الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخلاق رمضان يجب أن تستمر طوال شهور العام

أخلاق رمضان يجب أن تستمر طوال شهور العام
15 أغسطس 2013 20:47
أكد علماء الدين أهمية التمسك بروحانيات وأخلاق شهر رمضان طوال العام والمداومة على العبادات والتحلي بالأخلاق الفاضلة وعدم ظلم الناس وعدم الغش في المعاملة وحفظ اللسان عن الوقوع في أعراض الناس حتى يكون المسلم موصولا على الدوام. ويؤكد الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر أن الصوم مدرسة إلهية يتدرب فيها المسلم على إحياء منهج الله تعالى الذي يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة ولذلك نجد القرآن الكريم يركز على الحكمة من فريضة الصيام. أحمد شعبان (القاهرة) - أوضح الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر أن فريضة الصيام تربط المسلم بربه جل وعلا بحيث لا يتصرف ولا يعمل شيئا إلا وهو يعتقد أن الله تعالى يراه ويراقبه وسوف يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة ومن هنا المنطلق إلى الحرص على التحلي بالأخلاق الفاضلة طوال العام وليس في رمضان فقط مثل الصدق في القول والعمل وعدم ظلم الناس وعدم الغش في المعاملة وحفظ اللسان عن الوقوع في أعراض الناس ولا يأكل الإنسان ولا يطعم أهله إلا الحلال الطيب ويعطي كل ذي حق حقه والعفو عن المسيء وعن زلات الناس حتى إذا أساء إليه إنسان لا يزيد على قوله: “أللهم إني صائم” وهي أبلغ من الرد عليه بمثل إساءته بل تحول الآخر إلى صديق حميم كما قال الحق تبارك وتعالى :”ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم”. صفات جميلة وأضاف: هذه الأخلاق الحميدة والصفات الجميلة لم تأت من فراغ وإنما أتت من التزام المسلم بالطاعة والعبادة وتلاوة القرآن في هذا الشهر الكريم فآتت ثمارها الطيبة وحولت الإنسان الذي غرته الحياة الدنيا وشغلته مظاهرها الخداعة عن طاعة الله تعالى وحب الخير للناس وعن صلة الأقارب والأرحام إلى إنسان مسلم يعرف حق الله تعالى وحق العباد عليه فأصبح عضوا مهما يشارك في بناء المجتمع بكل أشكاله بسبب قربه من الله تعالى بالطاعة والسلوك القويم والإنسان العاقل إذا وصل إلى هذه الدرجة في شهر رمضان عليه أن يحافظ عليها ويطبقها في جميع مراحل حياته فالوصول إلى المجد سهل وميسور لكل من قويت عزيمته لكن الأصعب منه المحافظة على ما وصل إليه ولذلك حث الإسلام على الاستقامة والعمل الصالح قال الله تعالى: “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”. مبادئ الإسلام وحول أثر الصوم وشهر رمضان في تزكية الجانب الخلقي في الإنسان طوال العام أكد الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن صيام شهر رمضان يمنح المسلم أخلاقا حميدة يجب على المسلم أن يطبقها طوال العام والإسلام اهتم بالجانب الخلقي في الإنسان باعتباره التطبيق العملي لمبادئ الإسلام وتوجيهاته الكريمة وأن المسلم يجب أن يتحلى بأخلاق الإسلام من الصدق في القول والعمل وعدم الكذب والغش في المعاملة والابتعاد عن الوقوع في أعراض الناس والغيبة والنميمة والفحش في القول وبذاءة اللسان والتحلي بالحلم والرفق ولين الجانب وغير ذلك من الآداب التي يجب أن يتصف بها الإنسان ليكون نموذجا طيبا لمبادئ الإسلام وأخلاقه الحميدة ومن هنا وصف الله تعالى رسوله محمدا – صلى الله عليه وسلم – بهذا الوصف الكريم: “وإنك لعلى خلق عظيم” ومن هنا جاءت فريضة الصيام في شهر رمضان لتزكي في الإنسان وتجدد فيه هذه الأخلاق الحميدة في رمضان وفي غيره. السكينة والوقار وأشار الدكتور ريان إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل «إني صائم» أي أن الصيام وقاية للإنسان من التردي في الأخلاق الرذيلة وحماية له من غواية الشيطان والرفث الفحش في القول والعمل والصخب الخصام والصياح ورفع الصوت وهي أمور تتنافى مع عبادة الصوم التي تكتنفها السكينة والوقار والحلم وطول الصمت ثم ترفع الصائم إلى ما هو أبعد من ذلك وهو عدم مقابلة المسيء بمثل اساءته بل يعفو ويصفح ولا ينزل إلى مستوى الجاهلين ويتمسك بأخلاق الصائمين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يبين في أحاديثه الشريفة أن أقرب الناس إليه يوم القيامة وأرفعهم منزلة أحسنهم خلقا فقال: “إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”.‏ وأكد الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر أهمية المداومة على العبادات والطاعات التي كان يواظب عليها المسلم في رمضان طوال العام فالعبادات لم تشرع لشهر بعينه وحذر من هجر الصلاة بعد رمضان والانقطاع عن المساجد وصلاة الجماعة وهجر قراءة القرآن وحث على أن يكون المسلم موصولا بربه على الدوام في رمضان وغير رمضان فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل” وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – ينهى أصحابه عن الانقطاع عن العمل الصالح حيث قال: “يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل”. تهذيب الأخلاق وأهمية المداومة على فريضة الصوم بعد انقضاء شهر رمضان، أشار الدكتور حلمي إلى أنها تهذب الأخلاق مثل صوم 6 من شوال حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر” وصيام يوم عرفة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” وكذلك صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع و3 أيام من كل شهر وقيام الليل لقوله تعالى: “من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين” سورة آل عمران الآيات 113-115 وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد” وقال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” وإخراج الصدقات لأنها من أبواب الخير التي رغبت الشريعة الإسلامية فيها قال تعالى: “وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين” سورة المنافقون الآية 10.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©