ما يريد ويُعبر بما يشعر ويحسّ به من تعابير، فتعلمت منذ ذلك الوقت في العام 1968 الحديث مباشرة من القلب. وأضاف أن القائد زايد ليس مُربياً فحسب بل مُوجِّهاً لإنسان الإمارات في كل مراحل حياته، فقد مررنا بمراحل صعبة وعسيرة مراحل، كنا نسكن بيوتاً من الطين، وسعف النخيل، ولا توجد غير مدرسة واحدة التحقنا بها دون زيّ رسميّ أو أحذية وكُنّا سُعداء بذلك. وعرض الفهيم صورة له ولزملائه الطلبة تعود إلى العام 1958م- وقال إنها تعبر عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأهالي في ذلك الوقت، ومضى إلى القول: إنّ النهضة الحقيقية لأبوظبي والتطور انطلقت العام 1966م عندما تولى القائد زايد الخير حُكم إمارة أبوظبي، وبدأ التغيير واضحاً وجلياً بإخلاصه ووفائه وحُبّه للوطن في البناء والأعمار، فكان رحمه الله هو المهندس الذي رسم معالم الدولة الحديثة التي نعيشها الآن، فقد كان بسيطاً متواضعاً كريماً سخياً مع أبناء شعبه، وحريصاً على متابعة مشروعات الأعمار في المدينة بنفسه خطوة بخطوة ويوماً بيوم، حيث بدأ طيب الله ثراه أولى اهتماماته بإنسان الإمارات الذي هو أساس التنمية، فتمّ ابتعاث الشباب للتعلم في الخارج قبل تشييد الجامعات، ثم بدأ أعمار الأرض بالمساكن الحديثة وتزويدها بجميع المرافق الحيوية الخدمية والبُنية التحتية فتحولت في فترة وجيزة مدينة أبوظبي من منطقة تفتقر سبل الحياة إلى مصاف العواصم المتقدمة. كما أشار الفهيم إلى أنّه أحد المحظوظين الذين عاصروا القائد زايد رغم صغر سنه آنذاك، فقد أمضى نحو خمس سنوات في قصر المويجعي بمدينة العين كأحد أبنائه تلمس خلالها وعن قرب كيف يكون السلوك الحميد الكريم، والنهج القويم للقائد، والذي كان يتبعه الرحل مع أبناء مجتمعه ومواطنيه. رؤية تاريخية من جانبها أوضحت الدكتورة فاطمة الصايغ في ورقتها خلال الجلسة، الرؤية التاريخية لمسيرة الشيخ زايد ركزت خلالها على اهتمامه بدور المرأة في مجتمع الإمارات والآفاق العريضة التي فتحها لها، وأشارت أولاً إلى فلسفة زايد، وقالت: إنها ترتكز على تحقيق العدالة الاجتماعية، للناس من رفاهٍ اجتماعي وتوفير فرص عمل وحُكم عادل رشيد والاهتمام بالمواطن دون تمييز، إذ كان مدركاً أنه دون تلك العدالة الاجتماعية لن يتوافر الأمن والاستقرار للوطن والمواطن. وأضافت: إنّ فلسفة زايد تتلخص أيضاً في وضع كافة الموارد لخلق وطن يحتضن المواطن، ومواطن يشعر بالانتماء لوطن، هذه المُعادلة هي ما قامت على أساسه فلسفة الربيع العربي الحالي بعد عقود من وضع زايد لفلسفته، مشيرةً إلى أن الانتفاضات الشعبية العربية جعلتنا نفكر مجدداً في فلسفة الشيخ زايد التي طبقّها، وسبق بها الآخرين بعقود وثبت نجاحها. وقالت إنّ ثورات بعض الدول العربية أثبتت عدم جدوى الأجندات التنموية، وإن انتفاضة الشعوب كانت لعدم تطبيق العدالة الاجتماعية، التي فطن لها القائد زايد، فقد كان رجلاً قومياً حلم بأن يبني أمة وينشئ دولة ويوحد شعباً، ليس على المستوى المحلي، بل على المستويين الخليجي والعربي، فبدأ زايد حُلمه محلياً، إذ كانت نظريته مبنية على أنّ الاتحاد يبدأ من الذات ومن المحيط القريب، وعلى الرغم من توفر مقومات ذلك الاتحاد إلاّ أنّه لم تتوفر له مُرادفات البناء، فنظرياً لم تكن هناك تجربة سياسية مشابهة يمكن تقليدها ونقلها ولم تتوافر في الإمارات بنية تحتية جاهزة وملائمة، بل حتى العنصر البشري كان قليلاً ولم يكن مؤهلاً. ولكن التصميم والإرادة جعلا زايد يتمسك بالحُلم ويواصل العمل لتحقيقه. وحدة خليجية وأضافت، خليجياً كان زايد مدركاً بأنّ مصير أهل الخليج واحد لأنّ تاريخهم واحد وأحلامهم واحدة والأخطار المُحدقة بهم واحدة، لذا فعلى الرغم من أنه ناصر قيام مجلس التعاون الخليجي الذي انبثق من أبوظبي، إلاّ أنه كان مع الوحدة الخليجية الكبرى، هذه الوحدة التي أثبتت الأحداث العربية الأخيرة مدى أهمية وجودها. أما عربياً فكان زايد الخير رجلاً قومياً آمن بأنّ مصير العرب واحد، دعا القادة العرب إلى نبذ الشقاق بينهم والتركيز على بناء الأوطان ورفاهية الشعوب وتحقيق المصالح العليا للأوطان والشعوب لأنها هي الباقية. وعلى الرغم من مقولات زايد الكثيرة من هذا الشأن إلاّ أنّ القليل من القادة العرب استمعوا بدقة إلى ما يقوله هذا الرجل الحكيم. الاهتمام بالمرأة وحقوقها كما أوضحت أن اهتمام الشيخ زايد بالمرأة اهتماماً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً إيماناً منه بدورها في النهوض بالمجتمع. لذا جاء تمكين المرأة على رأس أولوياته لخدمة مجتمع الإمارات والنهوض به وكان لا يدع مناسبة تمرُ دون التأكيد على دور المرأة في المجتمع باعتبارها نصف المجتمع، وأنّ المجتمع لن يتقدم إذا ظلّ نصفه مُعطّلاً، وجاء إيمان القائد زايد بدور المرأة قولاً وفعلاً، حيث صدرت في الدولة في عهده رحمه الله، العديد من التشريعات والقوانين الداعمة لحقوق المرأة. فجاء افتتاح الاتحاد النسائي العام تحت قيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. كما تعاظم وجود المرأة في المواقع القيادية بفضل وتشجيع ودعم من زايد، حيث حققت المرأة في الإمارات وفي زمن قياسي الكثير من الإنجازات المجتمعية. وأشارت إلى أنّ الشيخ زايد لعب دوراً مهماً في تحفيز الناس على تقبل فكرة تعليم الفتاة، بعد أن كانت غير مقبولة اجتماعياً لا سيما بعد أن أقبلت بناته على التعليم. فعَبَرَ الشيخ زايد بالمجتمع الحواجز الاجتماعية المفروضة على تعليم الفتاة، وما أن تعلمت الفتاة حتى حثّ زايد على عمل الفتاة، عندها بدأ المجتمع يتقبل تدريجياً عمل المرأة في القطاعين العام والخاص، واليوم تفتخر المرأة الإماراتية بأنّها تشكل ما نسبته56% من العمالة المواطنة في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©