الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شوارع مصر تتجمل في رمضان

شوارع مصر تتجمل في رمضان
18 أغسطس 2011 22:45
قصاصات من الورق والقماش على هيئة دوائر أو نجوم يتم لصقها على خيوط رقيقة وتعليقها على جدران البيوت إلى جانب اللمبات الكهربائية الملونة والفوانيس الكبيرة. هكذا استقبل المصريون شهر رمضان رغم الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ قيام ثورة 25 يناير، وكثير من الأسر رفضت التخلي عن بهجة استقبال الشهر الكريم بتجميل الشوارع وشرفات المنازل لاسيما في المناطق الشعبية والريف حيث تتجلى المظاهر الاحتفالية وتتنوع لإضفاء أجواء البهجة والسرور. مظاهر الاحتفال مظاهر الاحتفال بقدوم رمضان تبدأ في النصف الثاني من شهر شعبان حيث يقدم الأطفال والشباب في كل شارع أو زقاق بعد مباركة الآباء على التعاون والتنسيق فيما بينهم بجمع مبلغ مالي بسيط من كل أسرة لشراء زينة رمضان. إلى ذلك، يقول محمد سعيد (17 سنة) «هي عادة سنوية نتوارثها فبمجرد اقتراب شهر رمضان يجتمع أطفال وشباب كل شارع، ويتباحثون حول كيفية إعداد زينة رمضان حيث نقوم بانتخاب أحدنا للمرور على بيوت الشارع وجمع تبرع نقدي من كل أسرة وهو يردد «بعودة الأيام عاوزين زينة رمضان» فتمنحه كل أسرة حسب إمكاناتها تبرعا رمزيا على سبيل العادة السنوية والمشاركة في الاحتفال ببهجة رمضان». ويضيف «بعدها يقوم صبية الشارع بشراء ما يحتاجون إليه من مستلزمات الزينة التي تباع جاهزة في محال لعب الأطفال والمتر يتراوح بين 15-25 قرشا، وفي المتوسط يقومون بشراء نحو 100 متر إلى جانب شراء فانوس أو اثنين من الحجم الكبير وعدد من المصابيح الكهربائية الملونة». جدران البيوت ويقول عمرو شحاتة (16 سنة) «نقوم بعد شراء الزينة اللازمة بجلب سلم خشبي من أحد بيوت الشارع وشاكوش ومسامير صلب متوسطة الحجم، ويصعد أحدنا على السلم الذي يتم وضعه على جدران البيوت ويدق مسمارا تلو الآخر على مسافة متقاربة وبشكل متساو على جانبي الشارع، ثم يقوم بعدها بتثبيت خيوط الزينة على المسامير لتصنع في النهاية شكلاً حلزونياً بطول الشارع وعلى ارتفاع الطابق الأول. وفي المساء تتم إضاءة الفوانيس عبر مفتاح كهربائي موصل بأحد أعمدة الإنـارة، وتظل الزينة على حالها في الشارع إلى قدوم عيد الفطر ووقتها هناك من يقوم بتقطيعها احتفالاً بقدوم العيد، وهناك من يتركها إلى أن تتقطع بفعل عوامل الطبيعية حيث تتحلل الخيوط بفعل أشعة الشمس صيفا ومياه الأمطار في فصل الشتاء». يوضح حسام عبد الفتاح (17 سنة) أن هناك طريقة أخرى بديلة لتجميل الشارع بزينة رمضان في حال عدم تمكن صبية الشارع من جمع ما يلزم من مال لشراء الزينة الجاهزة، وذلك بالاعتماد على النفس والعودة للطريقة القديمة التي كانت سائدة حتى بضع سنوات مضت». قصص الورق ويضيف «تتلخص المهمة في أن يقوم كل أطفال وشباب الشارع بجلب كراسات وكتب العام الدراسي الماضي، إلى جانب خيط ومقص وبعض الألوان المائية، ونجتمع جميعا في أمسية بركن في الشارع، ونقوم بقص ورق الكراسات والكتب على هيئة هلال ونجوم وتلون تلك القصاصات بالألوان المائية أحمر وأخضر وأزرق وأصفر ونتركها لدقائق إلى أن تجف، ويتبرع أحدنا بموافقة أسرته لعمل حلة «بالوظة» في المنزل وهي مكونة من نشاء وبعض الدقيق، ويتم سكب الماء ووضعها على النار لدقائق إلى أن تنضج، وعلامة ذلك أن تكون لزجة وتستخدم بديلا للصمغ في لصق ورق الزينة الملون على الخيوط الرقيقة لتصبح أشبه بفروع الشجر تلك الفروع بشكل زجاجي أو حلزوني على جانبي الشارع أعلى جدران البيوت بمسافة تزيد على خمسة أمتار، ثم نقوم بعمل فانوس خشبي بسيط مكون من أربعة قوائم، وتتم كسوة جوانبه الأربعة بورق شفاف ملون ولصقها معاً بالبالوظة، وتثبيته بحبال سميكة ثم نوصل مصباحا كهربائيا داخل الفانوس». وفي المدن الجديدة كالعاشر من رمضان والعبور و6 أكتوبر حيث مساحة الشوارع كبيرة ويصعب مد خيوط الزينة على جانبي الشارع، يكتفي أبناء تلك المدن بوضع الزينة في مداخل العمارات ووضع فانوس في شرفة كل منزل أو هلال تعبيراً عن الفرحة بقدوم رمضان. كما تمتد مظاهر احتفال المصريين بقدوم شهر رمضان إلى المساجد وأضرحة أولياء الله الصالحين بتزيين وإضاءة المآذن والقباب بالمصابيح الكهربائية الملونة والتي تضاء من بعد صلاة المغرب إلى صلاة الفجر طوال أيام الشهر الكريم. وعادة تزيين الشوارع لا تقتصر فقط على الأطفال المسلمين بل يشارك أطفال الأسر المسيحية في تجميل الشارع، وكذلك أسرهم تقوم بالتبرع لشراء زينة رمضان تعبيراً عن المحبة والتعاون بين الطرفين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©