يبدو ان الحكومة الجديدة في ليبيريا تسير بخطى جيدة لجذب الاستثمارات الأجنبية تحت شعار ''التحول من حالة الطوارئ إلى التنمية''· والمؤشرات إيجابية·· فقد جذبت الحكومة أول استثمار أجنبي مهم من شركة بريطانية، وذلك قبل أسابيع من الانتهاء من عملية إعادة تفاوض مثيرة للجدل على اتفاق امتياز لاستخراج الحديد الخام كانت الحكومة السابقة قد وقعته مع شركة ''ميتال ستيل''·
جاء الاعلان عن جذب هذا الاستثمار على لسان جوزيف بواكي نائب رئيس ليبيريا عندما قال انه تم التوصل لاتفاق مع شركة ''ناردينا ريسورسيز'' لتطوير صناعة زيت النخيل في البلاد· وكانت هذه الصناعة تستهدف في البداية السوق الدولية للزيوت المستخدمة في انتاج المواد الغذائية، لكن الصناعة قد تتوسع الأن لتشمل تكرير زيت النخيل لانتاج الوقود الحيوي·
ويقول مايكل فراين رئيس شركة ناردينا إنهم يعتزمون استثمار ما يتراوح بين 500 مليون و750 مليون دولار خلال 20 عاما·· وبعد استعادة النفقات الراسمالية خلال فترة تتراوح بين ستة الى سبعة أعوام فإن الشركة تتوقع ان تدفع لحكومة ليبيريا ضرائب بقيمة مليار دولار··!
ومن المتوقع ان يوفر مشروع زيت النخيل ما لا يقل عن 60 ألف وظيفة عمل جديدة، وهو عدد من المتوقع ان تستخدمه الحكومة لدمج المقاتلين السابقين في المجتمع وتقديم دفعات اقتصادية للمناطق الفقيرة اقتصاديا· ويعتقد بواكي الذي كان في لندن في إطار جولة استمرت أسبوعا لجذب الاستثمارات الاجنبية لبلاده التي مزقتها الحروب الاهلية، أن الاتفاق قد يعقبه وبسرعة امتيازات اخرى في قطاعات الزراعة والتنجيم والصيد اضافة الى استثمارات في الذهب والألماس بمجرد رفع عقوبات الأمم المتحدة·
ومنذ توليها منصبها في يناير الماضي والحكومة تعيد النظر في كل العقود التي وقعتها الحكومة المرحلية السابقة، ومنها عقد بقيمة 900 مليون دولار بشأن امتياز للحديد الخام تم إبرامه مع ''ميتال ستيل'' التي يملك أغلبية أسهمها لاكشمي ميتال والتي اندمجت هذا الصيف مع ارسيلور لتاسيس أكبر شركة للصلب في العالم· ويدعو العقد لأن تقوم الشركة بإنتاج 15 مليون طن من خام الحديد سنويا من ليبيريا وذلك في اطار استراتيجية لرفع قيمة إنتاجها من الحديد الخام الى 98 مليون طن سنويا بحلول عام ·2010
وهناك مفاوضون ليبيرون حاليا في نيويورك لاعادة التفاوض على العقد مع شركة ميتال، وتتوقع الحكومة الليبرية اكتمال هذه المفاوضات بحلول نوفمبر· ويؤكد بواكي ان أي تسوية يجب ان تصب في مصلحة الشعب الليبيري وان تحافظ للحكومة على سيادتها على قطاع البنى الاساسية·
وإجمالا فإن اتفاق زيت النخيل هو مؤشر جيد على عودة الاستثمارات الاجنبية الى ليبيريا وتحرك الحكومة لفرض سيطرتها على الاقتصاد·
توم بورجيس
فاينانشال تايمز
عدد اليوم
